اتحاد العمل النسائي يؤكد استفحال الفقر والهشاشة في صفوف النساء ويشدد على الإسراع بإحداث هيئة المناصفة
أحمد بيضي
الجمعة 11 أكتوبر 2024 - 23:12 l عدد الزيارات : 38131
أحمد بيضي
سجل “اتحاد العمل النسائي” أن كل البرامج والخطط الحكومية، رغم أهميتها، لم تنعكس إيجابا على أوضاعالنساء، مما أدى الى استفحال الفقر والهشاشة الاقتصادية والاجتماعية فيصفوفهن ، بدليل احتلال المغرب هذه السنة للمرتبة 137 من أصل 146 دولةفي مؤشر الفجوة بين الجنسين، وكذلك بدليل الأرقام الرسمية الوطنية التيتفيد ارتفاع نسبة النساء غير النشيطات من 7 ملايين سنة 2020 إلى 19,11 مليون سنة 2022، وارتفاع نسبة البطالة في صفوف النساء، حيثبلغت أكثر من 17% سنة 2022 عوض 168% سنة 2021″
كما لم يفت ذات “اتحاد العمل النسائي” الكشف عن“تنامي العنف بكل أشكاله ضد النساء سوء في الفضاء الأسري أو الفضاء العـاموالفضاء الرقمي كذلك، بسبب استفحال مظاهر التمييز وعدم المساواة والصورالنمطية التي عمقتها الكوارث الطبيعية التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرةوالتي كانت النساء أكثر تضررا منها”، وتبعا لذلك شدد الاتحاد على ضرورة القطع الفوري مع “الحلولالتجزيئية في التعاطي مع حقوق النساء ومطالبهن”، على حد نص بيان جرى تعميمه بمناسبة احتفال المغرب باليوم الوطني للمرأة المغربية.
وارتباطا بالموضوع، جدد “اتحاد العمل النسائي” دعوتهل”الإسراع بإحداث هيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز لتضطلع بالأدوارالهامة التي أناطها بها الدستور”، مع“وضع قانون إطار للمساواة ومحاربة التمييز يشكل أساسا معياريا عاما يستندعلى الدستور والالتزامات الدولية للمغرب ويحدد القواعد العامة لسن القوانينووضع السياسات العامة بما يضمن مساواة النوع”، والعمل على“مراجعة المنظومة القانونية الوطنية بما يضمن الغاء كل النصوص التمييزية”.
ودعا الاتحاد ل “اعتماد مبادئ المساواة وحماية الحقوق الأساسية والحريات العامة والشخصيةوالكرامة الإنسانية، بما يتلاءم مع منظومة حقوق الانسانالكونية، وخاصة القانون الجنائي والمسطرة الجنائية”، مع “إصدار قانون شامل للقضاء على العنف ضد النساء يضمن الوقاية والحمايةوالتكفل وعدم الإفلات من العقاب، مع وضع استراتيجية شمولية للقضاء علىالعنف والتحرش ضد النساء تعتمد الفعالية والنجاعة وسرعة التدخل، وإحداثمراكز الإيواء الضحايا من طرف الدولة والجماعات الترابية، وتخصيص ميزانيةلجبر الضرر بالنسبة للناجيات من العنف”.
ومن جهة أخرى، حمل الاتحاد مسؤولية اتخاذ تدابير محليا للنهوض بأوضاع النساء للجماعات الترابية، وأساسا في مجال “مناهضة العنف وإحداث الحضانات للرفع من ولوج النساءلعالم الشغل”، فيما جدد مطالبته ب “اعتماد سياسة عمومية شمولية ومندمجة تعتمد مقاربة النوع لتمكين النساءوضمان ولوجهن لكافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئيةوالسياسية والمدنية، ووضع آليات عملية لتنفيذها، والقضاء على الفقروالهشاشة والتهميش في صفوف النساء مع اتخاذ تدابير جريئة لضمان ولوجهنالى الموارد والعمل المدر للدخل”.
وصلة بما سبق، شدد “اتحاد العمل النسائي” على ضرورة “تعزيز الممارسة الاتفاقية للمغرب عبر المصادقة على الاتفاقية 190 بشأنالقضاء على العنف والتحرش في عالم العمل، والتوصية 206 الملحقة بها”، مع “تخصيص ميزانية خاصة، واعتماد تدابير التمييز الإيجابي لفائدة المناطقالمتضررة من الزلزال والفيضانات والجفاف للنهوض بها وفك العزلة عنها…“، دون أن يفوت الاتحاد “تسجيل تضامنه المطلق مع طلبة وطالبات الطب والصيدلة، ومطالبة الحكومة بالإنصات لمطالبهم / هن وإيجاد حلول سريعة حماية لحقهم وحقهنفي التعليم والتكوين الجيد”.
وقد استهل “اتحاد العمل النسائي” نسجل في اتحاد العمل النسائي بتسجيل “اعتزازه بفتح ورشإعادة النظر في مدونة الأسرة، والتي لم يتوان، ومعه كل مكوناتالحركة النسائية، في المطالبة بتغييرها تغييرا شاملا وعميقا كشرطأساسي لإعادة التوازن للعلاقات الأسرية وضمان استقرارها، وبنائهاعلى أساس من العدل والمساواة واجتثاث كل مظاهر التمييز والحيـفالتي تتضمنها المدونة الحالية، التي أصبحت في تعارض تام معدستور 2011 والتزامات المغرب الدولية، وكذلك مع التحولات التيعرفتها أدوار النساء في المجتمع”.
وهو ينتظر صدور مشروع مدونة الاسرة الجديد، أكد الاتحاد ب “أنالتغيير الشامل والعميق لهذا القانون وملاءمته مع الدستور والمبادئ الكونيةلحقوق الانسان لا محيد عنه في الارتقاء بأوضاع النساء والنهوض بها”، فيما شدد على موقفه بالدعوة ل “ضرورة تغيير مدونة الأسرة تغييرا شاملا وعميقا بشكل يضمن المساواةالتامة بين الجنسين ويحفظ حقوق النساء وكرامتهن، والمصلحة الفضلىللأطفال، ويحقق الملاءمة مع مقتضيات الدستور والمواثيق الدولية المصادقعليها، وخاصة اتفاقية مناهضة كل اشكال التمييز ضد المرأة”، وفق البيان.
وعلى مستوى آخر، لم يفت الاتحاد التعبير عن “تضامنه مع هيئات الدفاع وكل مهني العدالة في احتجاجاتهمالمشروعة”، وعن “إدانته كل مساس باستقلاليتهم وأدوارهم الجوهرية في تحقيقالعدالة”، فيما جدد تأكيده، بمناسبة اليومالعالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، على مطلبهالرامي إلى إلغاء هذه العقوبة اللاإنسانية”، دون أن يفوته تسجيل “إدانته لجرائم الإبادة التي يتعرضلها الشعب الفلسطيني واللبناني”، وتجديد “تضامنه المطلق واللامشروط مع النساءالفلسطينيات واللبنانيات فيما يتعرضن له من جرائم ضد الإنسانية على مرأىومسمع من المنتظم الدولي”.