خديجة الجباد.. من مجرد فضول بلعبة لا تحظى بالشعبية في المغرب إلى قيادة فريق نسائي لكرة القدم الأمريكية
12٬288
مشاركة
(إعداد :كريم حمو)
من مجرد فضول بلعبة لا تحظى بالشعبية في المغرب، إلى قيادة فريق نسائي لكرة القدم الأمريكية، فتكوين جمعية، ثم تنظيم مسابقات وطنية ومحلية، هكذا تدرجت خديجة الجباد في عشقها لهذه اللعبة التي طالما صنفت ضمن الرياضات الذكورية، لما تتطلبه من اندفاع بدني قوي.
في البداية ، لم تكن ابنة سلا ،ذات 37 سنة ، تعتقد أن فضولها لاكتشاف هذه اللعبة سينقلها من الممارسة إلى عالم التدريب ولتصبح يوما ما مسيرة لجمعية تدعم هذه الرياضة، غير أن طموحها جعل منها واحدة من النساء اللواتي حملن على عاتقهن التعريف بهذه الرياضة بالمملكة واستقطاب المزيد من الممارسين و الممارسات .
تقول خديجة “كل من يمر بجنبات الملاعب التي نلعب فيها يظننا نمارس (رياضة الريكبي) غير أن الكرة الأمريكية لا علاقة لها بهذه الرياضة، لا من حيث القوانين، ولا من حيث شكل الكرة، وهذا ما أسعى جاهدة إلى توضيحه”.
بروح رياضية عالية والتزام قوي، لا تتخلف خديجة، كمشرفة على جمعية “ريفنز” لكرة القدم الأمريكية عن الحضور نهاية كل أسبوع إلى الملعب حيث تقام التداريب والمباريات للوقوف على كل التفاصيل التي من شأنها تطوير هذه اللعبة ولاسيما بين الفتيات، وذلك بالرغم من التزاماتها الأسرية والمهنية.
“ريفنز”، تعني الغربان باللغة الإنجليزية، توضح خديجة في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، وهو الاسم الذي اختارته لجمعيتها، معتبرة أنه مصدر إلهام للذكاء والقدرة على التكيف الذي يميز هذا الصنف من الطيور، وتستمد منه عضوات الفريق القوة لمجابهة التحديات التي تواجه هذه الرياضة في بلد بعيد جغرافيا عن الولايات المتحدة الأمريكية، بدء من تشجيع الفتيات على ممارسة هذا النوع الرياضي مرورا بتوفير الإمكانات، وصولا إلى الاحتراف والمضي قدما لتحقيق ألقاب على المستوى القاري ولما لا الدولي.
خديجة تقر بأن التحديات كثيرة ومتنوعة، غير أنها تؤمن بأن شغفها بهذه اللعبة لن يثنيها عن مواصلة الطريق، فمجرد رؤيتها لملعب ممتلئ بالفتيات الممارسات لهذه الرياضة من مختلف الأعمار، أمر يشعرها بالسعادة وينسيها عناء المجهودات التي تبذلها من أجل التعريف بهذه اللعبة.
غير آبهة بالانتقادات التي تطالها بخصوص دخولها غمار هذه الرياضة، تؤكد خديجة أنها تحاول جاهدة أن تكون قدوة لباقي فتيات مجتمعها في هذا الميدان الذي أثبتت فيه بالملموس جدارتها، واستطاعت في زمن قياسي المساهمة في تنظيم مسابقات وطنية في هذه الرياضة ودورات تكوينية لفائدة الحكام والمدربين.
بين المرونة والصرامة تسعى خديجة إلى تلقين لاعباتها مبادئ الكرة الأمريكية وإكسابهن لياقة بدنية مناسبة لممارستها، من خلال التركيز على كل ما هو تقني وخلق أسلوب لعب يجمع بين الانضباط واحترام الآخر والروح الرياضية.
وعلى الرغم من الإكراهات المادية والإدارية، نجحت خديجة في تنظيم أول نسخة لدوري نسوي بمناسبة عيد العرش السنة الماضية، والذي شاركت فيه العديد من الفرق الوطنية تمثل عددا من مدن المملكة، وكذا أول دوري للإناث والذكور برعاية منظمة أمريكية-إفريقية مؤخرا.
وبخصوص طموحها تقول الشابة السلاوية إن هدفها يكمن في تأسيس جامعة مغربية لكرة القدم الأمريكية لتأطير هذه الرياضة وتقنينها، وتمكين الشباب من ممارستها باحترافية، فضلا عن زيادة عدد الأندية الممارسة لهذه الرياضة والمدربين والحكام وتكوين فريق وطني يرفع راية المملكة في التظاهرات العالمية.
وفي رسالة خاصة الى المرأة المغربية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، تقول خديجة ” على النساء المغربيات التشبت بأحلامهن وطموحهن فتاريخ المغرب حافل بنساء تركن بصمتهن في مختلف المجالات والمجتمع القوي والمتماسك رهين بنساء طموحات وقويات”.