شهدت بورصة الدار البيضاء عامًا استثنائيًا في 2024، حيث حقق مؤشر “مازي” ارتفاعًا بارزًا بنسبة 22.16% ليصل إلى 14,773.19 نقطة، في دليل واضح على مرونة السوق وثقة المستثمرين المحليين والدوليين. ومع حجم تداول تجاوز 99 مليار درهم، شملت الإنجازات أداءً مذهلًا لقطاعات مثل العقارات (+222.35%) والصحة (+112.1%).
وفي المقابل، لم تخلُ سنة 2024 من تحديات واضحة أثرت على بعض القطاعات الحيوية. سجلت قطاعات الاتصالات (-17.99%) والصناعة الصيدلية (-3.02%) والأجهزة والخدمات الحاسوبية (-0.94%) تراجعات ملحوظة، مما يشير إلى تفاوت في الأداء ويدعو إلى تعزيز استراتيجيات التكيف في هذه المجالات.
عام 2024 كان أيضًا عامًا حافلًا بإطلاق مشاريع مالية جديدة، من بينها زيادات رأس المال لخمس شركات كبرى وإدراج مجموعة CMGP، التي حققت طلبًا قياسيًا تجاوز 40 مليار درهم، مما يجعلها ثالث أكبر عملية إدراج في تاريخ البورصة. لكن في المقابل، شهدت السوق شطب شركة Timar بعد عرض عمومي إجباري للسحب، في إشارة إلى التحديات التي تواجهها بعض الشركات في الحفاظ على استمراريتها.
على صعيد الابتكار، عززت بورصة الدار البيضاء مكانتها بإطلاق منصات رقمية وتطبيقات تعليمية جديدة، بهدف جذب المستثمرين وتحفيز الأفراد على تنويع مدخراتهم. كما يمثل إطلاق السوق الآجلة خطوة استراتيجية نحو تعزيز ديناميكية السوق وتلبية توصيات النموذج التنموي الجديد.
ومع هذه الإنجازات البارزة، يظل تحقيق التوازن بين التنوع القطاعي وتعزيز مرونة القطاعات المتراجعة ضرورة أساسية، لضمان استدامة الزخم التصاعدي وتحقيق طموح المغرب كمركز مالي إقليمي مرجعي.
تعليقات
0