لشكر يدعو إلى هدنة مستدامة وعقد مؤتمر دولي للتوصل إلى حل سياسي لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس…
يسرا سراج الدين
الأربعاء 29 نوفمبر 2023 - 22:13 l عدد الزيارات : 11800
أكد الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر، خلال مشاركته إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، على أن الشعب المغربي بكل مكوناته يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية، مذكرا بالمواقف التضامنية للمملكة شعبا وملكا مع الشعب الفلسطيني، داعيا إلى عقد مؤتمر دولي تحت إشراف الأمم المتحدة وعلى أساس القرارات الدولية الشرعية ذات الصلة بهدف التوصل لحل سياسي شامل يساعد على إنهاء الإحتلال واستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس، والعمل في بادئ الأمر على وقف الإعتداءات والهجمات التي تعرفها فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة.
“القضية الفلسطينية ارتقت إلى مستوى قضية وطنية ثانية للشعب المغربي بعد قضيته الوطنية الأولى..”
وأوضح إدريس لشكر في كلمة تلاها من داخل المكتبة الوطنية بالرباط، أن الشعب المغربي يحتفل بهذا اليوم بشكل مبدئي تعبيرا منه على مركزية القضية الفلسطينية في انشغالاته والتي ارتقت إلى مستوى قضية وطنية ثانية للشعب المغربي بعد قضيته الوطنية الأولى، وأن المغرب حرص على هذا الفعل التضامني الانساني المبدئي منذ عشرات السنين كما شهدت المملكة المغربية سوابق نبيلة في التضامن مع الشعب الفلسطيني، كان من بينها تأسيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، إضافة إلى تنظيم مسيرات تضامنية مليونية، ومساهمة المغرب الرسمي والشعبي في مبادرات الحوار والتفاوض لإيجاد حل سياسي دائم يحفظ الحقوق الشرعية والمشروعة للشعب الفلسطيني، حيث ظلت الديبلوماسية الوطنية رسمية وشعبية داعمة للحق الفلسطيني في كل المحافل والمنتديات الدولية كما ظلت أرض المغرب مضيافة على الدوام كلما تعلق الأمر باستقبال واحتضان وفود وكوادر ومناضلي الشعب الفلسطيني والقوة الوطنية الفلسطينية ومختلف تنظيمات أرض وشعب فلسطين، وأنه طوال تواريخ القضية الفلسطينية لم تقتسر مساندة ودعم المغرب على إحياء ذكرى الشهداء بل قد كان الشعب المغربي دائم اليقظة والمبادرة والمساندة كلما مس الفلسطينيون ضرر أو داهمت قضيتهم أي مخاطر.
“المغرب احتضن قمم عربية إسلامية كانت القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمالها..”
وقد ذكر القيادي الإتحادي بالقمم العربية الإسلامية التي احتضنتها المملكة والتي كانت القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمالها، وبرئاسة لجنة القدس التي تعود لعاهل المغرب جلالة الملك الراحل الحسن الثاني ثم في عهد جلالة الملك محمد السادس حيث عملا على انشاء وكالة بيت مال القدس ومدها بما تحتاجه لتمويل مختلف مشاريع الترميم والإصلاح والتجهيز وحماية المنازل وبناء المنشآت الجديدة التعليمية والصحية ودعم الأسر المقدسية، وعلى جعل لجنة القدس المنبتقة عن مؤتمر القمة الإسلامي أداة لحماية القدس ووضعها الاعتباري وبنيانها وعمرانها ورموزها ومآثرها من أي تهويد أو تحريف أو تدمير وسطو.
