حذرت منظمة الصحة العالمية من زيادة “مثيرة للقلق” بنحو 45 مرة، في حالات الإصابة بالحصبة في أوروبا العام الماضي، يأتي هذا تزامناً مع إعلان مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة المغربية أن داء الحصبة (بوحمرون) تحول إلى وباء في البلد، مسجلاً عشرات الوفيات وآلاف الإصابات.
فقد صرح محمد اليوبي، مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بأن الوضع الوبائي الحالي للحصبة “بوحمرون” في المغرب يُعتبر “غير طبيعي”، حيث تحول المرض إلى وباء واسع الانتشار.
وأشار إلى تسجيل حوالي 25 ألف إصابة و120 حالة وفاة منذ شتنبر 2023، معظمها بين الأطفال، وهي أرقام تفوق بكثير ما كان يُسجل في السنوات الماضية، حيث لم تتجاوز الإصابات ثلاث إلى أربع حالات سنويًا.
ولمواجهة الوضع الوبائي الجديد، شرعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في تنفيذ خطة طارئة لمواجهة تفشي الوباء وذلك بعد تسجيل ارتفاع غير مسبوق في عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن هذا المرض.
وقد تم تسجيل إصابات بين الأطر الصحية والطبية العاملة في الصفوف الأمامية نتيجة انتقال العدوى من المرضى، مما دفع الوزارة إلى إعطاء الأولوية لتلقيح هذه الفئة لحمايتها وتعزيز قدرتها على مواصلة مكافحة الوباء.
وحسب مصادر صحية، فقد تم توجيه مراكز التلقيح لاستقبال البالغين الراغبين في الحصول على التطعيم ضد الحصبة، سواء بهدف الوقاية من الإصابة أو لتعزيز المناعة ضد المرض. وأكدت الوزارة أن التلقيح يظل اختياريًا وليس إلزاميًا بالنسبة للبالغين، مما يتيح الفرصة لكل من يرغب في حماية نفسه من هذا الوباء الذي ينتشر بسرعة كبيرة بين الأفراد.
هذا الانتشار السريع للوباء أثار حالة من القلق والترقب بين صفوف المواطنين والمهنيين الصحيين، خاصة في ظل قدرة المرض على الانتقال بسهولة بين الأشخاص وإحداث مضاعفات صحية خطيرة، لا سيما لدى الفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة. وقد حذرت وزارة الصحة من تفاقم الوضع في حال عدم اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لاحتواء الوباء.
في هذا الإطار، أكد اليوبي أن الوزارة تعمل على تعزيز آليات المراقبة الوبائية وتوسيع نطاق حملات التلقيح، مع التركيز بشكل خاص على المناطق التي تشهد أعلى معدلات انتشار للمرض. كما دعا إلى تعزيز التعاون بين جميع الجهات المعنية، بما في ذلك المؤسسات الصحية والمنظمات المدنية، لضمان استجابة شاملة وفعالة لمواجهة هذا التحدي الصحي الخطير.
تعليقات
0