مكناس: مستشارون جماعيون مهددون بالعزل مع وقف التنفيذ

Belhouji الإثنين 4 نوفمبر 2024 - 22:00 l عدد الزيارات : 259791

في مبادرة غير مسبوقة والأولى من نوعها في تاريخ المجالس التي تعاقبت على تسيير وتدبير شؤون مدينة مكناس منذ انطلاق المسلسل الديمقراطي في بلادنا سنة 1976، طلع علينا عامل عمالة مكناس خلال شهر يوليوز الماضي باستفسارات موجهة لبعض نواب الرئيس السابق لجماعة مكناس، ومستشارين يطلب منهم طبقا لأحكام المادة 64 من القانون التنظيمي رقم 113.14 المتعلق بالجماعات إفادته في شأن الأعمال التي قاموا بها في خرق للمادة 66 من القانون التنظيمي السالف الذكر.
مبادرة صفق لها الجميع، واستحسنها كل من كان يطالب بالشفافية وحسن التدبير وتسيير شؤون المدينة من مكونات المجلس، كما لقيت تجاوبا كبيرا من متتبعي الشأن المحلي من مختلف المشارب والتوجهات، واستقبلها أيضا الفاعلون المدنيين و المجتمع المكناسي بكثير من الارتياح كونها تدخل في إطار تفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة كمبدأ دستوري من جهة، و تخليق العمل الجماعي من جهة أخرى.
وانتظر هؤلاء بكثير من الاهتمام والترقب نتائج هذه الاستفسارات لكنها بقيت حبيسة قسم الجماعات المحلية لعمالة مكناس ولم تعرف أي متابعة كون التغييرات التي كانت منتظرة على مستوى التعيينات الجديدة للولاة والعمال التي أشر عليها جلالة الملك من جهة، والمستجدات التي طرأت في المجلس بتوقيع الغالبية العظمى من مكوناته على ملتمس يرمي إلى دفع الرئيس لتقديم استقالته طبقا لمقتضيات المادة 70 من القانون رقم 113.14 المتعلق بالجماعات وما تلاها من ترتيبات إدارية وقانونية لعقد دورة استثنائية لانتخاب رئيس ومكتب جديدين لجماعة مكناس.
الآن وقد وضعت معركة الوصول إلى تسيير وتدبير شؤون المدينة أوزارها، وأفرزت نتائج الدورة الاستثنائية للمجلس المنعقدة في الفاتح من نونبر الجاري رئيسا ومكتبا جديدا للمجلس ، ثم بقي عبد الغني الصبار عاملا على عمالة مكناس، لم يبق أمام – توصل العامل بإيضاحات كتابية – أي مبرر آخر لتأجيل إعمال القانون، والمضي قدما نحو إبراز حقيقة الاستفسارات، ومدى خطورة ما اقترفه هؤلاء المستشارين من خرق سافر لمقتضيات المادة 66 من القانون المتعلق بالجماعات الذي لا يتوقف عند البعض في العزل؛ بل يتعداه إلى المساءلة القانونية حسب منطوق الاستفسارات التي أشر عليها عامل عمالة مكناس ووجهها إلى المستشارين المعنيين بها.
وعلى الرغم من الأبواب الموصدة للوصول إلى المعلومة في عاصمة المولى إسماعيل، فإن الحكامة الجيدة تحيل على الشفافية والنزاهة، والشفافية تقتضي إخبار الرأي العام المحلي بالتدابير والإجراءات التي تم اتخاذها إن كانت الاستفسارات مؤسسة على معطيات ملموسة، وأن مصالح عمالة مكناس عمدت بعد أن تيقنت منها إلى توجيهها إلى الأعضاء المعنيين، علما أنه لم يسبق لأي عمالة أن دخلت غمار تفعيل المادة السالفة الذكرر دون أن تكسبها. أما غير ذلك، فلا يعدو أن يكون سوى تلويح بالعزل مع وقف التنفيذ، أو ما يصطلح عليه ب “جعجعة ولا طحين”، وهنا مربط الفرس.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الإثنين 21 أبريل 2025 - 18:14

أرباب سيارات الإسعاف الخاصة بأكَادير يحتجون أمام ثكنة الوقاية المدنية تنديدا بمجانية خدمات نقل المرضى والجرحى والموتى

الإثنين 21 أبريل 2025 - 18:06

مليكة الزخنيني تطرح مسألة غياب الحكومة عن الجلسات الرقابية

الإثنين 21 أبريل 2025 - 17:59

جماعة سيدي قاسم تبرمج فائض ميزانية 2024 في مشاريع لإعادة الهيكلة والبنية الكهربائية والحماية من الفيضانات

الإثنين 21 أبريل 2025 - 17:45

الحسن لشكر يطالب بإدراج موضوع طارئ حول تعزيز منظومة الأمن المعلوماتي للوزارات لمواجهة التهديدات السيبرانية المتصاعدة

error: