النقد السينمائي بتاء التأنيث

عبد الرحيم الراوي الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 - 19:53 l عدد الزيارات : 41437

امينة بركات

عندما يدور الحديث حول السينما المغربية بشكل عام، لا يمكن للمتتبع إلا أن يسجل تطورا إيجابيا حققه الفن السابع في المغرب خلال السنوات القليلة الأخيرة، وذلك على مستوى الإنتاج الذي أصبح يفوق ما يقارب عشرين شريطا طويلا، وأكثر من أربعين شريطا في صنف الأفلام القصيرة والوثائقية.

هذه الدينامية، مكنت من تسجيل ارتفاع عدد كبير من العاملين في المجال السينمائي، من مخرجين وممثلين وتقنيين وكتاب سيناريو. وانطلاقا من هذا المعطى نستشف مستوى النجاح والتقدم الذي يشهده المجال، رغم الإكراهات المادية واللوجيستية التي تعترض بعض الأحيان الأعمال الإبداعية.

 وبما أن السينما فن راقي ومؤثر، لا تقل أهميتها عن الفنون الأخرى بفضل أسلوبها الساحر الذي يأخذ المتفرج في رحلة عبر الزمان والمكان بدون تأشيرة، وتفتح له نافذة على عوالم ما وراء المحيطات، من أجل التواصل والانفتاح على الثقافات الأخرى، فكان لابد من تقييم الوضع السينمائي في المغرب.

و بالرغم من التطورات التي يعيشها حاليا فضاء الفن السابع بالمغرب، إلا أنه مازال لم يصل بعد إلى مرحلة الصناعة السينمائية نظرا لغياب سياسة إنتاجية قائمة بذاتها، من المفروض أن تقوم بوظائفها الإبداعية والاجتماعية، كتوفير العيش الكريم للأفراد الذين يشتغلون في هذا المجال، ومنح هوامش ومساحات شاسعة من الإبداع السينمائي.

هناك إكراهات أخرى تعيق مسيرة السينما بالمغرب، تتمثل في النقص العددي للنساء ضمن هذه الحراك الفني الذي كان في الماضي، حكرا على الرجال في كل المراحل التي تتم فيها عملية صنع الفيلم، فتواجدها خلف الكاميرا مازال للأسف خجولا على مستوى الإخراج والإنتاج ومجمل المهن التقنية الأخرى التي تمثل العمود الفقري لأي شريط كيفما كان جنسه.

ورغم هذا النقص العددي، إلا أن المرأة بصمت على مستوى محترم من الاحترافية وبرهنت على تمكنها من أدواتها، وعن قدرتها على مداعبة الصوت والصورة، وزرع الروح في كتابة السيناريو، وقطعت أشواطا طويلة في عملها التقني، لتصبح بعد ذلك عنصرا يعمل جنبا إلى جنب في عملية الإخراج مع الرجل.

 مما لا شك فيه أن المرأة حققت نجاحات كبيرة في كل المحافل السينمائية التي شاركت فيها، و استطاعت أن تفوز بعدة جوائز في العديد من المسابقات الرسمية بالمهرجانات داخل وخارج أرض الوطن، إذ أن حضورها أصبح في اللقاءات الخاصة بالفن السابع مسألة ضرورية.

لابد من الإشارة إلى أنه يوجد أيضا نقص كبير في مجال النقد السينمائي بتاء التأنيث،  باعتبار أن النقد أحد الآليات الأساسية في إبراز مزايا ونقائص أي عمل سينمائي والتي يحتاج لها الفيلم ليدخل غمار المسابقات والمشاركة في المهرجانات، ومواكبة مراحل إنتاجه حتى يكون جاهزا لعرض على الجمهور في القاعات السينمائية، وبالتالي كل نقد إيجابي يساهم في بناء أسس عمل ناجح.

هذا لا يعني أن الأمر يعود لقلة الكفاءات على النقيض من ذلك، هناك العديد من النساء المبدعات في المجال الأدبي والفني، يجب فقط الانتباه إلى إشراكهن في عملية النقد، وإعطائهن الفرصة كي يساهمن بأفكارهن ونظرياتهن المبنية على أسس أعلمية وأكاديمية خدمة في تطوير السينما المغربية.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 13 مايو 2025 - 15:47

المعارضة الاتحادية بمجلس المستشارين تثير قضية عرض خريطة مبتورة للمملكة من طرف شركة أجنبية

الثلاثاء 13 مايو 2025 - 13:43

الفريق الاشتراكي يدعو وزير الداخلية إلى فتح حوار مع الأحزاب حول الانتخابات

الثلاثاء 13 مايو 2025 - 13:25

الذكرى الـ69 لتأسيس القوات المسلحة الملكية: مؤسسة ملتزمة بحزم بمسار التحديث

الثلاثاء 13 مايو 2025 - 11:52

نشرة إنذارية.. زخات رعدية يومي الثلاثاء والأربعاء…

error: