جامعيون وباحثون ومهتمون بالثقافات في رحلة للبادية المغربية، لمدة أسبوع، من أجل تشخيص الموروث والذاكرة بالهامش

أشغال هذه الأيام مهداة إلى ذاكرة البادية المغربية بفلاحيها نساءً ورجالا

24٬986
  • أحمد بيضي
بمشاركة عدد من الباحثين الجامعيين، المنتمين إلى جامعات مغربية مختلفة وتخصصات معرفية من حقول الإنسانيات، ومثقفين ومهتمين، إلى جانب رواة شعبيين لهم شغف الحكاية كما عاشوها وسمعوا بها، ينظم “مختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، جامعة الحسن الثاني، بالدار البيضاء”، ركبا ثقافيا حول “الموروث الثقافي المغربي والهوامش الصامتة”، ويتمثل في رحلة/ لقاءات، لمدة سبعة أيام بالبادية المغربية، انطلاقا من يوم 18 أبريل وإلى غاية 27 منه، وذلك “بشغف مفتوح على البحث والمزيد من الأسئلة المرتبطة بالموروث الثقافي في صوره المشرقة والمستنيرة”، على حد بلاغ في الموضوع.
وتقرر انطلاق هذا الركب الثقافي من الدار البيضاء، وبعدها مديونة وبن معاشو بأولاد عبّو وأولاد احريز بدوار الجوالّة – أولاد صالح ثم أولاد امحمد بامزاب وأبي الجعد والوصول في اليوم السابع إلى مولاي بوعزة بإقليم خنيفرة، على أن تنعقد هذه الأيام بتنسيق مع: نادي القلم المغربي، الدار البيضاء- جمعية شباب المغرب، مديونة- جماعة بن معاشو، أولاد عبو- جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي جماعة بن معاشو- الثانوية الإعدادية أولاد امحمد- جماعة أولاد امحمد، امزاب- جماعة أبي الجعد – جمعية ثقافات بأبي الجعد- جماعة مولاي بوعزة، إضافة إلى فريق عمل مركزي وآخر جهوي ومحلي، وكل أشغال هذه الأيام “مهداة إلى ذاكرة البادية المغربية بفلاحيها”.
يرسم برنامج البحث الثقافي والعلمي لمختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء في هذا الركب الثقافي، عبر سبع جغرافيات، لرسم “خريطة أخرى لذاكرة الموروث الثقافي المغربي، بأسئلة حول الإرث الذي راكم تجربة فريدة، في الهوامش الصامتة، يتشابك فيها الاجتماعي بالروحي بالخيالي الحارق، في ثنايا المعيش وضمن سيرورة المظاهر الاجتماعية المتنوعة”، هي “سبعة أيام للبحث عن مجرى أثر موروث ثقافي – روحي في عدد من الجغرافيات بين الشاوية ودكالة وتادلة، وامتداداتها في باقي الجهات”، وفق ما حمله البلاغ الذي جرى تعميمه من طرف المختبر الجامعي المذكور.
كما هو بحث عن “أثر ميراث البهجة داخل المجتمع، وتجلياته في التواريخ المحلية المهملة وفي الموروثات الحية والدافعة بما تصونه وتطوره وتجعله بُعدا ثقافيا وقيميا يغذي الهوية والروح الجماعية، ويحاور الأصوات والمتخيل الجماعي للثقافات ”السفلى”، بتنوعها المغذي لفن الحياة والتمثلات الثقافية”، ومن بينها “حج الفقير بأبعاده في الإبداع المغربي الجماعي المرتبط بالاعتراف والوفاء والتماسك الاجتماعي والتضامن في أيام القحط والمحن والأخطار الطارئة والخارجية، مما جعله نسيجا بتلوينات شديدة الإشعاع في مكونات الهوية وسردياتها، بما يحمله من دلالات تتجاوز كل تأطير إلى دلالات متجددة، تتصل أساسا بالروابط الاجتماعية والتضامنية والثقافية والتصوف الشعبي”.
ذلك إلى جانب “الموروث الثقافي بطبقاته التي صقلها الإنسان والزمن، والتواريخ الجهوية والذاكرة الشعبية كما تحفظها صدور الرواة الشعبيين الذين سيشاركون بأصواتهم، في اختيار واختبار للمعرفة، إلى جانب باحثين وباحثات من مختلف الأجيال والمعارف، وحج الفقير أو حج المسكين ضمن الركب السنوي الذي هو طقس اجتماعي – ثقافي، مما يشكل هوية متجددة وتاريخ غميس بزخمه الاجتماعي والروحي وما ينتسجه من قيم عليا، كما كان منذ أزيد من عشرة قرون بالشاوية وأزمور وتادلة وباقي البلاد المغربية، ومثلما يجسده ركب لمعاشات الفريد، أو ركب “الحجاج المساكين” إلى خلوة أبي يعزى بجبل تاغيا”، يضيف نص البلاغ.
وتتضمن محاور اللقاءات مواضيع: المعرفة والخيال والمجتمع (الدار البيضاء- الخميس 18 أبريل)، الخيال الثقافي المنسي: الهوية المقاوِمة والأنساب (مديونة – الجمعة 19 أبريل)، التاريخ والموروث المحلي: أدوار الركب في البناء والتماسك المجتمعي (بن معاشو – السبت 20 أبريل)، الثقافة والتاريخ والتنمية: جدل الهوية المغربية (دوار الجوالة -أولاد صالح بأولاد حريز – الأحد 21 أبريل)، الذاكرة: أفق الهوية والقيم العليا (أولاد امحمد -امزاب – الثلاثاء 23 أبريل)، سرديات الذاكرة في التاريخ المحلي: التصوف، المجتمع والتنمية (أبي الجعد – الخميس 25 أبريل)، حج الفقير منظورات تاريخية وثقافية (مولاي بوعزة- السبت 27 أبريل).
error: