في خطوة جديدة ضمن اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه برعاية أميركية وقطرية ومصرية، سلّمت حركة حماس يوم السبت أربع رهائن إسرائيليات إلى الصليب الأحمر في قطاع غزة. وجاءت هذه الخطوة كجزء من الاتفاق الذي ينص على الإفراج لاحقًا عن قرابة 200 معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية. وأعلن الجيش الإسرائيلي لاحقًا عن استلام الرهينات الأربع، وهنّ مجندات إسرائيليات تم اختطافهن خلال الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وتمت عملية التسليم في إحدى ساحات مدينة غزة وسط حضور آلاف الأشخاص، حيث صعدت الرهينات الأربع على منصة أقيمت خصيصًا لهذه المناسبة، ورُفعت أذرعهنّ تحية للحاضرين. وقد انتشر في المكان عناصر من كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بحضور مسلحين يرتدون الزي العسكري الكامل ويحملون أسلحة مختلفة.
وكانت هذه الدفعة الثانية من التبادل بعد أسبوع على بدء تطبيق الاتفاق، حيث شملت الدفعة الأولى الإفراج عن ثلاث إسرائيليات مقابل قرابة 90 معتقلًا فلسطينيًا.
وأكد قيادي كبير في حماس لوكالة فرانس برس أن عملية التسليم تمت في تمام الساعة 11:00 صباحًا (9:00 بتوقيت غرينتش)، مشيرًا إلى أن الرهينات الأربع في “صحة جيدة”.
ومن بين المعتقلين الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم، هناك 120 معتقلًا يقضون أحكامًا بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية، وفقًا لمصادر فلسطينية.
ومن المقرر أن يتم إطلاق سراح أقدم معتقل فلسطيني، محمد طوس، البالغ من العمر 69 عامًا، والذي يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة منذ عام 1985.
وقد عمّت أجواء الفرح “ساحة الرهائن” في تل أبيب، حيث تجمّع حشد من الإسرائيليين للترحيب بعودة الرهينات الأربع إلى أراضيهم. وأصدر “منتدى عائلات الرهائن” بيانًا رحب فيه بالإفراج عن الرهينات بعد 477 يومًا من الاحتجاز، مؤكدًا أن “أمة برمتها ناضلت من أجلهن وتنتظر بقلق عودتهن إلى أحضان عائلاتهن”.
ويأتي هذا التبادل في إطار اتفاق الهدنة الذي ينص على وقف الأعمال القتالية وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في قطاع غزة. وتشمل المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تمتد على ستة أسابيع، الإفراج عن 33 رهينة من غزة مقابل نحو 1900 معتقل فلسطيني.
من جهة أخرى، أكد عضو المكتب السياسي في حماس أن لجنة مصرية-قطرية ستشرف على عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله، وذلك بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم. وأشار إلى أن هذه الخطوة ستسمح بعودة آلاف النازحين إلى منازلهم، رغم أن العديد منهم سيجدون أنقاضًا بدلًا من المساكن التي غادروها.
يذكر أن الهجوم الذي نفذته حماس في تشرين الأول/أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1210 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لتقديرات وكالة فرانس برس. كما تم اختطاف 251 شخصًا، لا يزال 91 منهم محتجزين في قطاع غزة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أو وفاة 34 منهم.
وفي الوقت الذي تستمر فيه الهدنة، عاد عدد كبير من النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم، بينما دخلت آلاف شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مما أتاح بعض الراحة للسكان الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة.
وتظل الأجواء مشحونة بالترقب، حيث يتطلع الجانبان إلى تنفيذ المراحل اللاحقة من الاتفاق، بينما تواصل عائلات الرهائن المتبقين الضغط من أجل الإفراج عن أحبائهم، سواء كانوا أحياء أو ضحايا.
تعليقات
0