محمد المنتصر
ألقى إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، كلمة خلال مؤتمر المنتدى الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي، الذي انعقد مساء أول أمس بالقاهرة. أكد فيها على الموقف المبدئي لحزب الاتحاد الاشتراكي تجاه قضايا الحرية، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، والمساواة. كما جدد موقف الحزب الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، مطالبًا بحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
في كلمته أمام قادة أحزاب المنتدى، أشار لشكر إلى أن المنتدى الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي تأسس عقب ما يُعرف بحراك العالم العربي. وأضاف أن العديد من الإطارات الاشتراكية والديمقراطية الاجتماعية الدولية التي كانت تضم أحزابًا تابعة لبعض الأنظمة العربية، والتي سقطت بفعل الحراك، قد فشلت في مواكبة هذا التغيير وفي الانخراط الفعّال في توجيهه.
في ختام كلمته، شدد إدريس لشكر على أهمية التركيز على البناء الداخلي للمنتدى الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي، مشيرًا إلى أن المؤتمر الحالي يعد المؤتمر الأول بعد التأسيسي في الرباط عام 2013. كما أكد لشكر على ضرورة تعزيز التنسيق والتعاون بين الأحزاب العربية المناضلة لمواجهة التحديات الراهنة في المنطقة.
في مايلي الرسائل القوية التي تضمنتها كلمة الأستاذ ادريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
تقييم الواقع العربي: أوضح لشكر أن العالم العربي يمر بمرحلة من الإخفاقات والتراجعات التي يجب مواجهتها بواقعية، مؤكدًا أن القوى التقدمية كانت عاجزة عن مجاراة الحراك الشعبي، مما سمح للقوى المحافظة بالاستفادة.
نقد التجربة الاشتراكية الدولية: انتقد لشكر الأحزاب الاشتراكية الأوروبية التي دعمت أنظمة عربية فاسدة، معتبرًا أن هذه الأحزاب لم تدرك أهمية الحراك الشعبي العربي ولم تساهم في توجيهه نحو أهدافه النبيلة.
بناء بدائل داخلية: شدد على ضرورة بناء حلول بديلة من داخل العالم العربي بدلاً من الاعتماد على الدعم الدولي، مشيرًا إلى أن الأحزاب العربية المناضلة هي القادرة على استيعاب مشاكل شعوبها وتطلعاتها بشكل أفضل.
القضية الفلسطينية في المحافل الدولية: سلط الضوء على موقف حزب الاتحاد الاشتراكي من التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية، معتبرًا أن الدعم غير الكافي من بعض القوى التقدمية الغربية يعكس ضعف الخطاب العربي في تسويق القضية.
التحول إلى خطاب عقلاني: دعا لشكر إلى التخلي عن الشعارات الحماسية التي لا تستند إلى واقع ملموس، مطالبًا بتوجيه خطاب عقلاني موجه للعالم وللأصدقاء الدوليين، يقوم على أساس قرارات الشرعية الدولية والحل القائم على الدولتين.
الاهتمام بالقضية الفلسطينية في المنتديات الدولية: أشار إلى أن القضية الفلسطينية يجب أن تكون على رأس جدول الأعمال في كل المحافل الدولية، مؤكدًا أن الوقت قد حان لتوجيه خطاب سياسي مقنع وعقلاني للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
عدم الرهان المفرط على الإطارات الدولية الأخرى: دعا إلى استيعاب أن مشاكل وتطلعات الشعوب العربية لن يفهمها ويحلها إلا مناضلو العالم العربي أنفسهم. كما انتقد موقف التحالف التقدمي الدولي بشأن القضية الفلسطينية، الذي ساوى بين الضحية والجلاد، مشددًا على ضرورة مراجعة الخطاب العربي حول هذه القضية وتوجيهه نحو خطاب عقلاني وواقعي يتماشى مع الشرعية الدولية وقرارات المنتظم الدولي.
التواصل بلغة سياسية تفاوضية: دعا لشكر إلى ضرورة التواصل بلغة سياسية تفاوضية تعتمد على الأهداف الواقعية التي يمكن تحقيقها في ظل الظروف الراهنة، خاصة فيما يتعلق بالحل القائم على دولتين مستقلتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.