إفريقيا لا تعبئ سوى 11.4 مليار دولار سنويا من أصل 580 مليارا تحتاجها لتمويل التكيف الزراعي مع التغيرات المناخية
عماد عادل
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 12:05 l عدد الزيارات : 25147
انعقدأول أمس على هامش الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس المؤتمر الوزاريالرابع لمبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخيةالمعروف اختصارا ب(مبادرة تريبل أ)(AAA) والذي يعد حدثا حاسما للنهوض بالزراعة في إفريقيا.
ويسعى المؤتمر الوزاري السنوي الرابع للمبادرة الإفريقية للتكيف مع التغيرات المناخيةالذي يستضيفه المغرب، لإيجاد حلول مادية لمكافحة انعدام الأمن الغذائي وتغير المناخ في أفريقيا التي تعد واحدة من المناطق الأكثر تضررامن تغير المناخ في العالم حيث تشكل الآثار الضارة لتغير المناخ- الجفاف، وندرة الموارد المائية، والتصحر، والفيضانات والعواصف- تهديدات خطيرة للأمن الغذائي الهش من الأساس في إفريقيا، وتؤثر بشكل خاص على الفلاحة الصغيرة والفلاحة المعيشية والسكان الأكثر عرضة للهشاشة.
ولمواجهة هذه التحديات، هنالك حاجة إلى موارد تمويل دولية ومحلية كبيرة. بالنسبة لإفريقيا وحدها، فإن تكلفة التكيف مع تغير المناخ تتراوح بين 10و15 مليار دولار سنويا وقد تصل إلى 35 مليار دولار بحلول عام 2050 و200 مليار دولار بحلول عام 2070، حتى لو افترضنا أن ارتفاع درجة الحرارة سيستقر في أقل من 2 درجة مئوية. وتقدر احتياجات التمويل للتكيف الزراعي في إفريقيا بنحو 580 مليار دولار بحلول سنة 2030، في حين يتم تعبئة 11.4 مليار دولار فقط كل سنة. ولسد الخصاص الكبير، لا بد من استكشاف أساليب مبتكرة وتحفيز الاستثمارات الضخمة والمنسقة.
وفي هذا الصدد تعمل المبادرةعلى دعوة الهيئات الماليةإلىتعبئة الموارد اللازمة وجعل مشاريع التكيف في الفلاحة ضمن خانة أولوياتها.
ويشكل المؤتمر فرصة متجددة للوزراء لتبادل الخبرات ووجهات النظر والآراء حول التحديات والفرص التي تواجه الزراعة الأفريقية، ورسم مسار العمل للمستقبل. وفرصة أيضًا لتقديم التوجهات الاستراتيجية لمبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية لتعزيز ومواصلة الجهود الرامية إلى تعزيز تكيف الفلاحة الإفريقية مع تغير المناخ، وهو أولوية أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للقارة.
وأطلق المغرب مبادرةتكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخيةخلال مؤتمر الأطراف الثاني والعشرين (كوب 22) بمدينة مراكش في نونبر 2016، وتعمل على حشد الجهود لتحفيز العمل المناخي لفائدة الزراعة الإفريقية.
وفي هذا السياق، يلعب المؤتمر الوزاري لمبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية دورًا رئيسيا في توفير منصة للحوار الرفيع المستوى بشأن السياساتلتعزيز الشراكات وتحديد إجراءات ملموسة لتسريع تعبئة التمويل على نطاق واسع. وهو يعتمد بشكل خاص على نتائج المائدة المستديرة “زيادة التمويل المناخي للتكيف الزراعي في أفريقيا “، التي تم تنظيمها في 18 أبريل 2024، والتي جمعت خبراء بارزين لاستكشاف آليات مالية مبتكرة وصياغة توصيات ملموسة.
وفي كلمته الافتتاحية بهذه المناسبة، شدد وزير الفلاحة المغربي محمد صديقي على ضرورة العمل لمواجهة أزمة المناخ التي تهدد القطاع الفلاحي. وأضاف أن الفلاحة هي العمود الفقري لتنمية أفريقيا، وشدد على الحاجة الملحة إلى استراتيجيات تكيف قوية وضرورة تعبئة الموارد المالية من مصادر مختلفة، عامة وخاصة ووطنية ودولية، وتطوير أدوات وآليات ونهج مالية مبتكرة لتوجيه الأموالبشكل فعال إلى الفلاحين والمجتمعات الأكثر ضعفا.
ويعتبر “إعلان مكناس بشأن تمويل التكيف الزراعي في أفريقيا” من النتائج الرئيسية للمؤتمر، حيث يعبر عن رؤية مشتركة والتزامات ملموسة لتوجيه تعبئة التمويل المتعلق بالمناخ، لا سيما في ضوء مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين.كما تستجيب مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية لمقتضيات اتفاقية باريس حول التغيرات المناخية، من خلال مساعدة الدول الإفريقية على تفعيل التزاماتها الفردية المتعلقة بخفض الانبعاثات الحرارية، والملاءمة مع التغيرات المناخية. كما تشجع مبادرة ” تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية على إنجاز مشاريع ملموسة تتعلق بتدبير التربة ومياه السقي وإدارة المخاطر المناخية، وذلك بهدف الرفع من مرونة الفلاحين والتشجيع على الممارسات الفلاحية المستدامة القادرة على التكيف مع التغيرات المناخية. تؤكد مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخيةعلى أهمية الفلاحة في الاقتصادات الافريقية، وتهدف إلى عدم تخلفها عن الركب في سياق الجهود المبذولة لمكافحة آثار التغيرات المناخية.