غضب الاستقلاليون بمجلس المدينة بعد انتخاب مستشار من الاتحاد الاشتراكي نائبا لرئيس مقاطعة سيدي عثمان

جواد رسام الإثنين 3 مارس 2025 - 18:10 l عدد الزيارات : 65572

شهد مجلس مدينة الدار البيضاء حالة من الغضب داخل الفريق الاستقلالي، وذلك على خلفية انتخاب مستشار من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية نائبا لرئيس مقاطعة سيدي عثمان خلفًا للراحل عبد الحق مبشور، بعدما كان الحزب يطمح إلى منح هذا المنصب لإحدى عضواته. هذا القرار، الذي دعمه أغلب مكونات المجلس، اعتُبر خذلانًا من حلفائهم في حزب التجمع الوطني للأحرار، مما زاد من توتر العلاقات داخل التحالف الثلاثي الذي يجمع الأحرار، الاستقلال، والأصالة والمعاصرة.

تحالفات المقاطعات.. منطق الكفاءة والعلاقات المحلية

رغم التوافق الحكومي بين هذه الأحزاب على المستوى المركزي، إلا أن التحالفات في المقاطعات غالبًا ما تُبنى على اعتبارات محلية بحتة، حيث يطغى عليها منطق الكفاءة، العلاقات المشتركة بين المستشارين، وقرب المرشح من سكان المنطقة، بدلًا من الالتزام الصارم بالتحالفات الحزبية. وقد أثبتت التجربة أن هذا النهج هو الأكثر واقعية، إذ لم ينجح التحالف الثلاثي في تحقيق انسجام كامل على مستوى المجالس المحلية، مما أدى إلى صراعات دائمة واحتجاجات متكررة بين مكوناته.

كفاءة المستشار المنتخب عامل حاسم في القرار

أحد العوامل الأساسية التي جعلت أغلب المستشارين يدعمون المرشح الفائز، الأستاذ الجامعي عبد اللطيف مستكفي، هو كفاءته الأكاديمية ومكانته داخل المنطقة. فبالإضافة إلى كونه أستاذا جامعيا، فإنه يعد أحد أبناء الحي، ورئيس فريق كرة القدم معروف محليًا، كما أنه فاعل جمعوي نشط، وهو ما جعله يحظى بثقة أغلبية المستشارين، بغض النظر عن انتمائه الحزبي. كما أن مستكفي يشغل منصب الكاتب الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهو ما يعزز حضوره السياسي داخل المنطقة.

التحالف الثلاثي.. فشل محلي؟

تُظهر هذه الواقعة مجددًا حجم التشتت داخل التحالف الثلاثي في مجلس المدينة، حيث تتكرر الصراعات بين مكوناته، مما يعرقل عمل المجلس في كثير من الأحيان. وبينما يظهر ان هذا التحالف نجح شكليا و نسبيًا على المستوى المركزي (الحكومة)، إلا أنه يواجه تحديات كبرى في الأحياء والمقاطعات، حيث يبدو أن الالتزام الحزبي لم يعد كافيًا لحسم المناصب، بل أصبحت معايير الكفاءة والعلاقات المحلية هي العامل الحاسم.

أسئلة تطرح نفسها

هل سيؤثر هذا القرار على تماسك التحالف الثلاثي داخل مجلس المدينة؟

هل يستمر حزب الاستقلال في التنسيق مع الأحرار رغم هذا الخلاف؟

إلى أي مدى يمكن أن تؤثر الكفاءة والعلاقات المحلية على مستقبل التحالفات الحزبية بالمقاطعات؟

تبقى الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن مدى قدرة التحالفات السياسية على الصمود أمام الحسابات المحلية، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات بين مكوناته داخل مجلس المدينة.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 22:21

‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬شهادة‭ ‬حياة،‭ ‬لأنه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يسلمها‮!‬

الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 12:05

المعارضة الاتحادية تسائل وزير الشغل والإدماج الاقتصادي حول التكوين المستمر لفائدة الأجراء وظروف تشغيل عمال البستنة

الإثنين 30 يونيو 2025 - 19:34

بعزيز يطرح عدم مثول رئيس الحكومة أمام البرلمان للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالسياسات العامة

الإثنين 30 يونيو 2025 - 12:58

لشكر: أكادير عبر التاريخ لعبت أدوارا مهمة ومستقبلها مرتبط برؤية متكاملة تراعي العدالة المجالية

error: