ساءل المستشار البرلماني السالك الموساوي باسم الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس المستشارين، وزير الثقافة والشباب والتواصل المهدي بنسعيد، حول موضوع “الشباب المغربي غير المتمدرس وغير العامل”.
وأكد المستشار الاتحادي خلال جلسة الثلاثاء، أن مناسبة طرح الفريق لهذا السؤال، حقيقة تعيدنا إلى الأحداث المؤلمة التي شهدتها مدينة الفنيدق مؤخراً، والتي راح ضحيتها شباب مغربي في مقتبل العمر، ليست سوى نتيجة حتمية لتراكم التعثرات في معالجة إشكالية الشباب غير المتمدرس وغير العامل، ما يجعل الأمر مأساة إنسانية تضع الحكومة أمام مسؤولياتها السياسية، ويكشف عن حجم فشل السياسات التي باشرتها الحكومة وهو ما يجعلنا اليوم نشهد بأعيننا فتيان وشبان يرغبون في مغادرة البلاد دونما رجعة.
وأشار المستشار البرلماني، إلى أنه بلغة الأرقام، هناك ثلث الشباب المغربي يوجد خارج منظومتي التعليم والتشغيل، ما يعكس ضعفا في استثمار طاقات هذه الفئة وإدماجها في النسيج الاقتصادي والاجتماعي. وما يزيد الوضع قلقا هو غياب رؤية واضحة واستراتيجية مندمجة للوزارة الوصية لمعالجة هذه الظاهرة التي تهدد السلم الاجتماعي وتدفع بالشباب نحو مخاطر الهجرة غير النظامية.
وسجل السالك الموساوي في تعقيبه على جواب وزير الشباب والثقافة والتواصل، أن ما وقع في الفنيدق لم يقع مثله من قبل في تاريخ بلادنا، وهو بالأساس راجع إلى عدم تبني الحكومة لسياسة مندمجة لهؤلاء الشباب الحالم بغد أفضل. مؤكدا أنه آن الأوان لتجاوز سياسة الترقيع والحلول الظرفية، فاليوم نحن بحاجة إلى خطة وطنية تتضمن برامج تكوين موجهة خصيصاً لهذه الفئة، مع ربط مباشر مع سوق الشغل، كما يجب إعادة النظر في المناهج التعليمية لجعلها أكثر ملاءمة مع متطلبات سوق العمل، وتعزيز برامج التوجيه المهني المبكر للحد من الهدر المدرسي.
وشدد السالك الموساوي، على أن تفاقم هذه الإشكالية في صفوف شبابنا يجب أن تكون جرس إنذار يوقظ الضمير المؤسساتي، فالأمر لم يعد يتعلق فقط بأرقام وإحصائيات، بل أضحى يتعلق بأرواح بشرية وبمستقبل وطن، داعيا إلى فتح حوار وطني عاجل مع جميع المتدخلين، والخروج بخارطة طريق واضحة المعالم، لوضع حل شامل لمستقبل شبابنا.
وخلص الموساوي، إلى أن بلادنا التي نجحت في إطلاق مشاريع كبرى وطموحة، قادرة بكل تأكيد على إيجاد حلول جذرية لهذه المعضلة، شريطة توفر الإرادة السياسية الحقيقية والشجاعة في مواجهة مثل هذه التحديات.
تعليقات
0