محمد اليزناسني
الإثنين 27 نوفمبر 2023 - 21:29 l عدد الزيارات : 9680
عبد السلام المساوي
ثمة شيء غير مفهوم في خارطة زعماء الأغلبية المتغولة الذين وزعوا الوعود والأوهام في برامجهم الانتخابية ، أين اختفى السياسي ، وبتعبير أدق أين اختفى خطباء السياسة ؟ زعماء الأغلبية تاهوا وارتبكوا في مواجهة معضلة مفصلية تهم مستقبل البلاد ، إنها معضلة التربية والتعليم …وعندما اجتمعوا ” كل واحد لغا بلغاه ” … رجل السياسة ظل غائبا في ظرفية تحتاج لكامل مهاراته التواصلية وفنون الخطابة لديه . السياسي الذي احتاجه المغرب والمغاربة، هو ذاك الذي يخطب في الناس لطمأنتهم ، القائد الملهم ، الزعيم ذو الكاريزما الذي يستطيع أن يقترح الحلول بحكمة وأن يحول الأزمات إلى آمال وأحلام وطموحات ترقص بهية أمام جمهور مكتئب . لقد اكتشفنا دروسا كثيرة طيلة هذا الشهر المتأزم …واكتشفنا معها أيضا أننا لم نعد نتوفر على ذخيرتنا القومية من سياسيين قادرين على أن يكونوا ملهمين لنا في فترة الأزمات . ونحن في محنة رجال التعليم والتلاميذ ؛ أغلب القادة والزعماء السياسيين والوزراء ، إن لم أقل كلهم ، لزموا قاعة الانتظار ؛ يترقبون بكثير من الحيطة والحذر والخوف ؛ سكتوا عن الكلام المباح وغير المباح…. طبعا ، وفي غياب شبه مطلق لهؤلاء الزعماء السياسيين ،وفي غياب تواصل واضح وصريح مع الرأي العام عبر وسائل الاعلام ؛ وحده الأستاذ ادريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، كان حاضرا ، كسر الصمت والانسحاب ، رفع اللبس والغموض …حاور وتواصل ، بادر ؛ فكر وتكلم ، اجتهد وأبدع … وكان حضوره في برنامج ” ضيف الأسبوع ” على قناة ميدي 1 تيفي في 12 نوفمبر ، درسا عميقا للساسة الذين استغرقتهم الشعبوية واستنزفتهم الاتكالية… درسا في الحكمة لزعيم سياسي لم يسقط سهوا على القيادة ، زعيم سياسي ، وزعامته مؤسسة على شرعية نضالية وديموقراطية….تكلم بدون ” خوف ” ، تحدث بجرأة سياسية وشجاعة أدبية …خاطب العقل بصرامة منطقية ووضوح سياسي بعيدا عن دغدغة العواطف والوجدان …ولأنه اتحادي ، ولأنه عقلاني وواقعي فإنه قطع مع العدمية والشعبوية …وطلق لغة الخشب التي يستعملها البعض بانتهازية نفعية وهواجس انتخابوية….إنه زعيم لا يتابع الأحداث فقط ، بل يفعل فيها . وكان حديث ذ إدريس لشكر حديثا صادقا ومسؤولا ، حديثا واقعيا وعقلانيا ، بعيدا عن مزايدات ؛ وانفعالات وارتباكات اللحظة . وهكذا تخلص الحكومة في حوارها مع النقابات التعليمية إلى ما طالب ودافع عنه الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ أسبوعين في برنامج ” ضيف الأسبوع ” الذي بثته قناة ميدي 1 تيفي ، حيث طالب الكاتب الأول بضرورة تجميد القانون الأساسي الذي وضعته الوزارة الوصية عن التربية والتعليم ، والتزام الحكومة بما وعدت به في برنامجها الانتخابي بخصوص الرفع من أجور الأساتذة والمعلمين ، وهذا ما أقرته اليوم نفس الوزارة في حوارها الاجتماعي مع النقابات . المغرب ” يحتاج ، اليوم ، وأكثر من أي وقت مضى ، إلى وطنيين حقيقيين ، دافعهم الغيرة على مصالح الوطن والمواطنين ” هكذا شدد صاحب الجلالة على حاجة المغرب أيضا ” إلى رجال دولة صادقين يتحملون المسؤولية بكل التزام ونكران ذات ” .
تعليقات
0