في خطوة نوعية لتعزيز أسطوله البحري، بدأت شركة نافانتيا الإسبانية بناء فرقاطة “أفانتي 1800” الجديدة لصالح البحرية الملكية المغربية. وجاء هذا المشروع بعد عقد تم توقيعه في يناير 2021 بتمويل من بنك “سانتاندير” الإسباني بقيمة 92 مليون دولار، حيث يتوقع أن يستغرق بناء الفرقاطة ثلاث سنوات ويتطلب ما يزيد على مليون ساعة عمل.
وبحسب الشركة، يهدف تصميم السفينة إلى تحقيق تشغيل طويل الأمد بتكاليف منخفضة، مع مرونة في الصيانة تتيح قدرات تشغيلية عالية وتقليل الأعباء التشغيلية على الطاقم. وتتميز الفرقاطة بطول يبلغ 89 مترًا وعرض 13 مترًا، مع إزاحة تصل إلى 2020 طن وسرعة قصوى تبلغ 24 عقدة. وسينضم الطاقم المكون من 60 فردًا لتشغيل السفينة المتقدمة في منتصف 2026، وذلك بعد استكمال تدريبهم في إسبانيا ضمن حزمة دعم لوجستي متكاملة.
تمثل Avante 1800 الخيار المثالي للبحرية المغربية، حيث صُممت لتلائم العديد من المهام بما في ذلك الدفاع الجوي، ومكافحة الغواصات، وحماية المياه الإقليمية. وتأتي مجهزة بمدفع رئيسي عيار 76 ملم، وأنظمة صواريخ للدفاع الجوي وللتصدي للأهداف السطحية، وأنظمة متطورة للحرب الإلكترونية مما يعزز من قدرتها على مواجهة التهديدات البحرية والجوية.
ومن بين ما يميز السفينة المرونة التصميمية، التي تقلل من بصمتها الرادارية والحرارية، مما يجعل اكتشافها أكثر صعوبة ويسهم في تعزيز قدراتها الدفاعية. كما تتمتع بمدى عمليات يصل إلى 4000 ميل بحري، مما يجعلها قادرة على تنفيذ مهام بحرية طويلة المدى. وتتيح تقنية الهيكل التخفي ميزة إضافية في التنقل بهدوء ضمن مسارح العمليات المختلفة، مع إمكانية تجهيزها بمعدات إضافية تفي بالاحتياجات الاستراتيجية للمغرب.
يأتي هذا التحديث للأسطول المغربي في ظل توجه المغرب لتعزيز سيادته وحماية مياهه الإقليمية وتوسيع قدراته الدفاعية، في خطوة تعكس التزام المملكة بتحديث قواتها البحرية ورفع جاهزيتها لمواكبة التطورات الأمنية في المنطقة.
تعليقات
0