وتستمر معاناة المغاربة مع ارتفاع نكاليف المعيشة..

محمد اليزناسني الجمعة 21 يونيو 2024 - 11:52 l عدد الزيارات : 32370

محمد رامي

تؤكد المعطيات الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط على مدى سنوات أن مؤشر الثقة لدى جل الأسر المغربية يتراجع بشكل كبير لدرجة أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالنسبة لغالبية الأسر أصبح يفرض التفكير في المشكل بجدية أكبر لرفع المعاناة عن مغاربة وجدوا أنفسهم في مواجهة وضعية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها كارثية..
فغالبية الأسر المغربية بنحو 98.7 في المائة ، بحسب المعطيات الرسمية الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط خلال السنوات الأخيرة و التي تم تجميعها صرحت بأن أسعار المواد الغذائية قد عرفت ارتفاعا خلال الأشهر 12 الأخيرة، في تجل واضح لتأثير ارتفاع معدلات التضخم.
كما أن 61 في المائة من المغاربة يؤكدون أن راتبهم الشهري لا يلبي مطالبهم وهذه هي خلاصة استطلاع للرأي سبق أن أجراه موقع التوظيف «بيت كوم» حول «مؤشر ثقة المستهلك» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث أكدت غالبية المستجوبين أن راتبهم الشهري لا يلائم تكاليف المعيشة المرتفع ولا يغطى حاجاتهم من الاستهلاك.
قد يقول قائل بأن في الأمر مبالغة، فجل المغاربة غير راضين على وضعهم الاقتصادي مهما ارتفع دخلهم الشهري وبأن «المغاربة ماكايقنعوش وماكايحمدوش الله!» ..
لكن الحقيقة أننا نعيش بالفعل أزمة تسديد تكاليف المعيشة ببلادنا، فجل الأسر المغربية لاتعرف معنى الإذخار لكنها تعرف جيدا معنى الاقتراض، لاتعرف معنى الاستمتاع بطعم الحياة وتلبية متطلبات الأولاد، لكنها تعرف جدا معنى التخلي عن كل مايمكن أن ينظر إليه أنه من الكماليات، فالاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع خارج أسوار قبر الحياة أمر غير وارد، والتمتع بالعطلة السنوية خارج المدينة يعد من ضرب الخيال وكسوة الأطفال من دون مناسبة أو عيد يعتبر من المحرمات عند البعض، والتلذذ بطعم اللحوم والأسماك أمر محدد في يوم أو يومين من الأسبوع.
مشكل عجز الأجور عن تغطية المصاريف يطرح بالنسبة للأسر المغربية ليس فقط بالنظر لضعف مستوى الأجور بل أيضا لارتفاع تكلفة المعيشة بالمغرب وضعف القدرة الشرائية للمواطن، في ظل الوضع الاجتماعي والاقتصادي، واقع تعيشه فئة كبيرة من الشعب المغربي نتيجة الزيادات المتتالية في أسعار المواد الاستهلاكية وهو الأمر الذي عمق من المشاكل المادية لغالبية الأسر المغربية والتي عجزت عن مواجهة موجة الغلاء.
فبعملية حسابية بسيطة لتكلفة القفة بالنسبة لأسرة متوسطة الدخل مكونة من خمسة أفراد نجد أنها بعد أن كانت لاتقل عن 100 درهم، أصبحت اليوم لاتقل عن 200 درهم في اليوم الواحد، وهي التكلفة التي تفوق بكثير في الشهر الواحد الحد الأدنى للأجور، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام عن الطريقة التي تتدبر بها فئة كبيرة من المواطنين أمورها المعيشية !
أمام هذا الوضع ومن أجل ضمان تغطية باقي المصاريف الأخرى يتم الضغط على مصاريف القفة من خلال محاولة تقليصها إلى أقل مستوى لها مع محاولة ضمان التغذية اليومية، فمصاريف القفة لاتضاهيها إلا مصاريف فواتير الماء والكهرباء والتنقل والاستشفاء والتمدرس والكسوة والتي تستنزف ميزانية الأسرة.
وضع يزيد من معاناة غالببة المغاربة ويجعلهم يعيشون محنة تتجاوز طابعها المادي للتحول إلى معاناة نفسية تكون لها تبعات غير محمودة العواقب…

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

مقالات ذات صلة

الإثنين 30 يونيو 2025 - 22:18

المجلس الوطني لحقوق الإنسان يؤكد تشبث المغرب بالعدالة المناخية وحقوق الإنسان…

الإثنين 30 يونيو 2025 - 21:53

البرلمان لدول أمريكا الوسطى يُشيد بمبادرة الحكم الذاتي المغربية ويخلّد عقداً من التعاون مع البرلمان المغربي

الإثنين 30 يونيو 2025 - 21:20

نظام الصرف في المغرب… لعبة التوازنات المؤجلة

الإثنين 30 يونيو 2025 - 21:13

العثور على جثة الطفلة مريم بعد يومين من اختفائها بشاطئ قليبية…

error: