ادريس لشكر يكشف من وجدة المخطط الجديد للتغول الحكومي الثلاثي..هذه تفاصيله
محمد اليزناسني
الأحد 2 يونيو 2024 - 07:27 l عدد الزيارات : 31695
أنوار بريس: وجدة
كشف الأستاذ ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عن خطوة خطيرة، قررتها الأغلبية الحكومية بعدما أطلقت ما سمته ب « مبادرة جديدة تجتمع من خلالها في لقاءات مباشرة بين أعضائها والمواطنين من مختلف الفئات العمرية ومن مختلف جهات المملكة » سمتها « حوارات المواطنة ».
الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والذي ترأس بعد زوال يومه السبت بمدينة وجدة افتتاح أشغال المؤتمر الجهوي للحزب، نبه إلى شكل جديد من سياسة تغول الثلاثي الحكومي، هذه المرة بتخريجة تقول عنها الحكومة وأنها تأتي من أجل تعزيز الحوار البناء والمباشر بين أعضاء الحكومة والمواطنات والمواطنين، وهي – على حد تعبير الحكومة- عبارة عن لقاءات تواصلية تجمع وزيرات ووزراء بالمواطنات والمواطنين من مختلف الفئات العمرية، وعبر جهات المملكة الـ 12. مبادرة الحكومة هاته لم يمر عليها الأستاذ ادريس لشكر مرور الكرام دون الكشف عن خطورتها، وهو المعروف عنه أن كل خطاباته التنظيمية الداخلية للحزب تشكل إما رسائل سياسية واضحة أو مرموزة لمن يهمهم الأمر، أو مبادرات لخارطة طريق لبرنامج سياسي أو اجتماعي وطني يفتح بعده نقاش عمومي للتنزيل.
ادريس لشكر:
” كيف سيقوم السادة الوزراء بتحمل مشاق السفر إلى الجهات 12 عشر للتواصل مع المواطنين وهم الذين لم يتحملوا عناء التنقل من مقر وزاراتهم إلى البرلمان للإجابة على أسئلة نواب الأمة الشفهية منها والمكتوبة؟
وهكذا، وفي سياق الكشف عن خباياه، أشار ادريس لشكر إلى أنه ” يجب التوقف عندها وتحليلها لأن منطق التغول الذي يحكم عمل الحكومة يجعلنا نتوجس خيفة من أي عمل مشبوه خاصة إذا كان العمل كله مشكوك في صدقية نواياه، و هي خطوة تضرب الأسس الديمقراطية لبلادنا والتي تحدد فضاءات محاسبة الحكومة ومراقبة عملها”
وفي هذا الإطار، تساءل الأستاذ لشكر” كيف سيقوم السادة الوزراء بتحمل مشاق السفر إلى الجهات 12 عشر للتواصل مع المواطنين وهم الذين لم يتحملوا عناء التنقل من مقر وزاراتهم إلى البرلمان للإجابة على أسئلة نواب الأمة الشفهية منها والمكتوبة؟ نحن في ظل حكومة تتبجح بأغلبيتها العددية في مجلس النواب ونادرا ما تتفاعل مع باقي مكونات المجلس لدرجة أنها لم تجب خلال الدورة التشريعية على أزيد من نصف الأسئلة التي تقدم بها النواب في مختلف القطاعات. فكيف لمن ترك آلاف الأسئلة التي تهم المواطنين في المدن ، القرى والمداشر من دون إجابة ، أن يتنقل إلى الجهات الإثنى عشر للتواصل المباشر مع المواطنين؟” وبلغة الأرقام الرسمية، كشف لشكر أنه وخلال ولاية تشريعية واحدة، فمن أصل 855 سؤالا شفويا تقدم بها النواب، لم تتم برمجة ومناقشة سوى 340 سؤالا، وهو ما يشكل نسبة 40 بالمائة فقط، أما الأسئلة الكتابية فإن هذه الأخيرة لم تجب إلا على 1331 سؤالا كتابيا من أصل حوالي 2700 سؤال، بنسبة تفاعل مؤسساتي بلغت حوالي 50 في المائة وتأتي الحكومة الآن لتتواصل مباشرة مع المواطنين كل واحد في جهته لترد على تساؤلات تفتح المجال للحديث عن إنجازات ووعود.”
ادريس لشكر:
” كيف لمن ترك آلاف الأسئلة التي تهم المواطنين في المدن ، القرى و المداشر من دون إجابة ، أن يتنقل إلى الجهات الإثنى عشر للتواصل المباشر مع المواطنين؟”
هنا توقف الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي مليا ليكشف الهدف غير المعلن من هذه المبادرة، وليقرأ مابين السطور ليفك خيوط استراتيجية الثلاثي الحزبي المشكل للأغلبية، معتبرا المبادرة الحكومية قد تكون خطوة أولى لتنسيق ثلاثي استباقي إعدادي لمحطة 2026. مضيفا قوله، نشك في كون المبادرة مجرد حملة انتخابية بمضمون حكومي واعتمادات مالية تقتطع من خزينة الدولة، فمن أين سيتم تغطية مصاريف تنقل الوزراء ومرافقيهم؟ أكيد من ميزانيات الوزارات المعنية .” أعتقد أننا أمام فعل جانب المسار القانوني، فعل يحاول تبخيس العمل النيابي وتقزيمه من خلال خلق بدائل أخرى لتصريف الخطاب الحكومي بأموال عمومية وأهداف انتخابية…
للإشارة فقد نظم حزب الاتحاد الاشتراكي بوجدة، يومه السبت فاتح يونيو 2024، مؤتمره الإقليمي التاسع تحت شعار «الرهان على وجدة كعاصمة مغاربية وقاطرة التنمية في المناطق الحدودية»، و ترأس الأستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، الجلسة الافتتاحية بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، وعرف حضورا جماهيريا من الإقليم ومن خارجه . وانكبت أشغال المؤتمر على مناقشة الأوراق التي تم تحضيرها بهذا الخصوص واعتمادها.