ترأس الاستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي ، يومه الجمعة 10ماي 2024 بالمركب الدولي ببوزنيقة، أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني لقطاع التعليم الاتحادي، المنظم تحت شعار: «نضال متواصل دفاعا عن المدرسة العمومية وقيم المجتمع»
ادريس لشكر: “الشغيلة التعليمية، هي من تغرس روح الوطنية و التشبت بالثوابت المغربية بفضل تربيتهم لأجيال الغذ، فالامر لا يتعلق بممارسة المهنة، بل التربية بالدرجة الاولى على روح تمغربيت”
الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، تميزت بحضور نوعي ووازن للمؤتمرات والمؤتمرين، وأعضاء من المكتب السياسي والمجلس الوطني للحزب، لهيكلة قطاع التعليم الاتحادي، والتوجه نحو المستقبل بكل مسؤولية وأمل وتفاؤل.
وفي هذا السياق، أكد الكاتب الأول للحزب الاستاذ ادريس لشكر، أن هذا المؤتمر هو محطة تنظيمية أساسية وهامة للتداول في العديد من القضايا والملفات المطروحة، مشيرا إلى أنه تم اختيار هذه السنة داخل أجهزة الحزب، لتكون سنة المؤتمرات في اطار الدينامية التنظيمية لهيكلة القطاعات الحزبية والتوجه نحو المستقبل وربط الماضي بالحاضر.
وأوضح الاستاذ لشكر في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن هذا المؤتمر سيشكل محطة تنظيمية هامة لإستعادة المبادرة في وقت كانت النقابة الوطنية للتعليم هي التي تقود القطاع بالمغرب.
وشدد الكاتب الأول، على أن النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، تشكل نموذجا للنقابة المناضلة والمسؤولة، وهو ما تجلى بوضوح في فوزها بمنصب الامين العام لاتحاد المعلمين العرب. مسجلا أن رجال ونساء التعليم كانوا هم العمود الفقري لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
وتساءل الاستاذ لشكر في هذا السياق، عن أي موقع لرجال ونساء التعليم اليوم داخل الهياكل التنظيمية الحزبية؟ مسجلا أن العديد من القادة النقابيين من رجال ونساء التعليم، كان لهم تأثير داخل الحزب وحضور وازن وقوة تأطيرية أساسية.
وشدد الكاتب الاول، على أن الشغيلة التعليمية، هي من تغرس روح الوطنية و التشبت بالثوابت المغربية بفضل تربيتهم لأجيال الغذ، فالامر لا يتعلق بممارسة المهنة، بل التربية بالدرجة الاولى على روح تمغربيت.
وتابع الاستاذ لشكر، أن محطة اليوم هي محطة تنظيمية مجتمعية أساسية، بغرس القيم في ناشئة المستقبل، وبالتالي يجب الخروج من خلال هذا المؤتمر بولادة جديدة، بمجلس تنسيق وطني بتمثيلية كافة الاقاليم وبمقاربة النوع، وتحمل النساء لمسؤوليتهن داخل القطاع.
وأشار الكاتب الاول، الى أن قضايا التعليم تتطلب تنسيقا وطنيا، والنقابة الوطنية للتعليم “فدش” كانت دائما تلقى كل الدعم السياسي في كل القضايا المتعلق بالقطاع.
ومن جهة أخرى، وعلاقة بالسياق الدولي، أكد الاستاذ لشكر، أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يدين ويستنكر كل المجازر المرتكبة من طرف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، من قتل وتجويع وتهجير قسري. مضيفا ” أننا نعتز كحزب في علاقاتنا، بأن الاخوان الفلسطينيين في كل المنظمات الدولية على تشاور دائم معنا وتواصل مستمر، دفاعا عن القضية الفلسطينية وتعبئة الرأي العام الدولي، لمساندة الشعب الفلسطيني، واقرار حقوقه العادلة والمشروعة.
وأوضح الاستاذ لشكر، في هذا الصدد، بأن مطلب الاتحاد الاشتراكي، ليس فقط وقف اطلاق النار وانهاء الحرب على الفلسطينيين، و انما هو مطلوب اليوم ومطروح على العالم بالنظر إلى التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني، أن تكون المعالجة شاملة، والدعوة الى حل سلمي دائم بين الدولتين وقرار دولي للاعتراف بحقوق الفلسطينيين ودولة فلسطين وعاصمتها القدس. مشيرا الى أن القضية الفلسطينية قضية واحدة وغير قابلة للتجزيء.
