أخر التطورات: 14 قتيلا و450 جريحا في انفجارات جديدة لأجهزة اتصال لحزب الله في لبنان
9٬931
مشاركة
وكالات
أوقعت موجة جديدة من تفجيرات لأجهزة اتصال تابعة لحزب الله في لبنان الأربعاء 14 قتيلا و450 جريحا في مختلف أنحاء البلاد ما جدد المخاوف من حرب شاملة في المنطقة.
يأتي ذلك غداة هجوم مماثل غير مسبوق نسبه الحزب الى اسرائيل بعد ساعات على إعلان الدولة العبرية توسيع أهداف الحرب ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة لتشمل حدودها الشمالية مع لبنان.
وبدون التعليق على انفجارات لبنان، اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت الأربعاء أن “مركز ثقل” الحرب “ينتقل الى الشمال”، في إشارة الى الجبهة المفتوحة مع حزب الله اللبناني في موازاة الحرب المستمرة مع حركة حماس في قطاع غزة.
واتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسرائيل بالوقوف وراء انفجارات الأجهزة اللاسلكية في لبنان الأربعاء معتبرة أنها “تهدد أمن واستقرار المنطقة”.
وانفجر عدد من أجهزة الاتصال اللاسلكية في الضاحية الجنوبية لبيروت تزامنا مع تشييع عناصر من حزب الله قتلوا الثلاثاء في انفجارات مماثلة، كما قال مصدر مقرب من حزب الله وهيئة اسعاف تابعة للحزب.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 14 شخصا وإصابة أكثر من 450 بجروح الأربعاء في انفجارات أجهزة لاسلكية في لبنان. وقالت الوزارة في بيان إن “14 شخصا قد استشهدوا وأصيب أكثر من 450 شخصا بجروح” في “تحديث ثان لحصيلة موجة التفجيرات العدوانية التي طالت أجهزة لاسلكية بعد ظهر اليوم الأربعاء”.
وأفاد مصدر مقرب من حزب الله بأن “عددا من أجهزة الاتصال اللاسلكية انفجرت في الضاحية الجنوبية لبيروت”، فيما أكدت هيئة اسعاف تابعة لحزب الله انفجار أجهزة اتصال في سيارتين في الضاحية الجنوبية.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بانفجار أجهزة “بايجرز” وأجهزة اتصال لاسلكية في الضاحية وفي الجنوب وفي البقاع بشرق لبنان.
وكشفت معطيات أولية لتحقيق تجريه الدولة اللبنانية في انفجارات أجهزة “بايجرز” تابعة لحزب الله الثلاثاء أن الأجهزة كانت مبرمجة سابقا وتحتوي على مواد متفجرة، كما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس.
و يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الجمعة لمناقشة سلسلة الانفجارات الدامية بحسب ما اعلنت الرئاسة السلوفينية للمجلس.
كما يعقد اجتماع أميركي-فرنسي-ألماني-ايطالي-بريطاني الخميس في باريس لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط بحسب ما أفادت مصادر متطابقة.
الثلاثاء أدت التفجيرات التي اثارت الرعب في مناطق عدة، إلى مقتل 12 شخصا بينهم طفلان وإصابة نحو 2800 شخص بجروح، بينهم مئات من عناصر حزب الله، بحسب حصيلة جديدة اعلنها وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض الأربعاء، مشيرا الى أن حوالى 300 جريح في وضع خطر.
لم تعلق إسرائيل على الانفجارات التي وقعت في معاقل عدة لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت ومنطقة البقاع (شرق) والجنوب، بعد ساعات على إعلان الدولة العبرية توسيع أهداف الحرب ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة لتشمل حدودها الشمالية مع لبنان. كما ف ج رت بعض الأجهزة في سوريا حيث يقاتل حزب الله الى جانب قوات النظام، ما أوقع أيضا إصابات.
ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل نحو عام، تشهد المنطقة الحدودية بين الدولة العبرية ولبنان تبادلا يوميا للقصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، ما أدى إلى نزوح عشرات آلاف المدنيين في كلا الجانبين.
وحمل حزب الله في بيان الثلاثاء إسرائيل “المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي”، وقال إنها “ستنال بالتأكيد قصاصها العادل”. وأعاد حزب الله التأكيد الأربعاء أن وحداته “ستواصل اليوم كما في كل الأيام الماضية عملياتها” لإسناد غزة، مشد دا على أن “هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره العدو المجرم على مجزرته يوم الثلاثاء”.
وحذ ر الكرملين الاربعاء من أن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان يهد د بمفاقمة التوتر في منطقة “متفجرة”.
وأدان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ما حصل، معتبرا أن “الوضع يثير قلقا شديدا (..) هذه الهجمات تفاقم خطر التصعيد في المنطقة”.
واعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن الانفجارات تشكل “وصمة عار” للدول الغربية، وخصوصا الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل.
وفي جنيف، أكدت الأمم المتحدة أنه “يجب محاسبة” المسؤولين عن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان.
بعد الانفجارات، غصت المستشفيات بالجرحى في بيروت والبقاع وصيدا في جنوب لبنان.
وأصيب في أحد التفجيرات سفير إيران في بيروت مجتبى أماني على ما ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني.
وقال مصدر مقرب من حزب الله الثلاثاء لوكالة فرانس برس إن “أجهزة الإشعار (بايجر) التي انفجرت وصلت عبر شحنة استوردها حزب الله مؤخرا تحتوي على ألف جهاز”، يبدو أنه “تم اختراقها من المصدر”.
وأعلنت شركة غولد أبولو التايوانية الأربعاء أن أجهزة الاتصال التي انفجرت بشكل متزامن من صنع شريكها المجري. لكن بودابست أعلنت أن شركة “باك” المجرية التي قدمت على أنها تنتج أجهزة الاتصال المستخدمة من حزب الله هي “وسيط تجاري بدون موقع إنتاج أو عمليات في المجر”.
وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية نقلا عن مصدر أميركي لم تسمه ومسؤولين “آخرين” أن أجهزة الاتصال “بايجر” ط لبت من غولد أبولو وأن مواد متفجرة زرعت داخلها في وقت ما قبل وصول الأجهزة إلى لبنان.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أن إسرائيل عبثت بهذه الأجهزة قبل وصولها إلى لبنان من خلال زرع كميات صغيرة من المتفجرات داخل كل منها.
على منصة إكس، كتب تشارلز ليستر الخبير لدى معهد الشرق الأوسط (MEI) إنه “وفقا لتسجيلات الفيديو… من المؤكد أنه تم إخفاء عبوة بلاستيكية متفجرة صغيرة بجانب بطارية يتم تشغيلها من بعد عن طريق إرسال رسالة”.
وهذا يعني في رأيه أن “جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية المسؤولة عن العمليات الخاصة) اخترق سلسلة التوريد”.
ونفى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء من القاهرة تقارير أفادت أن الولايات المتحدة ضالعة أو على علم مسبق بعملية تفجير أجهزة الاتصال التي يستخدمها حزب الله.
وخوفا من تصعيد محتمل، أعلنت شركة “لوفتهانزا” للطيران أنها علقت رحلاتها إلى تل أبيب وطهران حتى الخميس على الأقل، فيما علقت شركة “إير فرانس” رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب حتى الخميس أيضا.
وكانت إسرائيل أعلنت فجر الثلاثاء قرارها توسيع أهداف الحرب لتشمل الحدود الإسرائيلية-اللبنانية للسماح بعودة النازحين من شمال البلاد. وكانت الأهداف الرئيسية للحرب حتى الآن القضاء على حركة حماس وإعادة الرهائن.