قال رئيس النيابة العامة محمد عبد النباوي، إن مقاربة قانون الأسرة المغربي على ضوء القانون المقارن والاتفاقيات الدولية، بقدر ما تفتح آفاق تطوير هذا النص من خلال استحضار الممارسات التشريعية والقضائية المقارنة، واستلهام المبادئ المرجعية للاتفاقيات الدولية ذات الصلة بالموضوع، والتي تعد بلادنا نموذجا رائدا للانخراط الواعي والمسؤول خاصة منها حماية الطفل، كاتفاقيتي لاهاي ل25 أكتوبر 1980، المتعلقة بالجوانب المدنية للاختطاف الدولي للأطفال، و19 أكتوبر 1996، المتعلقة بالاختطاف الدولي للأطفال أو بالاختصاص، والقانونِ المطبق والاعتراف، والتنفيذ، والتعاون في مجال المسؤولية الأبوية، وإجراءات حماية الأطفال، فإنها تكشف عن العراقيل والصعوبات التي تعترض تطبيق المدونة على الأسر المغربية المقيمة بدول المهجر.
و أبرز عبد النباوي بمناسبة انعقاد المنتدى الثالث للمحامين المغاربة المقيمين بالخارج حول موضوع “مدونة الأسرة على ضوء القانون المقارن والاتفاقيات الدولية” المنظم يومي 08 و09 فبراير 2019 بمراكش، أن مبعث هذا الإشكال يرجع بالأساس إلى ازدواجية المرجعية المتحكمة في ميدان الأسرة واختلافها بين الأنظمة ذات المرجعيات الدينية، والأنظمة العلمانية، مشيرا إلى أن الأولى تتبنى بالأساس حلول ذات مرجعية دينية عقائدية في العديد من المواضيع الأسرية، الثانية تختار توجهات تستبعد أي تمييز أساسه ديانة أو جنس الشخص، وتمنح نوعا من التقديس المفرط لمفهوم الحرية الشخصية، وتصورا مثاليا للمساواة بين طرفي العلاقة الأسرية.
وأضاف أن هذه الميزة هي التي طبعت العديد من تشريعات الدول الأوربية في مجال القانون الدولي الخاص في السنوات الأخيرة، وهو ما ساهم في تضييق مجال تطبيق قانون الأسرة المغربي على المواطنين المغاربة بالدول المعنية، مبرزا أن عمق الإشكال ازداد بروز موجة من التوجهات الجديدة للاجتهاد القضائي لدى الكثير من دول الاستقبال، التي عملت على استبعاد بعض الأحكام والعقود الصادرة عن المحاكم المغربية، بمبرر مخالفتها للنظام العام الدولي.
وإعتبر أن هذا اللقاء يعتبر مناسبة سانحة للتفكير الجماعي بشكل مسؤول في الإشكاليات التي تعترض مغاربة العالم في مجال قضاء الأسرة، مشيرا إلى أن الخبرات والتجارب المقارنة الحاضرة بهذا اللقاء ستكون قوة اقتراحية عالية الجودة في مسار تطوير قانون الأسرة بالمغرب، من خلال نقاشاتها والأفكار التي ستعبر عنها، والتوصيات التي سيتمخض عنها هذا اللقاء.
تعليقات
0