في حديث عابر مع الزميل عبد الحميد جماهري، المحلل السياسي ومدير جريدة الاتحاد الاشتراكي، حول لجوء بعض الصحفيين إلى استعمال الذكاء الاصطناعي لتحرير مقالات أو أعمدة ونشرها على صفحات جرائد أو مواقع إلكترونية ونسبها لهم، طرح تساؤلا منطقيا ” هل يسقط الذكاء الاصطناعي صفة صحفي عن بعض المنتسبين للقطاع؟|
شخصيا أعتبر أن التساؤل في محله لأنه بالفعل وأمام الحالات المتكررة التي نعيشها لابد أن نتساءل هل يفقد الصحفيون هويتهم مع الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي؟
ففي ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، أصبح الذكاء الاصطناعي أداة شائعة في العديد من المجالات، بما في ذلك الصحافة. ومع ذلك، فإن الاعتماد المفرط على هذه التقنية يطرح تساؤلات حول دور الصحفيين وقيمتهم المضافة في عصر التكنولوجيا.
وبدافع الفضول وحب المعرفة، سألت “الشات جي بي تي” عن هذا الموضوع فكان هذا جوابه:
” إذا كان بعض الصحفيين يعتمدون بشكل كلي على الذكاء الاصطناعي لإنشاء المحتوى، من خلال نسخ المقالات وإعادة صياغتها دون بذل جهد حقيقي، فما هي القيمة التي يقدمونها؟ وهل يمكن أن يسقط عنهم هذا الاعتماد صفة “صحفي”؟
الصحافة، في جوهرها، هي مهنة تعتمد على البحث، التحليل، والإبداع. الصحفي الحقيقي لا يكتفي بنقل المعلومات، بل يضيف إليها رؤيته الخاصة، تحليلاته العميقة، وقدرته على التفاعل مع المجتمع. أما الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لإعادة صياغة المحتوى دون إضافة قيمة حقيقية، فإنه يحول الصحفي إلى مجرد وسيط تقني، يفقد بذلك جوهر المهنة.
القيمة المضافة التي يجب أن يقدمها الصحفي تتجاوز مجرد نقل المعلومات. فهي تشمل التحقيق في القضايا الخفية، تقديم تحليلات معمقة، والتفاعل مع الجمهور لفهم احتياجاته. الصحفي الذي يعتمد فقط على الذكاء الاصطناعي لإعادة صياغة المحتوى يفقد هذه العناصر الأساسية، مما يجعله بعيدًا عن روح المهنة.
في النهاية، الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مساعدة للصحفيين، ولكن لا يمكن أن يكون بديلًا عن الجهد البشري والإبداع.
الصحافة الحقيقية تتطلب تفاعلًا إنسانيًا، تحليلًا نقديًا، ومسؤولية أخلاقية، وهي عناصر لا يمكن للذكاء الاصطناعي تقديمها. لذلك، فإن الاعتماد المفرط على هذه التقنية قد يسقط عن الصحفيين صفتهم الحقيقية، ويجعلهم مجرد ناقلين للمعلومات بدلًا من كونهم صناعًا لها.”
هكذا تحدث الذكاء الاصطناعي عن الصحفيين الذين تحولوا إلى مجرد ناقلين لتنتفي عنهم صفة المهنية، و هو يذكرنا بأهمية الحفاظ على الجوهر الإنساني للصحافة في عصر التكنولوجيا المتقدمة، وأن الذكاء الاصطناعي يجب أن يظل أداة مساعدة وليس بديلًا عن الإبداع والتحليل البشري.
تعليقات
0