“كنا ننتظر أن تكون هذه الحكومة ليبرالية وأن تكون منفتحة بشكل أكبر وتنفذ البرامج وتنزل كافة المشاريع، الشيء الذي لم نراه ولم يلمسه المغاربة”
وبخصوص الشأن الوطني، شدد الاستاذ لشكر، على أنه يجب الحذر من مناورات الخصوم، والحفاظ على صون المكتسبات التي حققتها بلادنا لصالح قضيتنا الوطنية الاولى.
وفيما يتعلق بالشأن الحكومي، أكد الاستاذ لشكر، أن الاتحاد الاشتراكي هو الحزب الاول في المعارضة، ويتواجد في المجتمع وفي كافة القطاعات ويمارس دوره بكل مسؤولية ونضال.
وأوضح الاستاذ لشكر، أن رئيس الحكومة، أعلن أمام البرلمان أنه اشتراكي ديمقراطي وصرح بأنه ينفذ برنامجا اشتراكيا اجتماعيا، وهو ما ظل حزب الاتحاد الاشتراكي يدافع عنه ويناضل من أجله. مستغربا الكاتب الاول، من تضييق رئيس الحكومة على “مرجعيتنا وبرنامجنا” وهو الذي يقود حزب ليبرالي.
وسجل الاستاذ لشكر، أن كل القيم الراقية في المجتمع الانساني، كانت وراءها الليبرالية في العالم، لكن ما ينقصنا في المغرب هو حزب ليبرالي قوي ينزل هذه القيم، وتابع الاستاذ لشكر، في هذا الصدد: هذا الحزب الذي يدعي أنه ليبرالي، ضرب الارادة الشعبية و لم يترك الفرز الحقيقي للديمقراطية.”
ولفت الكاتب الأول، إلى ” أننا كنا ننتظر أن تكون هذه الحكومة ليبرالية وأن تكون منفتحة بشكل أكبر وتنفذ البرامج وتنزل كافة المشاريع، الشيء الذي لم نراه ولم يلمسه المغاربة.”
وأكد الاستاذ لشكر، أن حكومة التناوب اجتازت مراحل صعبة وقامت باجراءات عقلانية و بكل مسؤولية في اتخاذ القرارات و عملت على تشريع قوانين هامة، ونفذت اصلاحات كبرى الكل شاهد عليها، موضحا أنه “على الحكومة الحالية أن تنفذ برنامجها الليبرالي والانفتاح اكثر وتطوير مشاريع داخل المجتمع، ولها أن تنظر ماذا حققت الاحزاب الليبرالية في العالم من تقدم لبلدانها ومجتمعها.”
” من حقنا أن نتساءل عن اكتساب التعلمات والمهارات والتغذية وتطوير المدرسة العمومية وتكافؤ الفرص في التعليم”
وأشار الاستاذ لشكر، إلى أن موعدنا هو 2026، والاتحاد الاشتراكي حزب يمارس معارضة مسؤولة وكان حاضرا في كل القطاعات “التعليم، التعليم العالي، العدل، الصحة، الثقافة…” ومناضلو ومناضلات هذه القطاعات كانوا الفاعل الاول في التفاوض والوصول الى تلك الاتفاقات الاجتماعية. موضحا أن الشعب المغربي من حقه أن يتساءل عن ما تحقق في قطاع التعليم من تنزيل للقانون الاطار والنموذج التنموي واعمال كافؤ الفرص، والتعليم الاولي، وتطور المدارس الجماعاتية وكل ما يتعلق بالحق في التمدرس؟.
وتابع الاستاذ لشكر، أنه من حقنا أن نتساءل عن اكتساب التعلمات والمهارات والتغذية وتطوير المدرسة العمومية وتكافؤ الفرص في التعليم؟.
وشدد الاستاذ لشكر، أن التعثر الذي يعرفه الحوار الاجتماعي وفشله في بعض القطاعات، تتحمل فيه الحكومة كامل المسؤولية، منوها بأداء الفريقين الاشتراكيين بمجلسي البرلمان، طيلة هذه المرحلة من منتصف الولاية، وكانا صوت للمعارضة بخطاب واضح وبمواقف ثابتة.
