عبد الرحيم الشهيد: الحكومة زرعت اليأس في النفوس وتبيع الوهم للمغاربة
أنوار التازي الخميس 19 سبتمبر 2024 - 13:20 l عدد الزيارات : 1221
التازي أنوار
قال رئيس الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس النواب عبد الرحيم شهيد، إن العنوان العريض لحصيلة عمل الحكومة خلال 3 سنوات هو الفشل الذريع في تنفيذها للوعود التي التزمت بها أمام المغاربة سواء في البرنامج الحكومي أو الوعود الانتخابية للمواطنين.
وأكد شهيد في برنامج مباشرة معكم على القناة الثانية، الأربعاء 18 شتنبر، أن الالتزامات العشر التي التزمت بها الحكومة لم يتم تنفيذها على أرض الواقع، خاصة محاربة البطالة التي وصلت الى 14 في المئة في ظل هذه الحكومة، وارتفاع مستويات الفقر وتوفير فرص الشغل وتحقيق نسب النمو والغلاء الذي أثقل كاهل المواطنين وأضر بقدرتهم الشرائية، وارتفاع نسبة التضخم. مسجلا أن تبرير الحكومة لهذا الوضع المتأزم، هو حديثها عن إقرار دعم اجتماعي للأسر محدد في 500 درهم، الذي يمكن اعتباره غير كاف .
وعلاقة بموضوع الفيضانات والخسائر التي تعرض لها المواطنون بالجنوب الشرقي للمملكة، أكد شهيد، أن الفاعل الحكومي ظل غائبا طيلة هذه الأزمة، ولم يحرك ساكن تجاه هذه المناطق باستثناء السلطات العمومية التي تدخلت وقامت بمجهودات جبارة. متسائلا في نفس الوقت عن الاستثمارات الحكومية التي تمت برمجتها لتنمية هذه المناطق خاصة على مستوى الماء والبنية التحتية والتجهيزات والتنمية المجالية.
وأضاف شهيد، “لايعقل أن تتعرض هذه المناطق لخسائر مادية وبشرية وأضرار جسيمة، دون أن تخرج الحكومة عن صمتها وتطمئن وتتواصل مع المواطنين والرأي العام وتقدم التوضيحات والإجراءات التي يجب اتخاذها في ظل هذه الوضعية الصعبة.”
وشدد رئيس الفريق الاشتراكي، على أن الحكومة مطالبة اليوم بتدخل عاجل وصريح، وتفيعل صندوق مواجهة الكوارث الطبيعية. مسجلا غياب الوكالة الوطنية لتنمية الواحات وأدوارها واختصاصاتها لحماية هذه المناطق وأيضا غياب أثر الاستثمار العمومي بالجنوب الشرقي.
ومن جهة أخرى، أوضح شهيد في حديثه عن أحداث الفنيدق ومحاولات الهجرة غير الشرعية، أن العنوان العريض لهذه الوضعية هو “غياب الحكومة” فهي المسؤولة عن تدبير الشأن العام ومن واجبها التواصل مع المواطنين والأسر وتعبئة الإعلام الرسمي بالتحسيس والتوجيه والتصدي لهذه الدعوات المشبوهة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو الشباب والفتيان إلى اقتحام سبتة المحتلة، خاصة وأن هذه الدعوات كانت 15 يوما قبل وقوع هذه الحوادث، والحكومة ظلت غائبة ولم تقم بالإجراءات اللازمة.
وتابع شهيد، أن ما استطاعت هذه الحكومة أن تزرعه هو اليأس في نفوس المغاربة، ومثال ذلك ما وقع في إقليم الحوز، فبعد سنة على الزلزال، لم يتم بناء سوى 1000 منزل عوض 53 ألف منزل إنهار جراء الزلزال، موضحا أن الحكومة لم تخلق الأمل لفئة عريضة من الشباب بسياساتها التي يغلب عليها بيع الوهم والأحلام الوردية للمغاربة.
وأكد المتحدث، أن الحكومة لا تشتغل بمقاربة تشاركية مع كافة الفاعلين والمتدخلين، ومثال ذلك ما يقع اليوم من نقل المستفدين من الكنوبس إلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في الجانب المتعلق بالتعاضد في مقاربة أحادية ودون تشاور مع النقابات المهنية. موضحا أن الحكومة لا تتواصل إلا في دفاعها عن حصيلتها ومنجزاتها وتجند المواقع الإلكترونية الخاصة لذلك، لكن عندما يتعلق الأمر بهذه الأزمات، نرى غياب الحكومة وصمتها المطبق، وغياب هذه المواقع الاخبارية التي جندتها. يضيف شهيد.
وشدد عبد الرحيم شهيد، أن الحكومة فشلت في العديد من البرامج والمخططات، وعلى رأسها مخطط المغرب الأخضر، الذي استهلك كميات كبيرة من المياه دون تحقيق الاكتفاء الذاتي، ووصلت أسعار الخضر والفواكه إلى مستويات قياسية، وأثر ذلك بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين وتدهور مستوى معيشتهم، وهو ما تؤكده أرقام المندوبية السامية للتخطيط، بأن أزيد من 3 ملايين أسرة نزلت تحت عتبة الفقر، واتجاه المغاربة لأول مرة كمؤشر خطير على الوضعية الحالية نحو القروض الاستهلاكية لسد حاجياتهم.
وخلص شهيد، إلى أن الحكومة هي المسؤولة عن تدبير الشأن العام، وعليها إيجاد الحلول، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل عيش المواطنين وحل الإشكالات العالقة، موضحا أنه من بين الإشكالات اليوم: أزمة طلبة كلية الطب والصيدلية، التي ينبغي إيجاد حلول أنية لتصحيح الوضعية وعودة الطلبة إلى المدرجات، وتجاوز تعنت الوزير الوصي على القطاع والجلوس إلى طاولة الحوار مع كافة المتدخلين، ومعالجة النقاط الخلافية التي لازالت قائمة، وكل ذلك من مسؤولية الحكومة والوزارة الوصية.