الديمقراطية التشاركية كآلية أساسية لإشراك الشباب: افتتاح المجلس الثقافي الترافعي للشباب بالرباط

أنوار التازي الخميس 19 سبتمبر 2024 - 23:36 l عدد الزيارات : 1464

في إطار المجلس الثقافي الترافعي للشباب، نظم منتدى المبادرات الشبابية، مساء الخميس 19 شتنبر 2024 بالرباط، ندوة افتتاحية حول موضوع الديمقراطية التشاركية آلية أساسية لاشراك الشباب.

وافتتح فعاليات المجلس، طارق بوبكري، رئيس منتدى المبادرات الشبابية، مؤكدا على أن إنطلاق فعاليات المجلس الثقافي الترافعي للشباب، يعكس الوعي الكبير بأهمية دور الشباب في مجتمعاتنا، كما يُعبر عن الطموح والتفاؤل الذي نحمله جميعًا نحو مستقبل أفضل.

وأوضح بوبكري، أن الشباب يمثلون شريحة حيوية في أي مجتمع، هم الطاقات المتجددة، والأفكار النابضة بالحياة، والأمل الذي نتطلع إليه. مشددا على أن إسهام الشباب في الشأن العام ليس فقط حقًا، بل هو واجب ومسؤولية. فالشباب يمكنه أن يكون رائدًا في مجالات متعددة: من الثقافة والفن إلى السياسة والاقتصاد.

وسجل بوبكري بحضور شباب وشابات، على “أننا نحن في مرحلة حرجة من تاريخنا، حيث يواجه المجتمع تحديات متزايدة تتطلب منكم التحلي بالجرأة والإبداع، وبالتالي يمكن أن تكونوا صوتًا يتحدث عن قضاياكم، ويعبر عن تطلعاتكم، ويدافع عن حقوقكم. إن وجودكم الفعّال في هذا المجلس هو فرصة لإبراز آرائكم وأفكاركم، والمساهمة في الحوار البناء الذي يسهم في تطوير السياسات العمومية.”

وأشار إلى أن الحكومة عملت على تطوير مجموعة من السياسات العمومية التي تستجيب لاحتياجات الشباب، بدءًا من التعليم ومرورًا بالتكوين المهني وصولاً إلى فرص العمل، و هذه السياسات تهدف إلى تمكين هذه الفئة من أدوات النجاح، ولكنها لن تكون فعالة إلا من خلال مشاركة الشباب الفعالة في صياغتها وتنفيذها.

وأضاف المتحدث، أن توفير فرص تعليم متميزة، ودعم ريادة الأعمال، وتعزيز برامج التشغيل هي خطوات ضرورية، لكنها ليست كافية إذا لم تكن هناك آليات فعالة لإشراك الشباب في عملية صنع القرار، مشيرا أن تفعيل هذه السياسات يعتمد على التواصل المستمر مع الشباب، وعلى الاستماع لآرائهم وتطلعاتهم وعلى إدماجهم في مسلسل البناء الوطني.

وتابع بوبكري، أن هنا تأتي أهمية الديمقراطية التشاركية، و أن وجود منصات مثل المجلس الثقافي الترافعي للشباب يُعد خطوة حيوية نحو تعزيز هذه الديمقراطية.

وخلص، أنه من خلال انخراط الشباب في هذا المجلس، يمكن التأثير على السياسات والمبادرات التي تمس الحياة اليومية لهذه الفئة، حتى تتمكن من تقديم المقترحات المتعلقة بالثقافة، والتعليم، والبيئة، وحتى السياسات الاجتماعية، وبالتتلي إيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه مجتمعنا.

وأطر أشغال هذه الندوة الافتتاحية، رضوان الذهبي خبير في قضايا الشباب، مؤكدا على أن الدعوات المشبوهة للهجرة غير الشرعية التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، هو احتجاج وتراكم للعديد من السياسات الحكومية التي لم تعطي الاثر على فئة الشباب.

وأوضح المتحدث، أن السؤال العريض الذي يطرح نفسه هو هل صناع السياسات العمومية استمعوا لانتظارات الشباب وتطلعاتهم وما تعانيه هذه الفئة من اكراهات ومشاكل، وذلك لبحث الحلول و صياغة سياسة عمومية فعالة موجهة لهذه الفئة.؟

كما أوضح الذهبي، أن اليات الديمقراطية التمثيلية أبانت عن قصورها في مختلف التجارب، وبالتالي جاءت الديمقراطية التشاركية التي أقرها الدستور وحق تقديم العرائض والملتمسات من أجل الانصات للساكنة ومطالبها المتجددة.

