نشبت في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الكريم خلافات بين الممثلين المغاربة على السوشل ميديا، ووصل صداها داخل وخارج أرض الوطن، ولم يعد النقاش يرتكز حول جودة الإنتاجات الفنية خاصة منها التلفزيونية، بقدر ما أصبحت هناك مشاهدات بالملايين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لمتابعة أخر حلقات مسلسل الخلافات بين فلان وفلان، عنوانه الأبرز هو المثل الشعبي المغربي “خوك في الحرفة عدوك”.
وفي هذا الصدد تابع الجمهور بأسف عميق مقطع فيديو وكأنه مقتطف من فيلم درامي، يوثق لحظة لقاء الممثل طارق البخاري، وهو يقبل رأس الممثل محمد الجم طالبا منه الصفح، وكيف رفض هذا الأخير عرض زميله قائلا “وخا تطلب مني ألف مرة مانسمحش ليك”، بل أكثر من ذلك خاطب محمد الجم بعتاب أحد مرافقيه “ياك قلت ليك الا كان البخاري والخياري مانحضرش”
وقد وقع الحادث خلال تنظيم حفل إفطار لفائدة السجناء بمناسبة شهر رمضان الأبرك، حضره العديد من المثقفين والإعلاميين والفنانين المغاربة، ونجوم رياضية..
وقبل ذلك بأسبوع تقريبا اشتعلت حرب كلامية بين الممثلة دنيا بوطازوت والفنان الكوميدي حسن الفد، بسبب حوار أجراه هذا الأخير مع جريدة وطنية، قال فيه “لو تم تصوير الجزء الثالث من سلسة كبور والشعبية لكان كارثيا”، هذا الجواب أثار سخط بوطازوت، فردت عليه بقوة لم يكن أحد ينتظرها، وأوقعته في موقف كان يتحاشاه دائما في تصريحاته الإعلامية، حتى لا يصبح “ترند” أو مادة خارجة عن إطار عمله الكوميدي، وبعد حرب التدوينات والتدوينات المضادة ختم الفنان حسن الفد تلك المواجهة بتعليق قال فيه “مشكلتك الأبدية هي النضج..”.
وخلال الأيام القليلة الماضية، وجه الإعلامي والناقد المغربي بلال مرميد في برنامجه “ركن الخميس” الذي يبث على أمواج إذاعة ميدي1، انتقادات حادة لممثلين مغاربة، جاء فيه “..يتكلم مثل فنان كبير وتتكلم كما لو أنها ممثلة كبيرة.. يتكلم في حوار صحفي عن جمهور يجب أن يقبل بكل شيء ولا شيء وألا ينتقد ما يشاهده، وتتكلم هي كما لو أنها مبدعة لا يشق لها غبار.. تتكلم بثقة مفرطة ويصفق لها المقربون.. تعتقد أنها كاتبة سيناريو.. تتكلم كما لو أنها تعرف أين يتواجد الممثلون الحقيقيون والممثلات الحقيقيات في هذا البلد العزيز. سنركز معها اليوم على أن نعود لزميلها لاحقا..”
في هذا الركن الذي يمتد لأربعة دقائق لم يذكر بلال مرميد اسم الممثلين، لكن إشارته توحي بأن الأمر يتعلق بتصريحات إعلامية غريبة للممثلين، الأولى لسامية أقريو التي قالت “ماخصناش نتاقدو الأعمال التلفزيونية لي كدوز فرمضان ولي ما عجباتوش يطفي التلفزة ويقرا كتاب”.
أما الثانية فتعود للممثل المراكشي عدنان موحجة، والذي قال كذلك في أحد البرامج الفنية “الجمهور خاصو يدخل سوق راسو ويقول خير أو يسكت”
فعلا، قلة النضج والسقوط في فخ الجشع هما المسؤولان عن كل تلك الخلافات والمواجهات التي ألهت الكثيرين عن متابعة قيمة للإنتاجات الفنية، وأنست البعض من العاملين في المجال الفني، على أن بناء علاقات متينة مع المحيط والزملاء، هو أساس النجاح الحقيقي في كل عمل مشترك، والتركيز فقط على ما سيقدمه للجمهور من ابداع، سواء في التمثيل أو الموسيقى أو الرقص أو الفن التشكيلي.. هو الهدف الأسمى.