طالب بالمدرسة العليا للتكنولوجيا، بخنيفرة، ينال الدكتوراه في موضوع حول المياه الجوفية والصحة العامة
أحمد بيضي
الأحد 21 يوليو 2024 - 01:03 l عدد الزيارات : 42035
أحمد بيضي
شهدت رحاب المدرسة العليا للتكنولوجيا، بخنيفرة، يوم السبت 20 يوليوز 2024، مناقشة أول أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه لطالب من طلابها مسجل بمركز الدكتوراه، ويتعلق الأمر بأطروحة، بلغة لويس باستور، تحت عنوان: “الخصائص الفيزيائية الكيمائية والبكتريولوجية للمياه الجوفية وتأثيرها على صحة الإنسان على مستوى إقليم خنيفرة”، تقدم بها الطالب الباحث يوسف الحميوي، تحت إشراف الأستاذ المحاضر بذات المدرسة العليا، ذ. الحسن عبا، حيث قام الطالب المذكور باستعراض الخطوط العريضة من أطروحته أمام اللجنة والحضور النوعي، بثقة في النفس، وبتقنية وكفاءة متميزة، أبانت عن مدى تمكنه من عمله العلمي والميداني.
وبعد مناقشة امتدت لساعات، قررت اللجنة العلمية قبول رسالة الأطروحة بميزة مشرف جداً، ومنح صاحبها شهادة الدكتوراه في البيئة والصحة من كلية العلوم والتقنيات بجامعة السلطان مولاي سليمان (مختبر الهندسة البيولوجية)، وبذلك تكون المدرسة العليا للتكنولوجيا، بخنيفرة، قد دشنت مسارا جديدا في مكانتها العلمية ضمن شبكة المؤسسات الجامعية ببلادنا، في أفق انطلاق مناقشات رسائل وأطروحات أخرى، دون أن يفوت مصدر بالمؤسسة اعتبار الحدث “محطة لتجسيد إحدى مهام هذه المؤسسة، والمتمثلة أساسا في تكوين الموارد البشرية وطنيا، والذين باستطاعتهم الاستجابة للرهانات والتحديات المطروحة من خلال البحث العلمي”.
وفي هذا الاتجاه، نوهت اللجنة العلمية بأهمية موضوع الأطروحة، والزمن الذي استغرقه الطالب في إنجازه، رغم معاناته مع مرض كلفه حوالي سنة من العلاج، حيث استهدف البحث، حسب الطالب الباحث يوسف الحميوي، تحليل “الخصائص الفيزيائية الكيميائية للمياه الجوفية، بما في ذلك درجة الحرارة، الملوحة، والمعادن المذابة، بالإضافة إلى دراسة المكونات المكروبيولوجية، وتأثير الكائنات الحية الدقيقة على صحة الإنسان”، فيما تطرقت الأطروحة بالتالي إلى “عوامل تلوث المياه الجوفية بالميكروبات، وغيرها من الملوثات الأخرى، وانعكاس ذلك على جودة المياه، بالأحرى المياه المستعملة في الشرب والري الزراعي”.
ومن فقرات ملخص الأطروحة المقدمة لنيل شهادة الدكتوراه، يستفاد أن المياه الجوفية، في إقليم خنيفرة، أساسية للمجتمعات المحلية والأنظمة البيئية، حيث “تُستخدم للشرب والري وأغراض أخرى، ومع ذلك، تظهر الملاحظات الميدانية استغلالاً مكثفاً ونقصاً في حماية هذه الموارد، مما يؤدي إلى مشكلات مثل الإفراط في الاستغلال وتدهور جودة المياه، ويشكل خطراً صحياً على السكان المحليين”، ومن هنا سعت الأطروحة إلى “تقييم جودة المياه الجوفية المستخدمة للاستهلاك البشري والري في هذه المنطقة، باستخدام مؤشر جودة المياه (IQE)، والتحليلات الإحصائية، وكذلك الطرق الفيزيائية والكيميائية والميكروبيولوجية”.
