سفير فلسطين يشكر المغرب ملكا وشعبا ويؤكد لا وطن بديل للفلسطينيين وعلى الأسرة الدولية التعبير عن إرادة شعوبها…
يسرا سراج الدين
الخميس 30 نوفمبر 2023 - 00:14 l عدد الزيارات : 11904
أحيت سفارة دولة فلسطين بالمغرب بشراكة مع الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، مساء اليوم الأربعاء، اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، عبر لقاء تضامني استُهل بالنشيدين الوطنيين المغربي والفلسطيني، والترحم على أرواح الشهداء الفلسطينيين.
ومالة بيت مال القدس تبنت حماية الحقوق العربية والإسلامية بالمدينة المقدسة وتعزيز صمود الفلسطينيين..
وخلال كلمة افتتاحية للقاء الذي احتضنته المكتبة الوطنية بالرباط التي اكتست جدرانها صور ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، من أطفال ونساء وعائلات مسحت كلها من السجل المدني بسبب قصف الاحتلال، وتوسط بهوها قائمة ضمت أسماء آلاف الشهداء، عبر السفير الفلسطيني بالمغرب جمال الشوبكي، عن امتنانه لمساندة المغرب المستمرة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، مذكرا بالقمة العربية بالرباط سنة 1974 والتي اعترفت خلالها الدول العربية ولأول مرة ومن المملكة المغربية بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للفلسطينيين وأكدت التزامها لاستعادت الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، كما تأسست وكالة بيت مال القدس عام 1998 بمبادرة من الملك الراحل الحسن الثاني والتي يترأسها حاليا جلالة الملك محمد السادس، والتي تبنت حماية الحقوق العربية والإسلامية بالمدينة المقدسة وتعزيز صمود الفلسطينيين من خلال دعم وتمويل برامج ومشاريع في مختلف القطاعات.
نشكر مواقف جلالة الملك والشعب المغربي الداعمة للقضية الفلسطينية…
وذكر السفير الفلسطيني بتاريخ إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي، عام 1969، على إثر الاعتداء السافر على المدينة المقدسة وحريق المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، بقرار صادر عن القمة بالرباط بالمملكة المغربية والتي دعا إليها المغفور له الحسن الثاني، ناهيك عن سلسلة من أشكال الدعم اللامتناهي الذي قدمته وتقدمه المملكة للشعب الفلسطيني سياسيا وديبلوماسيا وتنمويا وإنسانيا، مشيرا إلى أنه من بين مواقف المملكة المغربية اتجاه القضية الفلسطينية أنه بمناسبة هذا اليوم الوطني وجه جلالة الملك محمد السادس رسالة قوية للأمم المتحدة أكد من خلالها على دعم المغرب الثابت للشعب الفلسطيني مذكرا بحقوق الفلسطنيني وضرورة قيام المجتمع الدولي بالعمل على إنجاز هذه الحقوق، ومعبرا عن استنكار المملكة ورفضها كافة الانتهاكات والإجراءات التي تمارسها دولة الإحتلال على الأراضي الفلسطينية بما فيها سياسة الاستيطان وتهويد القدس ، بالإضافة إلى ماجاء في الخطاب السامي للملك محمد السادس الموجه للمشاركين في القمة الاستثنائية العربية المنعقدة في الرياض، حين أكد على أنه لا بديل على سلام حقيقي في المنطقة يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة في إطار حل الدولتين ولا بديل عن دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ولا بديل عن تقوية الدولة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن ولا بديل عن وضع آليات لأمن إقليمي مستدام قائم على إحترام القانون الدولي والمرجعيات الدولية المتعارف عليها معبرا عن شكره وتقديره لمواقف جلالة الملك محمد السادس.
ما يقع هو إبادة جماعية يُراد منها القضاء على على أي معالم للوجود الفلسطيني..
وتحدث الشوبكي عن المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني الذي يواجه في هذه الفترة تحديا كبيرا وخطيرا أدخل مسار القضية الفلسطينية إلى مرحلة جديدة ومختلفة كليا، وأن ما يقع هو إبادة جماعية يُراد منها القضاء على على أي معالم للوجود الفلسطيني ومسح أي آمال لأي أفق سياسي من شأنه أن يمنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره واستقلاله وهو ما قابله الشعب الفلسطيني بأقصى أشكال المجابهة والصمود والتصدي إصرار منه على إنسانيته والعيش في كرامة وحرية واستقرار وممارسة سيادته على أرضه، منتزعا كرامته من بين أنياب قوة الإستعمار ليعيش حريته كسائر شعوب الأرض.
رغم صعوبة المشهد إلا أن الواقع الفلسطيني عاد ليتصدر المشهد بفعل نضالات الأحرار حول العالم ومنهم الشعب المغربي..
واعتبر الدبلوماسي الفلسطيني أنه بالرغم من صعوبة المشهد وسوداويته إلا أن الواقع الفلسطيني الآن عاد ليتصدر المشهد بفعل حراك ونضالات الأحرار حول العالم ومنهم الشعب المغربي الأصيل وهي النضالات ذاتها التي ستفضي فيما لو استمرت وتطورت إلى قلب الموازين وإعادة الأمل عند الفلسطينيين ودفع المنتظم الدولي إلى أخذ إجراءات جادة للجم دولة الإحتلال ورفع السقف السياسي أمام حل عادل وشامل يتجلى في إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس.
الأولوية هي ضرورة وقف إطلاق النار والعدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني..
