- أحمد بيضي
في إطار احتفالها بالذكرى الخمسين لتأسيسها، أطلقت “جمعية الشعلة للتربية والثقافة” مشروعها الثقافي الوطني “رمضان الشعلة الثقافي”، وهو مبادرة تهدف إلى تعزيز الحراك الثقافي بين الشباب المغربي على مدار شهر رمضان، ويمتد هذا المشروع عبر 50 فرعا للجمعية في مختلف ربوع المملكة تحت شعار “الشباب والأسئلة الثقافية لمغرب اليوم”، ما يعكس رغبة الجمعية في تحفيز النقاش حول القضايا الثقافية والفكرية الراهنة التي تهم الأجيال الجديدة، من خلال عمل متسلح برؤية تستهدف إشراك الشباب في النقاش الثقافي وتعزيز دورهم في رسم معالم مغرب أكثر انفتاحا وإشراقا، وأكثر تفاعلا مع ما يعتبر المسألة الثقافية جزءً لا يتجزأ من التفكير الجمعوي.
يأتي هذا البرنامج الثقافي ليشكل فضاءً للحوار والتفاعل بين الشباب ونخبة من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي، حيث سيتم تنظيم ندوات فكرية ولقاءات مفتوحة تسلط الضوء على مواضيع محورية مثل دور الثقافة في تشكيل وعي الشباب، والعلاقة بين التراث والحداثة، وسبل تجديد الفكر الثقافي المغربي في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم، كما يتضمن البرنامج أمسيات شعرية وقراءات قصصية تسلط الضوء على الإبداع الأدبي، إلى جانب عروض مسرحية تناقش قضايا الإنسان المغربي بعمقها الاجتماعي والثقافي، فيما سيكون للفنون التعبيرية حضورا في هذا الحدث، حيث ستُقام أمسيات موسيقية وفنية تهدف إلى إعادة الاعتبار للجمال كقيمة إنسانية جامعة.
ويعد “رمضان الشعلة الثقافي” فرصة حقيقية للاحتفاء بالثقافة والمثقفين، ومنصة للحوار والتفكير تلتقي فيها الفنون بالفكر، في مشهد يجسد الدينامية الثقافية التي تسعى الجمعية إلى ترسيخها لدى الشباب المغربي، مع الإشارة إلى أن المجلس الوطني للشعلة، خلال دورته العادية المنعقدة بمدينة المحمدية يومي 22 و23 فبراير المنصرم، قد دعا جميع الفروع إلى المشاركة الفعالة في تفعيل خيارات البرنامج الوطني التعاقدي لسنة 2025، بما في ذلك المبادرات الثقافية الكبرى والاحتفال بالذكرى الخمسين، وذلك تأكيدا على التزام الجمعية المستمر بقضايا الطفولة والشباب وتعزيز العمل الجمعوي التطوعي.
وفي سياق متصل، تستعد “جمعية الشعلة للتربية والثقافة” لتنظيم حفل تأبيني للشاعر المغربي الراحل محمد عنيبة الحمري، وذلك بدار الشباب الحي المحمدي، في مكان يحمل رمزية خاصة لارتباطه بمسيرة الراحل الثقافية، حيث كان يصدح بقصائده في العديد من المناسبات الأدبية التي احتضنتها هذه الدار، وسيشهد هذا التأبين حضور أجيال مختلفة من أصدقائه وزملائه ومحبيه، إلى جانب عائلته وجيرانه، في لحظة وفاء وتقدير لمسار إبداعي أثرى المشهد الثقافي المغربي، بهذه الدينامية الثقافية المتجددة، تواصل جمعية الشعلة مسيرتها الممتدة لخمسين عاما في خدمة الثقافة والتربية.
تعليقات
0