بعد تواصله على مدى ثلاثة أيام، في حضن “مركز العالية بمدينة المحمدية”، اختتمت “جمعية الشعلة للتربية والثقافة”، صباح الأحد 24 نونبر 2024، فعاليات “الملتقى الوطني للشباب والإبداع”، الذي نظمته، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب، حيث جمع شبابا من مختلف أنحاء المغرب في تجربة فريدة تجمع بين الإبداع، التكوين، والنقاش الفكري.
وقد تم افتتاح الملتقى بكلمة ألقاها رئيس الجمعية، ذ. سعيد العزوزي، أكد فيها على الدور الريادي للجمعية في تمكين الشباب، وإيجاد فضاءات تُعزز من إبداعهم وتُنمي مواهبهم، موضحا أن الملتقى “يمثل منصة حيوية تتيح للشباب التعبير عن ذواتهم وإطلاق طاقاتهم الكامنة”، فيما شدد على “أن الإبداع ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو أداة فعالة للتغيير الإيجابي وبناء مستقبل قائم على قيم الحرية والتعددية”.
ولم تفت رئيس الجمعية الإشارة بالتالي إلى أن هذه المبادرة “تُعد فرصة للاحتفاء بالشباب باعتبارهم عماد المستقبل، والمكون الأساسي للرأسمال البشري، القادر على صياغة الحاضر واستشراف المستقبل”، وأضاف أن “الجمعية تُولي اهتماما خاصا لدعم طموحات وأحلام الشباب، إيمانا منها بأهمية دورهم في بناء مجتمع متماسك ومتطور”، بينما أبرز مدى نجاح الملتقى في خلق مساحة حوار وتواصل للشباب المغربي، أكد التزام الجمعية بمواصلة دعمها لبرامج تعزيز حضور الشباب الفاعل في المجتمع.
ويشار إلى أن “ملتقى الشباب والإبداع” واصل تقديم ورشات غنية ومتنوعة، فتحت آفاقًا جديدة للمشاركين وعمقت شغفهم بالفن والإبداع، ومن ذلك ورشة التواصل الرقمي وصناعة المحتوى التي أشرف عليها ذ. عدنان، تلقى فيها الشباب توجيهات “عملية حول كيفية استغلال منصات التواصل الاجتماعي بذكاء لنشر محتوى هادف ومؤثر”، حيث تركزت الورشة على “تطوير مهارات التخاطب مع الجمهور ونشر القيم الإنسانية، مع التأكيد على الالتزام بالأخلاقيات المهنية، ما جعلها تجربة تمزج بين الإبداع والتكنولوجيا في خدمة قضاياهم”.
أما في ورشة المسرح، التي قادها المخرج إدريس كصرى، فعاش المشاركون خلالها “تجربة فريدة لاكتشاف الذات عبر تقنيات التعبير الصوتي وحركات الجسد”، إذ “تحولت خشبة المسرح إلى مساحة للتعبير عن الأفكار والمشاعر، تمكن الشباب فيها من توظيف لغة المسرح للتعبير عن رؤاهم ونقل رسائلهم الإبداعية إلى الجمهور”، كما استكشف المشاركون في ورشة التعبير الجسدي، التي أطرها ذ. حمزة نيكرو، إمكانيات لغة الجسد في إيصال الأفكار والمشاعر”، حيث حظي المشاركون الشباب ب “تمارين تعبيرية وحركية أتاحت لهم التعبير عن ذواتهم بطرق جديدة ومبتكرة”، مؤكدين أن “الجسد يمكن أن يكون أداة فعّالة للتواصل الفني والإنساني”.
أما في عالم الموسيقى، فقد أبحر الشباب مع الفنان عبد الرحيم بهيجة في “رحلة إبداعية إلى فن التلحين والعزف”، أطلق المشاركون العنان لأناملهم وإحساسهم لتكوين ألحان عكست أحلامهم وتجاربهم، مما حول الورشة إلى “تجربة نابضة بالحياة والشغف”.
وفي ليالي الملتقى، تحول مركز العالية إلى مسرح نابض بروح الإبداع، وضمن ذلك سهرة بعرض أفلام قصيرة أنجزها المشاركون في ورشة السينما، حيث “جسدت الشاشة قصصا مليئة بالمعاني والأمل”، تلت ذلك “لوحات فنية ومشاهد مسرحية تعبر عن حب الوطن والتطلع إلى المستقبل”، بينما أضافت الأنغام الموسيقية سحرا خاصا على الأمسية، وفي جانب آخر من الخشبة، حملت الحركات التعبيرية قصائد صامتة ولحظات احتفالية بروح الشباب ممن “اندمجت أحلامهم وطموحاتهم في عرض جماعي عبروا من خلاله عن هويتهم الإبداعية”.
ويذكر أن اليوم الأول من الملتقى قد خصص لجلسات نقاشية قدمت للمشاركين نظرة شاملة عن أهداف الملتقى وبرنامجه المتنوع، الذي يزخر بأنشطة فنية وورشات إبداعية تهدف إلى صقل المواهب الشبابية وتلبية تطلعاتها، قبل تحول الساحة الرئيسية إلى “فضاء يعج بالإبداع والحيوية، مزدانة بلافتات ولوحات فنية تعكس تنوع المواهب المشاركة”، فيما تم توفير أركان للنقاش الفكري والقراءة، ما جعل “الحدث يبدو كمهرجان ثقافي مصغر يعبر عن أهمية الفنون في بناء هوية الشباب وتعزيز ثقافتهم”.
تعليقات
0