أكد المستشار البرلماني عبد السلام بلقشور باسم الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس المستشارين، أن المغرب كما لا يخفى على أحد يعيش معضلة تتعلق بتدبير الموارد المائية في القطاع الفلاحي، وهي مسألة تتجاوز البعد التقني لتصبح قضية استراتيجية مرتبطة بالأمن المائي والغذائي، فالتحديات التي تواجه المدارات السقوية لم تعد مجرد إشكاليات تقنية بسيطة، بل أصبحت تهدد مباشرة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للمناطق القروية، ومناطق البعيدة عن النقط التي تُورد المياه من محطات تحلية المياه.
وشدد بلقشور، خلال جلسة الاسئلة الشفوية بمجلس المستشارين الثلاثاء 3 دجنبر 2024 على أن التغيرات المناخية قد فرضت واقعاً جديداً يتطلب مقاربة شاملة ومتكاملة، فالجفاف المتزايد والتراجع الملحوظ في منسوب المياه الجوفية يشكلان تحدياً حقيقياً يستدعي تدخلاً جذرياً، وأصبح من الضروري الانتقال من سياسات الإدارة التقليدية إلى استراتيجيات متطورة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة وإعادة هيكلة منظومة الري بأكملها، عن طريق الاستثمار الجدي في تقنيات الري الذكي باستخدام أنظمة الاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي لمراقبة استهلاك المياه بدقة متناهية. ووضع خريطة وطنية شاملة لإعادة توزيع المحاصيل بما يتناسب مع الواقع المناخي الجديد، مع التركيز على الأصناف المقاومة للجفاف والمستهلكة للمياه بشكل مكثف.
وشدد المستشار الاتحادي في تعقيبه على جواب وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية، أنه من المهم أيضاً إطلاق برنامج وطني لتأهيل المزارعين وتدريبهم على التقنيات الحديثة في الري والزراعة، مع توفير الدعم المالي والتقني اللازم، كما يجب وضع آليات فعالة لإعادة تدوير المياه والاستمرار في تنزيل برامج تحلية المياه.
واقترح بلقشور، في هذا السياق، التسريع بإحداث محطة تحلية مياه البحر بالوليدية بإقليم سيدي بالنور، قصد تجاوز إشكالية ضعف المخصصات المائية للقطاع الفلاحي بالمنطقة ومعالجة نقص المحاصيل الزراعية والمنتجات الفلاحية، وفق دينامية ترمي إلى الحفاظ على الموارد المائية الحالية على أمل احداث محطة التحلية.
وخلص، إلى أنه يجب الادراك بأن مسألة المياه في القطاع الفلاحي لم تعد مجرد موضوع إداري، بل هي رهان وطني يمس صميم الأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي. وبالتالي يجب وضع خطة طموحة تجمع بين الابتكار التكنولوجي والرؤية الاستشرافية، حفاظاً على مقدرات البلاد وضماناً لمستقبل آمن للأجيال القادمة.
تعليقات
0