مدرسة الملك فهد العليا للترجمة شيدت جسور التواصل اللغوي بين شعوب العالم
63٬099
مشاركة
أكد محمد خرشيش، مدير مدرسة الملك فهد العليا للترجمة، أن المؤسسة الجامعية، انطلاقا من المهام التي أنيطت بها، تلعب دورا في بناء جسور التواصل اللغوي بين شعوب العالم، ويتجلى ذلك في برامجها التكوينية وأنشطتها العلمية والثقافية.
وأشار خرشيش، في حوار صحفي، أن المدرسة، التي أنشئت سنة 1983 واستقبلت أول فوج لها في شتنبر 1986، اختير لها كمقر مدينة طنجة التي تمتاز بموقعها عند ملتقى أوربا وافريقيا والعالم العربي، مما يؤهلها للعب دور حيوي في مجال التواصل الثقافي والحضاري وهو دور لصيق بالترجمة وبنشاط المترجم، مبرزا أن الأمر يتعلق بأول مؤسسة جامعية بالمغرب تختص في تكوين المترجمين المهنيين، تحريريين وفوريين، تبعا لأحدث الطرق والأساليب المستعملة في تدريس الترجمة، عبر المزاوجة بين التكوين النظري والتطبيقي.
على مستوى التكوين، أوضح المسؤول أن المدرسة تهدف إلى تكوين مترجمين تحريريين وفوريين محترفين قادرين على مزاولة أعمالهم في مختلف القطاعات العامة والخاصة والمنظمات الدولية وصقل مهاراتهم التواصلية اللغوية والترجمية، فضلا عن تعزيز الحركية المستمرة للطلاب والأساتذة، عبر استقبال طلاب من أوروبا (بلجيكا، إسبانيا، بلغاريا..) وإفريقيا (السينغال، الغابون..)، وإرسال أساتذتها وطلابها إلى الجامعات والمعاهد الأجنبية الشريكة، مشددا على أن هذه الحركية تساهم في ترسيخ ثقافة الحوار بين الثقافات والأديان والاحترام المتبادل، وتجعل من الطلبة والخريجين وسطاء لغويين وسفراء داخل المغرب وخارجه.
أما على مستوى الأنشطة العلمية، فقد أبرز خرشيش أنه كلها منفتحة على العالم الخارجي وإن لم تكن دولية، بحكم موضوعها ألا وهو الترجمة وإشكاليات التواصل والاتصال المتعدد اللغوي، بمشاركة خبراء الترجمة على المستوى الوطني والدولي لمناقشة مواضيع تصب في مجال الدراسات الترجمية أو علوم الإعلام من أجل تحقيق الانفتاح على المحيط السوسيواقتصادي والعالم الخارج ومواكبة التطورات والتحولات.
على مستوى العرض البيداغوجي، كشف مدير مدرسة الملك فهد العليا للترجمة عن وجود ستة مسالك في التكوين الأساسي في مسلكي الترجمة التحريرية والترجمة الفورية، وسيتعزز العرض بثلاثة تكوينات مستمرة جديدة في مستوى دبلوم الدراسات العليا المتخصصة (DCESS) برسم الموسم الجامعي الحالي، في تخصصات “الترجمة، والإعلام، والرياضة” و”مهن الترجمة وعلوم التواصل”، و”هندسة الترجمة”.
واعتبر أن تخصص “هندسة الترجمة” يروم أساسا اكساب الطلاب مهارات متخصصة في الترجمة باستخدام التقنيات الجديدة، بما في ذلك الترجمة بمساعدة الكمبيوتر، منوها بأن المدرسة من بين المؤسسات الأولى وطنيا ودوليا التي اعتمدت آليات وتقنيات الترجمة بمساعدة الحاسوب بما في ذلك برنامج ترادوس، إذ أنها مطالبة اليوم بتدشين مرحلة جديدة تتميز بتعميم استعمال تطبيقات الذكاء الاصطناعي لمواكبة أخر التطورات التي يعرفها عالم الترجمة المهنية.
وأعلن عن أن العرض البيداغوجي للمدرسة سيتعزز في السنة المقبلة بماستر متخصص في اللغة الصينية والترجمة منها وإليها، وسيكون الأول من نوعه في العالم العربي بأسره.
أما على مستوى سلك الدكتوراه، فقد أشار المسؤول إلى أن المؤسسة حصلت على اعتماد تكوين جديد في سلك الدكتوراه في “الدراسات الترجمية وعلوم الإعلام”، تتوفر فيه المعايير التي أوصى بها المخطط والتي ترمي إلى إنشاء نموذج للبحث العلمي الجامعي بمعايير دولية.
وسجل أن قطاع التعليم العالي يعرف تحولا جذريا على جميع المستويات بعد الشروع في تفعيل المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار (2030)، موضحا أنه إذا كان التركيز حاليا منصب على مؤسسات الاستقطاب المفتوح، فسيشمل قريبا مؤسسات الاستقطاب المحدود، بما في ذلك مدرسة الملك فهد العليا للترجمة.
بهذا الخصوص، أكد أن المؤسسة، بحكم طبيعة التكوين والدبلوم الذي تمنحه، هي مؤهلة لكسب رهان الإصلاح الرامي إلى تطوير المهارات اللازمة للشباب لتعزيز قابلية تشغيلهم وقدرتهم على التأقلم مع التحولات التي يشهدها المغرب، مشيرا إلى أن التكوين الذي توفره المدرسة هو تكوين ممهنن كما ينص عليه دفتر الضوابط البيداغوجية، وبالتالي فجل وحداته ومواده تركز على المهارات والكفايات الترجمية والتواصلية والرقمية والذاتية كذلك.