التدابير الحكومية المرتجلة فشلت في كبح جماح أسعار الأضاحي

الغلاء الفاحش يفسد على المغاربة فرحة العيد هذا العام

27٬184

على بعد أيام من عيد الأضحى، زادت وتيرة إقبال الأسر على أسواق المواشي، وسط سخط عارم وتذمر كبير من ارتفاع ثمن الأغنام بما يوشك أن يفسد على المغاربة فرحة العيد هذا العام.
جولة صغيرة في أسواق المواشي بالدارالبيضاء والنواحي، تكفي للكشف عن صورة قاتمة لوضعية الأسعار في أسواق المدن والبوادي على السواء، وهي صورة مغايرة تماما لتلك التي تحاول الحكومة الترويج لها عبر خطاباتها الرسمية، فثمن الأضحية هذا العام زاد ب30 إلى 40 في المائة مقارنة مع العام الماضي، وهو ما جعل ثمن الخروف المتوسط الحجم من وزن 60 كيلوغراما يفوق 5000 درهم عوض 3000 درهم المسجلة خلال المواسم الأخيرة.
وتطرح الأسعار الملتهبة التي عمت مختلف أسواق المملكة، عدة تساؤلات حول جدوى الإجراءات الحكومية المرتجلة (رفع رسوم الاستيراد، دعم المستوردين ب 500 درهم عن كل رأس..) حيث لم يظهر أثر هذا الدعم حتى الآن على الأسعار النهائية التي مازالت تلهب جيوب المواطنين.
ويذكر أن سعر الكبش المستورد هذا العام أصبح أغلى من العام الماضي حيث يتراوح حاليا بين 60 و 67 درهما للكيلوغرام، والأعداد المستوردة منه لن تكون كافية لتلبية الطلب عليه.
وإذا كان جزء من الزيادة التي تشهدها أسعار الأضاحي هذا العام يجد تفسيره في ارتفاع كلفة الأعلاف وتضرر القطيع الوطني الذي تناقصت أعداده بحوالي 30% مقارنة مع المواسم الماضي، فإن الجزء الأكبر من هذا الغلاء الفاحش يرجع إلى كثرة المضاربة وظاهرة الشناقة التي عجزت الحكومة عن التصدي لها، وهو ما يجعل الخروف الواحد يباع مرتين وثلاث مرات قبل أن يصل إلى المستهلك النهائي.
وفي الدار البيضاء أشهرت أسواق تجارية كبرى اعتادت عرض الأغنام تزامنا ومحطة عيد الأضحى من كل سنة أسعارا تتجاوز ما كان معمولا به خلال السنوات الأخيرة، إذ قررت بيع أغنام «البركي» بسعر 75 درهما للكيلوغرام الواحد، عوض 60 درهما العام الماضي وأغنام «الصردي» بسعر 83 درهما للكيلوغرام عوض 69 درهما قبل عام، وهو ما يعني زيادة مهمة تقدّر بحوالي 300 درهم في كل 10 كيلوغرامات.
ومع بداية العد العكسي لعيد الأضحى، ارتفعت وتيرة إقبال الأسر على شراء الأضاحي وسط انتقادات متواصلة للغلاء وارتفاع الأسعار التي لم تفلح حتى الآن الإجراءات الحكومية المعلنة في التخفيف من حدتها، حيث اعتبر العديد من المواطنين أن هذا الدعم الذي قدمته الحكومة مجرد ريع ليس إلا، حيث كان الكساب أولى بهذا الدعم وهو الذي عاش ضررا فادحا بِفِعل تواتر مواسم الجفاف وما سبَّبَه ذلك من تفاقُمٍ لأوضاع الكسابين».
ويأتي عيد الأضحى لهذه السنة في ظل ظرفية جد صعبة تعرف ارتفاعا في الأسعار وموجة غلاء شملت كل المواد والأساسيات وطالت كذلك أسعار الخرفان والأكباش، وهو ما جعل الأسر المغربية بشكل عام تعيش ضغوطا كبيرة، لا تدري كيف توفر مصاريف العيد، سواء تعلّق الأمر بالأضاحي أو بباقي المستلزمات الأخرى، لأن الأمر يتعلق بميزانية مهمة، جعلت الأسر الفقيرة والمتوسطة تحت الضغط.

error: