أظهرت دراسة حديثة، نشرت في دورية “Glia”، وجود ارتباطات هامة بين العادات الغذائية، بما في ذلك زيت النخيل، وتطور مرض التصلب المتعدد.
وقاد فريق بحثي تترأسه الدكتورة باتريزيا كاساسيا، في مؤسسة مركز الأبحاث العلمية المتقدمة بجامعة مدينة نيويورك، أبحاثا حول تأثير الأنزيمات في تحويل الدهون من زيت النخيل إلى مادة سامة تفاقم أعراض المرض، حيث أظهرت الدراسة وجود ارتباطات هامة بين العادات الغذائية وتطور مرض التصلب المتعدد.
ويعتبر التصلب المتعدد، مرضا مناعيا ذاتيا، يتلف الغشاء المحيط بالخلايا العصبية (المايلين)، الذي يحمي الأعصاب، ورغم أن العلاجات الحالية تستهدف ضبط الاستجابة المناعية، إلا أن الآليات التي تساهم في تلف الأعصاب لم تفهم بعد بشكل كامل.
وأوضحت كاساسيا، في بيان صحفي، أن أنزيمات “CerS5″ و”CerS6” تعمل على تحويل زيت النخيل إلى مادة سامة ت دعى “السيراميد C16” داخل الخلايا العصبية، ما يؤدي إلى تلف الميتوكوندريا التي توفر الطاقة اللازمة للخلايا العصبية لمكافحة الالتهابات في الدماغ.
و استخدم الفريق البحثي نموذج لدراسة تأثير زيت النخيل على تطور المرض، ووجدوا أن الحميات الغذائية الغنية بزيت النخيل تزيد من شدة المرض، لدى الفئران. ولكن عند تعطيل الأنزيمات “CerS5″ و”CerS6” وراثيا، تبين أن الضرر العصبي كان أقل حتى مع تناول الحميات الغنية بحمض البالمتيك المشبع الموجود في الزيوت النباتية ومنتجات الألبان.
تعد نتائج الدراسة بمثابة خطوة هامة لمرضى التصلب المتعدد وللأطباء المتابعين لحالتهم، إذ تؤكد أن نمط الحياة واختيار الأطعمة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مسار المرض. كما تشير النتائج إلى مسارات جزيئية قد تساهم في إبطاء تدهور الأعراض الناتج عن العادات الغذائية، وتمكن المرضى من اتخاذ قرارات غذائية مدروسة يمكن أن تحسن من حالتهم.
وقالت الدكتورة كاساسيا: “تقدم الدراسة تفسير ا جزيئيا لكيفية حماية الخلايا العصبية من تكوين جزيئات سامة ناتجة عن زيت النخيل”. مما يعزز الوعي بأهمية التغذية السليمة في إدارة مرض التصلب المتعدد.
تعليقات
0