“الائتلاف المدني من أجل الجبل” يدعو إلى الإنصات لاحتجاجات الساكنة الجبلية بعيداً عن التسويفات والاعتقالات

• أحمد بيضي

تابع “الائتلاف المدني من أجل الجبل”، ببالغ القلق والأسف، ما وصفه ب “التطورات الأخيرة التي تعرفها المناطق الجبلية إثر تصاعد موجة الاحتجاجات على الأوضاع المزرية التي تعيشها ساكنة هاته المناطق (ومنها على سبيل المثال احتجاجات ساكنة انفكو إقليم ميدلت، معضلة الرعي الجائر بمناطق الأطلس الصغير، والمتضررين من زلزال الأطلس الكبير… وغيرها كثير)”، ولعل آخر هذه التطورات “ما يجري في المناطق المتضررة من جراء زلزال الأطلس الكبير، وخاصة في منطقة الحوز”، وفق بيان جرى تعميمه على الرأي العام الوطني.

وصلة بالموضوع، توقف ذات الائتلاف المدني عما عرفته مؤخرا منطقة الحوز من “اعتقالات طالت عددا من نساء دوار اللانمز غني جماعة اجوكاك قيادة ثلاث نيعقوب إقليم الحوز، على خلفية الاحتجاجات السلمية التي عرفتها المنطقة”، إذ تأتي هذه الاعتقالات، يضيف الائتلاف، في وقت لا تزال فيه المنطقة “تعاني من آثار الزلزال المدمر، ومعها ساكنة باقي المناطق الجبلية المتضررة التي تجد صعوبات كبيرة في توفير أبسط مقومات الحياة، كما تعاني هذه المناطق تعثرا كبيرا في عملية اعادة الإعمار والتأهيل”.

وإذ أعلن “الائتلاف المدني من أجل الجبل” عن تضامنه مع “جميع الحركات المطلبية والاحتجاجية التي يعرفها المغرب”، لم يفته التأكيد على أن “النضال السلمي من أجل الحقوق المشروعة هو حق مكفول دستورياً، وأن أي قمع لهذه النضالات يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، مما يعمق إحباط المواطنين ويفقدهم الثقة في شعارات الدولة الاجتماعية”، مقابل حرص الائتلاف على توجيه تحيته ل “صمود المرأة الجبلية وانخراطها المبدئي والفعلي في كل الحركات المطلبية ودفاعها المستميت عن قضايا المناطق الجبلية”.

وفي ذات السياق، شدد الائتلاف على “شجبه الاعتقالات التعسفية التي استهدفت نساء يطالبن بحقوقهن المشروعة”، ومن خلال ذلك أعرب عن “تضامنه المطلق مع السيدة فاطمة إحنين، وكل ضحايا الشطط في استعمال السلطة”، معلنا مؤازرته ودعمه لهذه المواطنة، وداعيا إلى إطلاق سراحها فورا”، فيما جدد مطالبته للدولة المغربية ب “ضرورة الإنصات لمطالب الساكنة، والعمل على إنصافها، ومعالجة الأسباب الجذرية لهذه الاحتجاجات، عبر تسريع وثيرة عملية الإعمار وضرورة إعادة النظر في طرق وأليات تدبير هذا الملف”، على حد نص البيان.

ولم يفت “الائتلاف المدني من أجل الجبل” تجديد مطالبه القوية بالعمل على “إنصاف ساكنة المناطق المتضررة من الرعي الجائر بمناطق الأطلس الصغير، والإنصات الجدي لها أيضا في ملف خلق المنتزه الوطني بالمنطقة”، مع “ضرورة التعامل الجدي مع مطالب الساكنة الجبلية التي تعاني بشكل مضاعف من غلاء التهاب الأسعار، ومن نقص الخدمات، ونقص التزود بالماء الشروب، وتضرر الفلاحة المعاشية، وينضاف إليها تفويت أراضي أجدادهم للخواص”، يضيف البيان.

كما شدد ذات الائتلاف المدني على “ضرورة التجاوب الإيجابي مع ملف الشغيلة الصحية والتدخل العاجل لإيجاد حل منصف لفائدة طلبة الطب والصيدلة”، بينما حرص أكثر على دعوة جميع الفاعلين المدنيين والحقوقيين وعموم الشعب المغربي إلى “ضرورة التعبئة والتضامن مع ساكنة دوار اللانمز غني، وكل المناطق المتضررة من زلزال الأطلس الكبير، والعمل معا من أجل إطلاق سراح المعتقلة فاطمة إحنين، والانتصار لقيم العدل والإنصاف لساكنة هذه المناطق المنسية”، يؤكد بيان الائتلاف.