يعتبر الشهر الفضيل من أهم الشهور التي تتوطد خلالها أواصر الألفة و المودة بين الأسر ، و يتخذ فيها البعد الاجتماعي و الروحي و النفسي حيزا كبيرا لدى كل الفئات العمرية ، و لا تشكل فئة الأطفال لهاته القاعدة استثناء، فهم يستشعرون رغم صغر سنهم ما لهذا الشهر الفضيل من اشراقات روحانية ، و يحبذون خوض غمار تجربة الصيام ، لتكون بذلك مصدر فخر و اعتزاز ، فرغم هاته الرغبة التي تنعكس إيجابيا على نفسيتهم، لا يجب أن تثنينا عن توخي الحيطة و الحذر ، و توجيه نصائح و إرشادات على الاباء و اولياء الامور اتباعها ،إذ يجب منع الطفل دون سن العاشرة من الصيام لما في ذلك من أضرار قد تنجم عن حرمانه من الماء و المواد الغذائية الضرورية كالالجتفاف و نقص نسبة السكر في الدم ، و آثارا وخيمة على مختلف الاعضاء كالدماغ و الكبد و الكلي.
ولا مانع من السماح للطفل بعد سن العاشرة و الذي يتمتع بصحة جيدة و لا يعاني من أمراض بالصيام في فترة محدودة في اليوم ، و الافطار فور شعوره ببوادر الجوع و العطش ، وذلك بشكل تدريجي ليوم او يومين مع الحرص أن يتناول وجبة السحور الغنية بالألياف و الخضروات و اللحوم الغير الذهنية ، و تجنب الاطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر أو الملح و التي تسبب الجوع و العطش.
ويستحسن وقت الافطار تقسيم الطعام إلى وجبتين تفصل بينهما فترة زمنية قصيرة دون أفراط ، كما أن على الطفل أخذ قسطا من الراحة و النوم لفترة كافية و تجنب القيام بتمارين رياضية مرهقة .كل هذا من شأنه أن يساعد الطفل على تجربة صيام صحية مفيدة و خالية من الاضرار.
دة. شفيقة غزوي
طبيبة. مسؤولة عن برامج صحة الطفل
مسؤولة عن وحدة التواصل والاعلام
المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية
جهة فاس مكناس