محمد اليزناسني
يتداول على نطاق واسع عبر صفحات التواصل الاجتماعي منذ يوم أمس الإثنين 4 يونيو الجاري، مقطع فيديو، يظهر فيما يبدو محاولة انتحار فتاة حاولت رمي نفسها من الطابق الثاني لمنزل قبل أن يتمكن مجموعة من الشبان من إنقاذها.
محاولة الانتحار الفاشلة هاته ، سبقتها محاولات عديدة لأشخاص من الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية حيث تتجنب الجهات الرسمية توثيق شيوع الظاهرة ، غير أن آخر تقرير أعدته منظمة الصحة العالمية حول الانتحار الصادر سنة 2014، يذكر أن عدد حالات الانتحار بالمغرب تضاعفت ما بين سنتي 2000 و2012 بنسبة 97.8%، حيث انتقل معدل حوادث الانتحار من 2.7 لكل مائة ألف سنة 2000 إلى 5.3 لكل مائة ألف سنة 2012.
وبلغ عدد الانتحارات في المغرب سنة 2012، وفق منظمة الصحة العالية، 1628 حالة انتحار، محتلًا بذلك الرتبة الثانية بعد السودان بين البلدان العربية الأكثر احتضانًا للظاهرة، يمثل الرجال 87% من هؤلاء المنتحرين بنحو 1431 حالة انتحار، و198 حالة فقط منهم نساء.
ولم تستثن حالات الانتحار بالمغرب أي مرحلة عمرية بما في ذلك الأطفال، إلا أنه لوحظ ارتفاع نسبة الإقدام على الانتحار في فئة المسنين، بتسجيل معدل 14.4 حالة من كل مائة ألف مسن في سنة 2012، فيما لم تتعد النسبة الخمسة من كل مائة ألف في باقي الشرائح العمرية.
بجانب ذلك، تضيف المنظمة أن ثلاثة ملايين مغربي يتمنون الموت بفعل انتشار نسب البطالة والفقر والاكتئاب، علاوة على محاولات الانتحار الفاشلة، التي تفوق أعداد المنتحرين السالفة.
ومن عوامل الظاهرة؟
تذهب الدراسات المتناولة لظاهرة الانتحار بشكل عام إلى ثلاثة عوامل بارزة، ممثلة في أسباب اجتماعية، ونفسية، وأخرى جينية تؤجج السلوك الانتحاري لدى الفرد، وتذكر منظمة الصحة العالمية أن ظاهرة الانتحار عادةً ما تكون مرتبطة بالأشخاص الذين يفقدون القدرة على مواجهة ضغوط الحياة، والمشاكل الأسرية، والعاطفية، والمالية، والذين يعانون من اضطرابات نفسية، أو أمراض مزمنة، أو حالات إدمان، وأيضًا الأقليات المضطهدة في المجتمعات.
لكن بالنسبة للمغرب، لا توجد محليًّا دراسات ميدانية علمية تبحث في عوامل تفشي الانتحار بالبلاد، إلا أن معظم المتخصصين يفترضون أن للفقر والبطالة والتفاوت الاجتماعي الحاد دورًا بارزًا وراء الظاهرة.
ويرى الأطباء النفسانيون أن شيوع الانتحار ناجمٌ عن «تراكم الإحباط والعقد نتيجة التطلع لتغيير المستوى الاجتماعي، ما يجعل الإنسان ينزع نحو الانتقام من الذات، وتحول العدوانية الخارجية إلى العدوانية نحو الذات.»
تعليقات
0