ويوضح الطالب الباحث، يوسف الحميوي، في مستهل أطروحته، أنه على مدى سنة واحدة، وتحديدا ما بين ماي 2021 وأبريل 2022، تم “جمع عينات موسمية من 14 بئراً و7 ينابيع، في إقليم خنيفرة، لتحليل معاييرها الفيزيائية والكيميائية والبكتريولوجية، أظهرت التحليلات الفيزيائية والكيميائية أن غالبية نقاط المياه تفي بالمعايير المغربية للشرب، مع هيمنة وجوه كبريتات الكالسيوم وكلوريدات المغنيسيوم”، فيما أظهر مؤشر جودة المياه، وفق الأطروحة، “قيمًا تتراوح بين 54.1 و84.3، مما يشير إلى جودة جيدة، ومع ذلك، أظهرت التحليلات الإحصائية ارتباطاً كبيراً وإيجابياً بين انتشار الكوليفورم الكلي وإشريكية القولونية”.
كما تضمن ملخص الأطروحة، ما يفيد بأن “تقييم جودة المياه غالباً ما يتضمن تقييم المعايير الفيزيائية والكيميائية والميكروبيولوجية، والتي تكون مترابطة، وقد تم العثور على تركيزات عالية من الكوليفورم الكلي (0 إلى 3 × 102 وحدة تشكيل مستعمرة /100 مل)، إشريكية القولونية (0 إلى 3 × 102 وحدة تشكيل مستعمرة /100 مل) والمعويات (0 إلى 3 × 102 وحدة تشكيل مستعمرة /100 مل)، الجراثيم الكلية (0 إلى 300 وحدة تشكيل مستعمرة/ مل) والجراثيم (0 إلى 300 وحدة تشكيل مستعمرة/ 100 مل) في بعض العينات”، مما يشير إلى تلوث ميكروبي”، فيما يمكن أن “تشكل التركيزات العالية من الكائنات الحية الدقيقة في المياه خطراً محتملاً على البيئة والصحة”.
ومن أجل تقليل الخطر على الاستهلاك العام، رأى الطالب الباحث أنه “من الضروري تقليل التلوث الميكروبيولوجي للمياه الجوفية”، مؤكدا أن النتائج تبرز بجلاء “الأهمية الحاسمة لزيادة الوعي العام من قبل صانعي السياسات وجميع الأطراف المعنية، نظراً للتأثير المحتمل على الصحة والبيئة”، وقد شملت الأطروحة أبوابا وفصولا تناولت في مجملها دراسة الوسط، الوضع الجغرافي، التضاريس والجيومورفولوجيا، الإطار الجيولوجي والبيدولوجي، السياق الهيدرولوجي، التربة والمناخ والتبخر والرياح، ودرجة الحرارة والتساقطات المطرية، الإطار الاجتماعي والاقتصادي والنمو الديمغرافي، البيئة والزراعة.
كما تناولت الأطروحة أيضا مواضيع أخرى من قبيل المعايير المدروسة، طرق تحليل الميكروبيولوجي، مؤشرات جودة المياه، تقنيات نظم المعلومات الجغرافية والخرائط، التحليلات الإحصائية، المقاييس الفيزيائية والكيميائية، نظم الأكسجين والأوثوفوسفاط والأمونيوم والنتريت والمغنيسيوم والكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد والكبريت والحديد والزنك والكوليفرم الكلي، ثم المحتمل الهيدروجيني والأملاح المذابة والمعادن الثقيلة والمواد العالقة، فضلا عن التصنيف الهيدروكيميائي للمياه الجوفية، مع طرق تقييم جودة المياه الجوفية المستعملة في الاستهلاك البشري، علاوة على ما يرتبط باستهلاك المياه ذات الجودة المشكوك فيها والأمراض المحتملة.
وقد تكونت اللجنة العلمية من ذ. لحسن شيلاص (أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم بمكناس) رئيسا، ذ. عبدالقادر الشهلاوي (أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم لمكناس) مقررا، ذ. عبدالشهيد لوكيلي (أستاذ التعليم العالي CRMEF بالرباط) مقررا، ذ. إدريس البلغيثي (أستاذ التعليم العالي التعليم العالي بكلية العلوم للقنيطرة)، ذ. محمد خفو (أستاذ بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة) مناقشا، ذ. عدنان اليعقوبي (أستاذ محاضر بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة) مناقشا، وذ. الحسن عبا (أستاذ محاضر بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة) مشرفا، وقد اختتم اللقاء بكلمة شكر تقدم بها الطالب الباحث قبل التقاط صور تذكارية بالمناسبة.