بارقة أمل جديدة للمرضى.. المملكة المتحدة تبدأ اختبار أول لقاح لعلاج سرطان الرئة
28٬681
مشاركة
في المملكة المتحدة، بدأت تجربة عالمية جديدة تستهدف تطوير أول لقاح لعلاج مرضى سرطان الرئة، مما يمثل بارقة أمل جديدة. أحد المرضى هناك أصبح من أوائل المشاركين في هذه التجربة. اللقاح، المعروف باسم “BNT116” والذي تطوره شركة “BioNTech”، يعتمد على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) لتعزيز استجابة جهاز المناعة ضد خلايا السرطان، وهي نفس التقنية التي تم استخدامها في بعض لقاحات فيروس كورونا.
يستهدف هذا اللقاح تحديدًا سرطان الرئة غير صغير الخلايا (NSCLC)، الذي يمثل 85% من حالات سرطان الرئة. يهدف اللقاح إلى تدريب جهاز المناعة للتعرف على العلامات المميزة للأورام السرطانية في هذا النوع من السرطان، مما يساعد في تدمير الخلايا السرطانية مع الحفاظ على الخلايا السليمة، وهو تطور ملحوظ مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي.
الدكتورة سارة بنعفيف، التي تشرف على الدراسة، أوضحت أن الهدف هو تطوير علاج يستهدف الخلايا السرطانية بدقة، مما يمنح الأمل في تحقيق نتائج فعّالة ضد سرطان الرئة دون التأثير على الأنسجة السليمة.
من المتوقع أن تشمل التجربة حوالي 130 مريضًا يعانون من مراحل مختلفة من “NSCLC”، بدءًا من المراحل المبكرة قبل الجراحة أو العلاج الإشعاعي إلى الحالات المتقدمة، وستُجرى في 34 موقعًا بحثيًا في سبع دول، من بينها المملكة المتحدة وألمانيا وإسبانيا وبولندا والمجر والولايات المتحدة وتركيا.
أشار البروفيسور سيو مينغ لي، الذي يقود الدراسة في المملكة المتحدة، إلى أن الهدف هو تحسين نتائج المرضى في جميع المراحل، معربًا عن أمله في أن تسهم هذه التجربة في تحسين علاج مرضى “NSCLC”.
من بين المشاركين في التجربة، يانوش راتس، عالم يبلغ من العمر 67 عامًا من لندن، الذي كان أول من تلقى اللقاح التجريبي بعد تشخيصه بسرطان الرئة في مايو. بعد خضوعه للعلاج الكيميائي والإشعاعي، أعرب راتس عن أمله في أن يوفر اللقاح حماية إضافية ضد السرطان، مشيرًا إلى أن خلفيته العلمية جعلته منفتحًا على تجربة تقنيات جديدة.
كالي بالمر، مديرة قسم السرطان في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية “NHS”، أكدت أن تجربة لقاحات السرطان قد تشكل تحولًا ثوريًا في الوقاية من تكرار المرض، وأعربت عن أملها في أن تكون هذه التجربة مصدر أمل للمرضى، مشيرة إلى أن آلاف المرضى قد يشاركون في التجارب المستقبلية خلال السنوات القادمة.