وخلص الاستاذ لشكر، “أنه حان الوقت للفيدرالية الديمقراطية للشغل كنقابة مناضلة، أن تغير موازين القوى في المشهد النقابي والسياسي وموعدنا في 2026 محطة الاستحقاقات المقبلة، منوها بكافة المناضلين والمناضلات لاستعادة المبادرة والعمل بكل مسؤولية وجدية والقرب من المجتمع حتى نكون متواجدين في كل المحطات المقبلة.”
وتوجه الاستاذ لشكر، إلى كافة المؤتمرين والمؤتمرات، أن الرهان الاساسي هو نجاح المؤتمر الوطني لقطاع التعليم الاتحادي، بانطلاق العمل التنظيمي في كل الاقاليم والجهات وانخراط الجميع لاستعادة المبادرة، والتواجد في كل المحطات المقبلة.
“حان الوقت للفيدرالية الديمقراطية للشغل كنقابة مناضلة، أن تغير موازين القوى في المشهد النقابي والسياسي وموعدنا في 2026 محطة الاستحقاقات المقبلة”
من جهته أكد يوسف ايذي، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، أن محطة المؤتمر الوطني لقطاع التعليم الاتحادي، جاءت بعد محطات تنظيمية أساسية، الرهان فيها هو استعادة المبادرة داخل هذه القطاعات والمساهمة في تقوية الحزب.
وأضاف ايذي في كلمته، “أننا أخذنا على عاتقنا أن نفتح أذرعنا لجميع المناضلين والمناضلات لبناء هذا الصرح ( الفيدرالية الديمقراطية للشغل)، وتقويته بإرادة الاتحاديات والاتحاديين.
وخلص ايذي، إلى أنه ستشكل الورشات والجلسات العامة مناسبة لتعميق النقاش أكثر حول قضايا أساسية ومهمة، ورسم خطوات المستقبل.
وبدوره أكد الصادق الرغيوي، المنسق الوطني لقطاع التعليم الاتحادي، أن هذا المؤتمر ينعقد في سياق دولي يتسم بالعدوان الوحشي الصهيوني غير المسبوق على الشعب الفلسطيني وقطاع غزة. مستنكرا ما يتعرض له الفلسطينيون من جرائم القتل والابادة الجماعية والتجويع على يد الكيان الصهيوني.
من جهة أخرى، لم يفت الرغوي، أن هنأ جميع مناضلي النقابة بالفوز بمنصب الامين العام لاتحاد المعلمين العرب، وذلك بفضل جهود الجميع ونضالات النقابة على مستوى العربي والدولي، ومصداقية النقابة كذلك في التنظيمات الدولية والعربية، وبصورة المغرب على المستوى الدولي.
وأشار الرغيوي، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن كل ذلك ساهم في الفوز بمنصب الامين العام لاتحاد المعلمين العرب الذي عقد مؤتمر 21 بالرباط، والتراكم الذي حققته النقابة الوطنية للتعليم العضو في “فدش”.
كما أوضح الرغيوي، أن المؤتمر ينعقد كذلك في سياق ما تعرفه الساحة التربوية والتعليمية ومستجدات المنظومة التربوية، والتطلع إلى اصلاح التعليم والارتقاء به، خاصة بعد الخطب الملكية والتوجيهات السامية لجلالته قصد اصلاح التعليم والمدرسة العمومية.
وتابع الرغيوي، أن تنزيل القانون الاطار للتربية والتكوين يستوجب الارادة السياسية والجرأة الواضحة لمواصلة اصلاح المنظومة التربوية. مشيرا الى مناضلي النقابة قاموا بأدوار كبيرة ومجهودات جبارة في مواصلة النضال بكل الوسائل لإلغاء التعاقد بقطاع التعليم واخراج النظام الاساسي لرجال ونساء التعليم.
الصادق الرغيوي : “القطاع مر ب 10 سنوات عجاف في عهد حكومتي العدالة والتنمية و ظهور ما سمي بالتنسيقيات في القطاع، أمر غير بريء وانتصر رجال ونساء التعليم في الاخير الى ثقافة الحوار “