وفي هذا السياق ( يضيف السفير الفلسطيني) لابد من الإشارة إلى عدد من القضايا الرئيسية وفي بدايتها تجديد التأكيد على أن الأولوية هي ضرورة وقف إطلاق النار نهائيا ووقف العدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني، وبعد وقف شلال الدماء العمل على إعادة اللُّحمة الوطنية الفلسطينية في كافة أماكن تواجد الشعب الفلسطيني في ظل نظام سياسي موحد ومتماسك وإعادة إعمار الوطن وبعث الأمل وفتح آفاق المستقبل من جديد في ظل برنامج عمل ودينامية سياسية جامعة ومشتركة تمتاز باستقلالية قرارتها، إن حرب الإبادة في غزة يقابلها حرب شرسة حرب الضم والإستيطان وتقسيم المناطق فيوميا هنالك اقتحامات للمدن والمنازل الفلسطينية واغتيالات واعتقالات وقرارت لتهجير تجمعات سكانية وإرهاب المستوطنين والإقتحامات المستمرة للأماكن المقدسة في القدس وتدنيسها واستخدام أبشع الطرق وأكثرها عنفا في حق كل ما هو فلسطيني ما يؤكد أن حرب الإحتلال هي حرب مفتوحة وشاملة حرب وجود وأن مخطط الإحتلال يستهدف قلب الواقع الفلسطيني برمته واجتثاث كل معالمه الوطنية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من وطنهم.
لا تهجير ولا وطن بديل للفلسطينيين وصمود الفلسطينيين في غزة العزة خير دليل..
واسترسل جمال الشوبكي، قائلا:” إن الشعب الفلسطيني وأمام حرب الإبادة التي تمارسها قوات الإحتلال يرفض بكافة أطيافه ومكوناته سياسة التهجير التي تسعى إليها إسرائيل مؤكدا صموده على أرضه وفوق ترابه الوطني فلا تهجير ولا وطن بديل للفلسطينيين وصمود الفلسطينيين في غزة العزة خير دليل على ذلك، على العالم والقوى الفاعلة أن تدرك الآن وبعد كل ما جرى ويجري وأمام هذا الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني بأن الحل المطلوب يجب أن يكون حلا جذريا وسياسيا وليس حلا أمنيا ومقدمة لذلك، الإفراج وتحرير جميع الأسرى الذين يعانون أشد أنواع العناء والبالغ عددهم أكثر من 10 آلاف معتقل نقول لهم إن فجر الحرية على الأبواب”.
نرفض أي حلول مجتزئة فلا دولة في غزة ولا دولة دون غزة..
وتابع المسؤول الفلسطيني قائلا :”وكما يقول الرئيس الفلسطيني دائما إننا نرفض أي حلول مجتزئة فلا دولة في غزة ولا دولة دون غزة وإنما دولة فلسطين وفقا للإجماع الدولي هي كاملة الأراضي التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس فيما أن الوطن أوسع من ذلك بكثير، إن منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها البيت والوطن المعنوي للفلسطينيين جميعا والممثل الشرعي والوحيد المعترف به دوليا تؤكد على عدم انصياعها لأي محاولات لإبتزاز سياسي أو إملاءات خارجية كما أنها وبكل ثقة تفتح أبوابها لخوض النضال المشترك مع كافة مكونات الشعب الفلسطيني وانضمام جميع الأطياف الفلسطينية تحت لواءها على قاعدة وحدة واستقلالية القرار والمصير المشترك.
ندعوا كافة الأطراف في الأسرة الدولية للتعبير عن إرادة شعوبهم المطالبة بتحقيق العدالة وعدم تكريس إسرائيل كدولة فوق القانون خدمة لمصالحهم الإستعمارية…
كما تؤكد القيادة الفلسطينية، قيادة منظمة التحرير الفلسطينية (يضيف الشوبكي) “وقوفها أمام مسؤولياتها إتجاه الشعب الفلسطيني في كل مكان وأن غزة وأبناءها وكل ما سيترتب عليه بسبب الحرب من علاج وصحة وتعليم وإعادة إعمار ومختلف سبل الحياة الكريمة هي مسؤوليات النظام السياسي الفلسطيني ممثلة في منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية، ندعوا كافة الأطراف في الأسرة الدولية للوقوف أمام مسؤولياتهم والتعبير عن إرادة شعوبهم المطالبة بتحقيق العدالة ووقف الإبادة الجماعية وتطبيق القوانين الدولية والأعراف والأخلاق الإنسانية وليس تكريس إسرائيل كدولة فوق القانون خدمة لمصالحهم الإستعمارية أو ممارسة إزدواجية المعايير عندما يتعلق الأمر بانتهاكات دولة الإحتلال بحق الفلسطينيين وهو ما يقتضي وضع حد ليس للعدوان الحالي فقط بل للإحتلال بأكمله لأنه أبشع وأطول إحتلال في التاريخ المعاصر ونجدد التحية لأهلنا في غزة العزة، غزة النضال والتضحيات ونخص بالذكر تضحيات الأطقم الطبية والصحافة والإعلاميين الذين قدموا أرواحهم في سبيل خدمة فضح الجرائم الإسرائيلية الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى في معتقلات الإحتلال وإنها ثورة حتى النصر”.
تجدر الإشارة إلى أن جلالة الملك محمد السادس، قد وجه، رسالة إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، السيد شيخ نيانغ، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، دعا فيها للخروج من حالة الانقسام والتحدث بصوت واحد، من أجل اتخاذ قرار حاسم ملزم بفرض الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار، واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ذكر من خلالها بالقمة العربية التي حددت أربع أولويات ملحة لوقف قتل النفس البشرية، التي كرمها الله، وشدد عليها مرة أخرى، مجددا التأكيد على موقف المغرب الراسخ بخصوص عدالة القضية الفلسطينية، ودعم المغرب للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
تعليقات
0