“الفلسطينية تمر في تقديرنا، من إحدى أحلك منعطفاتها ولا سلام مع مزيد من الاحتلال والإستيطان والعدوان…”
وأضاف لشكر قائلا :” إذا كان هذا دأب المغرب والمغاربة شعبا ونقابات وجمعيات وأحزاب ومثقفين منذ أن طرحت القضية الفلسطينية نفسها على جدول أعمال المنتظم الدولي في تبنيها اللامشروط لقضية الشعب الفلسطيني وتقديم كل أشكال الدعم لها السياسي والديبلوماسي المادي والرمزي وهو ما تحول إلى عقيدة مغربية راسخة في ظروف السلم كما في الحرب في الإنتفاضات كما في التهدئة وقت المفاوضة كما وقت القطيعة، إذا كان هذا دأب أمتنا ودولتنا منذ عقود فكيف لنا أن نتأخر اليوم ولا نلبي وبكل حماس الدعوة الرسمية من سعادة السفير الفلسطيني والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، والدعوة الإنسانية خاصة وأن القضية الفلسطينية تمر في تقديرنا، من إحدى أحلك منعطفاتها، مؤكدا على أن تعبئة الإتحاد من أجل إنجاح هذه التظاهرة التضامنية انطلاقا من قياداته ومناضليه إلى جانب هذه الثلة المعتبرة من مناضلي ومواطني بلدنا علاوة على أنه تأكيد على الهوية الفلسطينية للإتحاد فهو عربون على إيماننا العميق بأن حقوق الشعب الفلسطيني في الاستقلال والحرية وقيام دولته الوطنية طبقا للأوصاف والمقررات الدولية هي حقوق لا يمكن أن يطالها الصدأ أو التقادم أو التجزيء أو مزيد من التهجير إننا هنا لنعيد قولها إن إقرار حقوق الشعب الفلسطيني السالفة الذكر هي المدخل الذي لا غنى عنه لإحلال السلام الشامل والدائم بالمنطقة إذ أنه لا سلام مع مزيد من الاحتلال والإستيطان والعدوان إنها قضية فلسطين وشعب فلسطين وأرض فلسطين التي استقر عليها الرأي وقرار المنتظم الدولي على حدود الرابع من بونيو 1967، والقدس الشرقية عاصمة لها وهي بذلك ليست قضية جهة أو فرقة فلسطينية لوحدها مهما كانت بل هي قضية كل الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية ولذلك فإن كل إجراء أو تدبير يقلل من تمثيليتها يضعف مسارنا نحو إرجاع حقوقنا”.
قصف همجي استهدف المدنيين أطفالا ونساء وشيوخا.. صدقا هي النسخة الثانية للنكبة من حيث ضحاياها وخرابها..
وتحدث القيادي الحزبي عن معاناة الشعب الفلسطيني قائلا :” لقد عانى الشعب الفلسطيني لعقود من الزمن، ورغم التسويات والإتفاقيات والقرارات الدولية وحتى التنازلات الفلسطينية، فقد انطلق منذ شهرين تقريبا فصل آخر من معاناة ومكابدة الفلسطينيين، الأرض والشعب والقضية سار العالم برمته يستيقظ وينام على هول ما يتجرعه الإنسان من مجازر في حق الفلسطينيين من تقتيل واعتقال وتدمير للمباني والمساكن والمدارس والمستشفيات ومختلف التجهيزات وقطع للإتصالات والمواصلات وحرمان من الماء والغذاء والوقود والكهرباء والدواء ومحاولة التهجير، منذ شهرين وسماء فلسطين كما رأينا ملبدة بطائرات عسكرية همجية تقصف الأخضر واليابس وتستهدف المدنيين العزل أطفالا أولا ونساء ثانيا وشيوخا..، وحصيلة بشعة خلفت آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين ومئات المرافق العمومية التي سارت خارج الخدمة ومئات الالاف من النازحين والمهجرين قصرا إنها بكل صدق النسخة الثانية للنكبة من حيث حجم ضحاياها وخرابها”.
“مقدمات ما حدث لا تعود فقط لما وقع في 7 من أكتوبر ولابد أنها سابقة على لاحقتها في ذات البشاعة إذا ما استمر نفس الوضع..”