وشدد المتحدث على أنه يجب اشراك الساكنة في صناعة السياسات العمومية بما فيها المحلية، مضيفا أن وجود القوانين والنصوص التنظيمية لا يكفي لممارسة الديمقراطية التشاركية بآلياتها، بل ينبغي أن تكون هناك إرادة وكفاءة والقدرة لتجاوز المعيقات والاكراهات والاعطاب المطروحة على أرض الواقع.

وسجل، بأنه يجب النظر الى التراكمات الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، وامتلاك الادوات والاليات حتى نتمكن من الترافع والدفاع عن مطالب معينة ومحددة في اطار الديمقراطية التشاركية.

وخلص، إلى أن الدولة وفرت كل الظروف لاقرار الديمقراطية التشاركية في التشريعات والقوانين، يبقى فقط جانب الممارسة على أرض الواقع واستخلاص التجارب عبر بلورة الافكار والمواضيع وتطوير هذه الممارسة.

ومن جانبه أكد علي الغنبوري، مدير مركز الاستشراف الاقتصادي والاجتماعي، أن المغرب فهم الاشكالات التي تعاني منها بلادنا بالرغم من تعددها واختلافها، مشاكل في التعليم والصحة والاقتصاد وغيرها من الاكراهات، موضحا أن المغرب يعتبر من البلدان السائرة في طريق النمو وذلك باعتماده على موارده وما يتوفر عليه من طاقات بشرية.

وسجل الغنبوري، أن المغرب وضع النموذج التنموي الجديد وذلك لتحقيق التنمية والازدهار في أفق 2035 عبر اقرار اصلاحات جوهرية ومشاريع كبرى، وهذا ما يفرض تحولات من بلد فلاحي الى بلد صناعي والارتقاء بالعنصر البشري.

وشدد الغنبوري، على أن أهم شيء اليوم هو الاستثمار في العنصر البشري، وهو ما يتطلب منظومة تعليمية في المستوى، وبنيات صحية قوية قادرة على تلبية احتياجات المواطنين. موضحا أن أهم شرط لتحقيق التحول نحو بلد صاعد وتحقيق التنمية والتقدم هو الارتقاء بالعنصر البشري.

وسجل المتحدث، أن الديمقراطية التشاركية عبر اليات العرائض والملتمسات، هدفها هو اشراك المواطنين في اتخاذ القرار وصياغة سياسات عمومية تجيب على تطلعات وانتظارات المغاربة. مشددا على الادوار الكبرى التي يطلع بها المجتمع المدني في التأطير والترافع عن قضايا ومواضيع خاصة التي تهم الشباب.

وخلص، إلى أن الديمقراطية التشاركية هي اختيار تنموي بالنسبة للمغرب اليوم، وذلك لتحقيق التنمية والتقدم والازدهار، وبالتالي اشراك الشباب اليوم في اتخاذ القرار هو أهم شؤط لتحقيق التنمية.

وتستمر أشغال فعاليات المجلس الثقافي الترافعي للشباب بتنظيم ورشات حول تقنيات الترافع المدني واعداد السياسات الثقافية العمومية للشباب واليات الديمقراطية التشاركية والعمل داخل المجموعات من أجل اعداد السياسات، كما سيتم تنظيم زيارة الى البرلمان والى وزارة الثقافة والشباب والتواصل، كذا لقاءات مع فاعلين ثقافيين.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

مقالات ذات صلة

الخميس 7 نوفمبر 2024 - 22:37

«‬بسيكوجغرافيا‮»‬‭ ‬المنفذ ‬إلى‭ ‬الأطلسي‮:‬بين‭ ‬الجغرافيا‭ ‬السياسية‭ ‬والتحليل‭ ‬النفسي‮!‬

الخميس 7 نوفمبر 2024 - 22:31

مشيج القرقري إلى جانب خبراء من الإكوادور يؤطرون  ندوة تعليمية متقدمة حول حقوق الإنسان

الخميس 7 نوفمبر 2024 - 21:53

المعارضة الاتحادية بالمستشارين تدعو إلى اتخاذ خطوات عملية وسريعة لتفعيل استراتيجية الاستثمار

الخميس 7 نوفمبر 2024 - 21:15

الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية

error: