قطارات مهترئة وضعف في الخدمات تسائل المكتب الوطني للسكك الحديدية
Reportage photos sur la gare ferroviaire Casa port de Casablanca.31122019-Casablanca
عبد الرحيم الراوي
الإثنين 22 يوليو 2024 - 16:04 l عدد الزيارات : 24419
عبد الرحيم الراوي
موقف كارثي كان سيتسبب فيه يوم أمس الأحد 21 يوليوز، القطار رقم 204 الرابط بين سلا والدار البيضاء والقادم من وجدة، لولا الألطاف الإلهية، صراخ للأطفال والنساء من شدة الفزع، وهرع في كل الاتجاهات وكأن الركاب مقبلين على سوء لا يعرفون مصدره وخطورته.
كان ذلك على الساعة الحادية عشر ليلا، حين وصل القطار إلى محطة الرباط المدينة، فانطفأت الأضواء وتوقف المحرك، دون معرفة الأسباب للعطب، ولم يعد يسمع سوى صوت الأطفال، حاول بعض المسافرين أن يستفسروا أحدا في المحطة، فلم يجدوا مخاطبا، حتى صاحبة مكبر الصوت المألوفة عند مستعملي القطار اختفت ولم يعد لها أثر، فانغمس الجميع في أفق مسدود.
انتظر المسافرون أكثر من عشرين دقيقة لينطلق القطار من جديد دون إنارة، لكن ما إن وصل إلى محطة الرباط أكدال حتى توقف المحرك مرة أخرى، وهنا عاش الركاب فصلا جديدا من الأحداث بكثير من التوجس والخوف، خاصة بعد سماع صعقة ضوء في إحدى القاطرات، فسارع المسافرون إلى باب القطار مثقلين بأمتعتهم وأطفالهم، هاربين من خطر الانفجار كما تردد على لسان العديد منهم.
ازدحام صراخ وبكاء واحتجاجات أسفرت عن إغماء إحدى الفتيات، حملها بعض الركاب وأجلسوها على كرسي المحطة، وظل الجميع خارج المقطورات يتابعون بذهول كبير -كان باديا على محياهم- ربما أسوأ سيناريو يعيشونه خلال ذلك اليوم، إلى أن دخل القطار القادم من فاس والمتوجه إلى محطة الدار البيضاء المسافرين ليضع حدا لمعانتهم.
أحداث وكأنها واحدة من مشاهد أفلام هوليود للرعب والتشويق.. ساعتين ونصف من التأخير والفزع كانت كافية لتكشف عن الأعطاب والعيوب التي تصيب قطارات الرئيس المدير العام السيد محمد الخليع وإدارته، وتفتح الباب على مصراعيه أمام طريقة تدبير المكتب الوطني للسكك الحديدية، في تجويد الخدمات وتأمين ظروف التنقل للمسافرين، وتطرح كذلك تساؤلات بخصوص استعمال تقنيات ووسائل متجاوزة بما فيها قطارات مهترئة تعيد الأذهان إلى الزمن البعيد، دون الحديث عن فظاعات المراحض وانتشار الصراصير والأوساخ، وعن بعض مسارات القطار المليئة بالأزبال عند مدخل مدينة الدار البيضاء من الجهتين الشمالية والجنوبية.
ألم يأخذ السيد المدير العام بعين الاعتبار التحديات التي تنتظر المملكة في تنظيم مجموعة من التظاهرات الدولية والتي تحتاج إلى بنية تحتية قوية لا تشمل فقط بنايات المحطات، ولكن إلى تعزيز وسائل المواصلات بأسطول حديث يلبي كل حاجيات التنقل الآمن والمريح للمسافرين سواء كانوا مواطنين مغاربة أو أجانب؟.