شهدت سوريا تطورات دراماتيكية مع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وفراره، ما فتح فصلاً جديداً في تاريخ البلاد التي عانت لعقود من القمع والنزاع. وعلى وقع هذه الأحداث، تلاحقت التغيرات السياسية والإنسانية داخلياً وخارجياً.
أكثر من مئة غارة إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية في سوريا يوم الإثنين، كان أبرزها مركز البحوث العلمية في برزة بدمشق، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إلى أن الغارات تهدف إلى تدمير القدرات العسكرية السورية، في وقت يشهد انهياراً سياسياً غير مسبوق. في غضون ذلك، تدافع آلاف السوريين إلى محيط سجن صيدنايا السيئ الصيت في ريف دمشق، بحثاً عن أقارب معتقلين داخل السجن. مشاهد مؤثرة رسمتها طوابير السيارات التي امتدت لسبعة كيلومترات، وركّزت عمليات البحث على تحديد مصير المعتقلين بعد سنوات من الغموض.
في السياق الإقليمي، اعتبر وزير الداخلية الأردني مازن الفراية أن الظروف أصبحت مهيأة لعودة اللاجئين السوريين، معتبراً أن الاستقرار الأمني في سوريا يشجع على هذه الخطوة. أما دولياً، فقد أثار سقوط النظام السوري جدلاً واسعاً حول أوضاع اللاجئين في أوروبا. أعلنت دول أوروبية عديدة، منها ألمانيا والنمسا والسويد والنرويج، تعليق طلبات اللجوء للسوريين، متأثرة بصعود أحزاب اليمين المتطرف في الانتخابات الأخيرة.
على الصعيد السياسي، عبّر حزب البعث عن دعمه للمرحلة الانتقالية، مؤكدًا ضرورة الحفاظ على وحدة البلاد ومقدراتها. أما الأمم المتحدة، فقد دعت إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة خلال فترة حكم الأسد، مطالبة بحماية حقوق الأقليات وضمان عملية انتقال سياسي شاملة.
في غضون ذلك، طالبت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية السلطات السورية بضمان أمن منشآتها ومخزونها الكيميائي. وأثار تقدم القوات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل انتقادات واسعة، حيث وصفته الأمم المتحدة بأنه انتهاك لاتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974.
وسط هذه التغيرات، يبقى مستقبل سوريا مفتوحاً على احتمالات متعددة، بينما يستمر السوريون في مواجهة تحديات إنسانية وسياسية معقدة على طريق استعادة الأمن والاستقرار.
تعليقات
0