وأكد الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي، أن مقدمات ما حدث لا تعود فقط لما وقع في 7 من أكتوبر ولكن استمرار الاستيطان والاستفزازات، واعتداءات المستوطنين واقتحامات المسجد الأقصى ومنع المصلين من الولوج إليه وممارسة شعائرهم الدينية ومواصلة سياسة الإرهاب الجماعي من اقتحام وتهجير توسيع دائرة الاحتلال أمام أنظار العالم واستفحال كل هذا في ظل حكومة يمين سياسي وديني متطرف هو السبب الأصلي للوضع الحالي، داعيا الضمير الإنساني للإستيقاظ أمام ما شاهده العالم كله من بشاعات لاحقة على سابقاتها زمنا وبشاعة ولابد أنها سابقة على لاحقتها في ذات البشاعة اذا ما استمر نفس الوضع.
“منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ويجب العمل على هدنة مستدامة ووقف العدوان الإسرائيلي..”
واسترسل إدريس لشكر قائلا :” بناء على ما سبق فإننا إن كنا نحيي جهود الوساطة التي أفضت إلى هدنة إنسانية محدودة الزمن فإننا نعتبر أن إحياء مسلسل السلام وإعمال القرارات الدولية الحافظة لحقوق الشعب الفلسطيني هو السبيل الوحيد والمستدام لإحلال سلام دائم بين الشعبين والدولتين في منطقة الشرق الأوسط برمتها على أن المستعجل في تقديرنا هو العمل على إستدامة الهدنة ووقف العدوان الإسرائيلي ووقف الإستيطان والتهجير وفك الحصار وتزويد السكان في قطاع غزة بالغذاء والماء والكهرباء والوقود والدواء والخدمات الطبية والانسانية اخلاء سبيل المدنيين المحتجزين في قطاع غزة وبدأ مفاوضات للإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين من الجانبين وتبادل الجثامين ورفض التهجير القصري للسكان في قطاع غزة وتأمين المأوى المؤقت للنازحين في أماكن إقامتهم والبدء الفوري في عملية إعادة إعمار القطاع تحت إشراف آلية دولية من الجهة المانحة وتحت إشراف السلطة الفلسطينية بما في ذلك صندوق دولي مخصص لهذا الغرض، والوقف الكامل للأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية كافة بما في ذلك ما يسمى بالنمو الطبيعي ووقف إرهاب المستوطنين ووقف إجراءات تهويد القدس وضمان إحترام الوضع القانوني التاريخي للمسجد الأقصى وعقد مؤتمر دولي تحت إشراف الأمم المتحدة وعلى أساس القرارات الدولية الشرعية ذات الصلة بهدف التوصل لحل سياسي شامل يساعد في إنهاء الإحتلال واستقلال دولة فلسطين وممارستها لسيادتها الكاملة على أرضها وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين على أساس القرار الأممي 194 الذي يكفل لهم حق العودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها منذ عام 1948 ثم منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني هي التي تمثل دولة فلسطين بواسطة سلطتها الوطنية الفلسطينية في أية مؤتمرات ولقاءات موقف سوف يتشكل انطلاقا من التوافق بين كل الفصائل الفلسطينية على قاعدة برنامج منظمة التحرير الفلسطينية “.
وختم لشكر خطابه قائلا: “وعن المؤتمر الدولي الذي تحدتنا عنه لابد أن ينجز مهامه أساسا في إقامة الدولة الفلسطينية في خلال سقف زمني متفق عليه لايتجاوز السنة خلال هذا السقف الزمني فإن إدارة قطاع غزة شأن داخلي فلسطيني يتم حله على أساس تنفيذ اتفاقيات المصالحة المبرمة بين كل الفصائل الفلسطينية”.
وتجدر الإشارة إلى أن الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر يبق أن استقبل بمقر الحزب، وفدا عن مكتب الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، يتقدمهم عبد الحفيظ واعلو نائب رئيس الجمعية، للحديث حول عدد من الاستحقاقات التنظيمية والمتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وقبلها استقبل الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر يوسف أحمد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
تعليقات
0