لعل هذا ما يفسر حالة الانكسار التي يعيشها بعض المغاربة …

محمد اليزناسني الخميس 11 يوليو 2024 - 12:51 l عدد الزيارات : 22587

محمد رامي

بعد التشكيك في جودة التعليم والإقرار بضعف الخدمات الصحية، وبعد التقارير الصادمة عن التنمية البشرية وتفشي الرشوة، وبعد الحديث عن الفساد الإداري و.. و.. ، هاهو المغرب يحتل أخيرا مرتبة متقدمة في العالم من حيث هجرة الكفاءات.

فبحسب ما سبق أن كشفت عنه مجلة “عرب ويكلي Arab Weekly” الأسبوعية، الناطقة بالإنجليزية، والمهتمة بتطورات الأحداث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن المغرب لديه ثاني أعلى معدل لهجرة الأدمغة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو حسب التقرير العربي للتنمية الثقافية من بين أعلى 30 دولة “مصدرة” للكفاءات العالية في العالم.

يشار أيضا إلى أن التقرير العالمي لرصد التعليم في الدول العربية لعام 2019 الصادر عن منظمة اليونسكو يظهر أن المغرب من بين أعلى معدلات الهجرة لذوي المهارات العالية إلى الخارج ، حيث يهاجر واحد عن كل 4 أشخاص من ذوي الكفاءات العالية.

هي إحصائيات ومعطيات رسمية لبلد يشق طريقه في مجال التنمية وبالتالي فهو في حاجة ماسة إلى كفاءاته أكثر من أي وقت مضى.

إحصائيات تبين أن الصدر قد ضاق بتلك الكفاءات داخل المؤسسات العمومية أو المقاولات الخاصة، أو أنهم لم يجدوا طريقا إلى سوق العمل ففضلوا الهجرة خارج الحدود.
منهم من ينتقل بين هذه المقاولة أو تلك بحثا عن محيط نقي حيث الكفاءة هي المعيار الأول والأخير لتقييم العمل وبعد سلسلة من الإحباطات وجد نفسه مضطرا لمغادرة الوطن، ففي كل سنة يغادر الآلاف من الأطباء والمهندسين والخبراء البلاد بحثا عن ظروف عمل أفضل وفرص مهنية أوفر.

ولأنه الزمن المغربي بامتياز حيث لا اهتمام بالكفاءة في مقاولاتنا ومؤسساتنا عمومية كانت أم خاصة، ولأن منطق الولاء داخل جل المقاولات هو السائد، ولأن الأسبقية في المناصب والمهام لمن ينبطح أرضا ويقدم فروض الطاعة والولاء صباح مساء، فلابد للكفاءات المحاصرة من مغادرة هذا المحيط المحبط والانطلاق بعيدا حيث الأفق أوسع وأرحب عوض خوض حروب مع جيوش المتطفلين الذين لا كفاءة لهم سوى الولاء لصاحب الفضل واتباع سياسة الولاء لمن أصبح.

فلا تخلو إدارة عمومية أو شبه عمومية من هؤلاء، لاتخلو مقاولة صناعية أو خدماتية من هذه الشريحة التي لايحلو العيش لها إلا في المحيط الملوث حيث تنتعش وتتنفس، ولعل هذا مايفسر وضعية مجموعة من الإدارات والمؤسسات، لعل هذا مايفسر ضعف الخدمات والانتاجية بها، لعل هذا ما يفسر حالة الانكسار التي يعيشها بعض المغاربة …

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

مقالات ذات صلة

الإثنين 12 مايو 2025 - 21:24

ريو: الوكالة الفرنسية للتنمية تعتزم مواكبة دينامية التنمية بجهة الداخلة – وادي الذهب

الإثنين 12 مايو 2025 - 21:19

جلالة الملك يستقبل ثلاثة أعضاء جدد بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية

الإثنين 12 مايو 2025 - 21:10

هؤلاء هم العمال والولاة الجدد الذين عينهم جلالة الملك على هذه الأقاليم والولايات

الإثنين 12 مايو 2025 - 20:56

جلالة الملك يعين هشام بلاوي رئيسا للنيابة العامة خلفا للحسن الداكي

error: