فوزي بوزيان
اختفت فاكهة الفقراء التين الشوكي ” الكرموس- الهندية – الزعبول…” من الاسواق المغربية، بعدما دمرت الحشرة القرمزية نبات الصبار التي تنتج هذه الفاكهة، واذا كانت تجهل اسباب انتشار هذه الحشرة المدمرة فإن فرضيات متعددة متداولة في الاوساط الشعبية تربط سبب ذلك الى جشع بعض اللوبيات التي يعتقد انها جلبت هذه الحشرة من الخارج لاستثمارها في انتاج ملونات غذائية..، او بغرض السيطرة على سوق هذه الفاكهة لترويجه بالسعر الذي يحلو لها… فرضيات لم يصدر ما يؤكد او ينفي صحتها..
لكن ما هو مؤكد هو أن هذه الفاكهة مختفية من الاسواق خلال صيف هذه السنة، وحرم منها كل مستهلكي هذه الفاكهة لا سيما الطبقات الهشة التي تقبل عليها بكثرة، وذلك لسعرها الرخيص في السوق، بسبب وفرة عرضها بكافة الاسواق، وعلى قارعة الطرق باحراش البادية المغربية..وللذة مذاقها وفوائدها الصحية التي درج خبراء التغذية على التذكير بها، وخلوها من أي معالجة كماوية، كما كانت تشكل بالنسبة لكثير من الاسر بالوسط القروي فوائد متعددة منها انها تشكل مورد رزق اضافي، ولها أدوار حمائية للممتلكات العقارية من كل اعتداء من طرف الغير، كونها تستغل كسياج يحيط بالاراضي والممتلكات، كما يستثمرها الفلاح في دعم كلأ الماشية والدواب لا سيما خلال مواسم الجفاف…ناهيك عن ادوارها في التوازنات البيئية.
كل هذه الفوائد والمنافع والامتيازات اصبحت في حكم العدم بعدما اعدمت الحشرة القرمزية الصبار وفاكهته ومنافعه، وقضت عليه في زمن قياسي لم تترك اية فرصة للفلاح لانقاذها، بالرغم من كل الوصفات التقليدية التي ظل يتخبط لوحده في تجريبها، في ظل غياب اي دعم رسمي من طرف القطاعات الحكومية الوصية…
تهاون واستخفاف ادى الى القضاء على نبات الصبار وعلى ثماره وفوائده. ويصعب تعويضه نظرا للعمر الزمني الذي يتطلبه اعادة احياء هذه النبتة وثمارها.
فهل ستتحرك وزارة الفلاحة من أجل تعويض الفلاح الصغير على الخسائر التي تكبدها وهل ستتم اعادة غرس هذا النبات من جديد؟؟؟
تعليقات
0