ندوة تسلط الضوء على أهمية دور الإعلام في الحد من انتشار داء السيدا والوصم المرتبط به…
20٬973
مشاركة
يسرا سراج الدين
إنطلاقا من الدور الذي يلعبه الصحفيات والصحفيون في تأطير وتنوير أفراد المجتمع، نظمت جمعية محاربة السيدا بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان والنقابة الوطنية للصحافة المغربية والمجلس الوطني للصحافة، ندوة حول التغطية الإعلامية لداء فقدان المناعة البشري المكتسب، ومن أجل إطلاق مسابقة وطنية لنيل جائزة أحسن عمل صحفي حول “السيدا وحقوق الانسان”.
وقد كشف رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر، يونس مجاهد، على أن موضوع الندوة يهم قطاع الصحافة والنشر على اعتبار أنه مرتبط بالتغطية الصحفية والتعامل الإعلامي مع موضوع السيدا والوقاية منها ومحاربتها والإشكالات التي تُطرح وفيما يتعلق أيضا بالتعامل الصحفي والإعلامي مع موضوع الصحة الذي يهم المجتمع، مذكرا بالتغطية الإعلامية إبان أزمة كورونا التي أظهرت على أن المجتمع يطلب الخبر والمعلومة الصحيحة، وهو ما يتطلبه الأمر في موضوع يعتبر من الطابوهات بعدد من المجتمعات وهو موضوع السيدا، وذلك لارتباطه بمجموعة من الأفكار الخاطئة الغير صحيحة ما يؤدي إلى الوصم.
وأوضح مجاهد أن الهدف هو فتح النقاش مع الهيئة المتخصصة في محاربة داء فقدان المناعة المكتسب، ومع عدد من المنظمات وأيضا الصحفيين والمهنيين الإعلاميين، مشيرا إلى أنه سبق التنسيق مع الجمعية في عدد من الدورات التدريبية لتكون التغطية الإعلامية مهنية وأخلاقية، والعمل على تطوير صحافة متخصصة في عدد من المجالات وبالخصوص فيما يتعلق بالقضايا الصحية، ليجدد التأكيد على أن الصحفي والإعلامي لديه مسؤولية اجتماعية تمنعه من الإشتغال بالإثارة، وبأفكار خاطئة، أو الاستعانة بمعطيات غير صحيحة، مشددا على ضرورة تحمله لمسؤوليته مثل باقي فئات المجتمع، خاصة لما له من دور في التأثير بالرأي والقرارات.
بدوره أكد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية عبد الكبير اخشيشن، على أن الندوة هي تتويج لمسار تعاون امتد منذ سنة 2007، تهدف إلى الانتقال لمرحلة ثانية من المعالجة الإعلامية فيما يتعلق بهذا الفيروس، مذكرا بعمل النقابة من أجل تكريس المهنية والدقة في مقاربة هذا الموضوع الحساس، ليضيف بالقول : كذلك نعتبر بأن هذه المسافة من الزمن أكدت بأنه على الأقل من ناحية المقاربة الصحية تمكنا من أن ننتقل من مرض مرعب إلى مرض مزمن قابل إلى أن نتعايش معه، لكن كذلك من الناحية المهنية نعتقد أن التراكم الذي حققه الصحفييون والصحفيات في طريقة معالجة الموضوع اليوم تحتاج إلى نفس جديد نظرا إلى تطور وسائل الإعلام وأيضا طرق المعالجة وبالتالي ندخل مفهوما جديدا في هذه المعالجة والمجال المرتبط بحقوق الإنسان يجب أن نجعل من هذه الزاوية طريقة لتوعية المجتمع بما يتطلبه التعايش مع المصابين بهذا الداء وبطبيعة الحال نحن في مرحلة يمكن للمجتمع أن يتفهمها كذلك عمدنا إلى إحداث هذه الجائزة للصحفيات والصحفيين المهتمين بالموضوع من أجل تحفيزهم وأيضا من أجل أن ندفع بلجنة التخصص لمعالجة هذا الموضوع بنوع من الدقة”.
في نفس السياق صرح الدكتور محمد خماس، المنسق الوطني للتكفل بالأشخاص المتعايشين مع الفيروس وبرنامج تقليص المخاطر عند مدمني المخدرات في الجمعية، أن الهدف من هذا النشاط هو محاولة تحسيس رجال ونساء الإعلام حول الدور الإيجابي الذي يمكن القيام به في إطار تغطية موضوع فيروس نقص المناعة والسيدا مشيرا إلى أن هذا الداء لم يعد ذلك المرض القاتل مضيفا بالقول:”” مع التطور العلمي الحاصل أثبت أنه أصبح مرضا مزمنا وليس مرضا قاتلا وبالتالي التحكم فيه ممكن في أفق القضاء عليه في سنة 2030 ، للأسف ما يقتل الآن هو الوصم والتمييز وليس المرض في حد ذاته وأظن أن الوصم والتمييز هو نتاج لمجموعة من الأفكار والتمثلات الخاطئة السلبية التي تكون عند عموم الشعب والأكيد على أن دور الإعلام في معالجة هذه المعلومة الخاطئة وهذه التمثلات السلبية سيعطينا تصرفات وتمثلات إيجابية ستساهم في الحد من الوصم والتمييز الذي يطال الفئات الأكثر عرضة للإصابة والأشخاص المتعايشين بهذا الفيروس وهذا سيساهم أساسا في الوقاية المركبة خصوصا في الشق الهيكلي من الوقاية المركبة”.
تجدر الإشارة إلى أن الندوة تروم محاربة نشر بعض الأخبار التي تزرع الرعب والهلع فقط، ما قد يؤدي إلى المعالجة الخاطئة لموضوع السيدا بنشر معلومات خاطئة عن طرق انتقال الإصابة، الأمر الذي يعمق الوصم والتمييز اللذان يطالان الأشخاص المتعايشين والمتعايشات مع الفيروس، ويعرقل مجهودات واستراتيجيات وسياسات الوقاية والتكفل بهم.