عبد الرحيم الراوي
دموع، زغاريد وفرح.. كلها مشاعر عاشتها قاعة المركز الثقافي محمد السادس بخريبكة، لحظة تكريم الفنان المغربي محمد الخلفي، و ذلك على هامش الدورة 24 لمهرجان خريبكة للسينما الإفريقية التي تنطلق فعاليتها في الفترة الممتدة ما بين 11 و 18 ماي 2024.
خلال هذه الأمسية تم عرض شريط يلخص المسار الفني للمحتفى به، وهو يعرج على أهم المحطات المهمة في حياته المهنية سواء في المسرح أو في التلفزيون أو السينما، ابدع فيها سي محمد الخلفي بفضل إتقانه للأدوار وبالكاريزما التي يتمتع بها، فكسب قلب الجمهور المغربي.
كان سي محمد الخلفي جالسا على كرسيه المتحرك، وهو يتحدث بهدوء وبشوق كبير أمام وسائل الإعلام التي حضرت بكثافة لتغطية الحدث الفني، حيث أبدى امتنانه لإدارة المهرجان على الالتفاتة النبيلة قائلا “تم تكريمي في مناسبات متفرقة، لكن إحساسي هذه المرة وأنا أكرم أمام جمهور خريبكة وأمام هذا العدد الهائل من الصحفيين، جعلني أشعر بالدفئ والحب أكثر من أي وقت مضى في حياتي..”
مبادرة مهرجان خريبكة جاءت في الوقت الذي لم يعد يذكر اسم الفنان سي محمد الخلفي، فكانت التفاتة ببعد أخلاقي وإنساني أنعشت ذاكرة المغاربة، ورسمت الابتسامة على محيى المكرم، وبعث الأمل في قلوب الرواد الذين يعانون التهميش
يذكر أن سي محمد الخلفي، وهو من مواليد 1937 بمدينة الدار البيضاء، يعتبر من جيل الرواد في العمل المسرحي، اشتهر في أواخر الستينات عبر الشاشة الصغيرة من خلال مسلسلات بوليسية كان يقتبسها من النصوص الأدبية للكاتبة البريطانية أغاتا كريستي.
وبعد أكثر من خمسة عقود من العطاء الفني، أبعده وضعه الصحي مؤخرا عن الساحة الفنية، لكن أعماله ظلت عالقة في ذاكرة وقلوب الجمهور المغربي الذي تابع أعماله الراقية بإعجاب على مدى خمسين سنة.