مكونات “رفيق”، بخنيفرة، تخلد “اليوم العالمي للتوحد” بأنشطة تحسيسية وثقافية وتربوية وبيئية

تحت شعار: "فهم اضطراب طيف التوحد مدخل للدمج"

28٬164
  • أحمد بيضي
تحت شعار: “فهم اضطراب طيف التوحد مدخل للدمج”، خلدت “جمعية رفيق لذوي اضطراب التوحد”، بخنيفرة، على مدى أيام الأربعاء، الخميس والجمعة 24، 25 و26 أبريل 2024، اليوم العالمي للأشخاص المصابين بالتوحد، الذي يصادف 2 أبريل من كل سنة، وفق إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 2007، حيث تحتفي الأمم المتحدة بهذا اليوم ك “وسيلة لتأكيد وتعزيز وتنفيذ جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية للأشخاص المصابين بالتوحد على مستوى العالم على أسس متساوية وشاملة مع الآخرين”، وذلك بمجموعة من الأنشطة التحسيسية والتربوية والترفيهية والبيئية التي استحسنها المتتبعون والمهتمون.
وقد شمل برنامج “جمعية رفيق لذوي اضطراب التوحد” إعطاء الانطلاقة لدورة تكوينية لفائدة أمهات وآباء وأولياء أمور الأطفال من خلال ندوة من تأطير أخصائية الترويض النفسي الحركي، كنزة فكار، حول “اضطراب التوحد وصعوبات التشخيص”، والتي ستمتد، حسب المنظمين، إلى “غاية نهاية الموسم الدراسي”، كما لم يفت الجمعية تنظيم خرجة ترفيهية خاصة بالأطفال للمنتزه الوطني لخنيفرة الذي استقبلهم في إطار برنامجه الخاص بالتربية البيئية، مع إشراكهم في عملية غرس شجيرات بالغابة التربوية الخاصة بمديرية الوكالة الوطنية للمياه والغابات تحت إشراف الإطارين الغابويين حميد ابرهل ومصطفى بومسيس.
وفي ذات السياق، تميز البرنامج بأنشطة ترفيهية، وأخرى مفتوحة من قبيل معرض للمنتوجات اليدوية التي أبدعت فيها أنامل أطفال الجمعية، وعبروا فيها عن مهاراتهم كما عن مشاعرهم من خلال الفنون، قبل تتويج احتفال الجمعية بباقة من الفقرات المتنوعة بمشاركة أطفال الجمعية، والتي افتتحت بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وأداء قصيدة شعرية موسومة بعنوان: “صحيح أنا مختلف”، في إشارة لضرورة معالجة المفاهيم الخاطئة حول الشخص المعني بأعراض التوحد، والتي غالبا ما لا يوجد في حامليها ما يميزهم عن الآخرين، وبأنهم ليسوا متخلفين وإنما مختلفين، كما تخلل برنامج الاحتفال عرض شريط فيديو يبرز أنشطة الجمعية منذ تأسيسها.
واستضاف البرنامج بالتالي الأخصائي النفسي، يوسف رزوقي، في عرض حول “اضطراب التوحد من الفهم إلى التدخل”، والذي كان فرصة أمام الحضور لإثراء النقاش بجملة من التساؤلات والآراء، ليختتم الاحتفال بتوزيع شهادات تقديرية بعد أيام مثمرة كانت في مضمونها، حسب مصدر من الجمعية، فرصة ل “التحسيس باضطراب طيف التوحد، وباقي الإعاقات، وكذا لإذكاء الوعي بهذه الحالة وعدم التنمر على المصابين بها، مع الدعوة للمساهمة في الدمج الاجتماعي والمدرسي لهذه الفئة”، والتي من بابها انطلقت حملة تحسيسية إلكترونية في الموضوع، علاوة على أنشطة تحسيسية ب “مدرسة أمالو” للتعريف باضطراب التوحد لدى الناشئة.
الاحتفال الذي سجل نجاحا ملحوظا فاق التوقعات، من خلال انخراط المتدخلين في التحسيس والتكوين والنقاش، والذي لم يفت المنظمين فيه توجيه شكرهم لعموم المساهمين، وفي مقدمتهم مؤسستي التعاون الوطني والتربية الوطنية، قد شكل حدثا توعويا يرمي إلى إثارة الاهتمام باضطراب التوحد وتجلياته، مع إبراز الإكراهات والتطلعات لدى العاملين في هذا المجال، وما يطمحون إليه من آليات وحاجيات تهم برامج التكفل والتكوين والتحسيس والتأهيل والدمج، سيما أن حالة الأشخاص المعنيين بالتوحد ليست مسؤولية فردية فحسب، بل هي واجب اجتماعي مشترك يتطلب تضافر ما ينبغي من الجهود والالتزامات القوية.
error: