إبراهيم الراشدي يوجه انتقادات لاذعة للحكومة حول التضخم والصحة والتهميش السياسي

أنوار بريس الإثنين 17 مارس 2025 - 18:28 l عدد الزيارات : 133538

وجه المحامي وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، إبراهيم الراشدي، انتقادات حادة لأداء الحكومة الحالية، محملاً إياها مسؤولية الإخفاق في مواجهة التضخم والبطالة، إلى جانب تهميش المعارضة. جاء ذلك خلال استضافته في برنامج «Le Debrief» على قناة «ميدي 1 TV»، حيث سلط الضوء على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المغاربة خلال شهر رمضان، معتبراً أن الحكومة أدخلت المواطنين في حالة من خيبة الأمل بسبب فشلها في ضبط الأسعار وحماية القدرة الشرائية.

وأكد الراشدي أن الحكومة الحالية أدخلت المغاربة في حالة خيبة أمل بسبب فشلها في الحد من التضخم والبطالة، وفشلها في حماية صحة المواطنين. وأشار إلى أن تأثير ذلك ظهر جليًا على الحياة اليومية للمغاربة، خاصة خلال شهر رمضان، حيث شهدت الأسعار ارتفاعًا صاروخيًا في كل شيء، قبل أن تتراجع نسبيًا مع هطول الأمطار الأخيرة واتخاذ جلالة الملك قراره التاريخي بالتخلي عن شعيرة الأضحية لهذه السنة، مما ساهم في الحد من أثر ارتفاع الأسعار.

وعن أداء الحكومة، استذكر الراشدي تصريحًا لرئيس الحكومة عزيز أخنوش في أكادير، حيث تفاخر بأن “الحكومة الحالية فعلت في 3 سنوات ما لم تفعله جميع الحكومات التي سبقتها في 10 سنوات”. إلا أن الراشدي أشار إلى أن الحكومة غفلت عن العديد من التحديات التي لن تكفيها حتى 3 سنوات للتغلب عليها، مشيرًا إلى ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه، والتي تعد موادًا أساسية في أطباق المغاربة، حيث يباع الجزر للمستهلك بــ 10 دراهم للكيلوغرام في الدار البيضاء، بينما لا يتجاوز سعره في سوق الجملة 3 دراهم.

وأضاف الراشدي أن المغاربة يعيشون في وضع كارثي نتيجة للتضخم الذي بلغ 12.2٪، معتبرًا أن هذا يعزز ضرورة ممارسة الحق في معارضة سياسات الحكومة. وأشار إلى أن معدل التضخم بين عامي 2012 و2022 تراوح بين 0.2٪ و1.6٪ في المتوسط، إلا أنه قفز إلى 6.3٪ بين 2022 و2023، ثم إلى 12.5٪ للمنتجات الغذائية في 2024. وانتقد الراشدي التبريرات الحكومية التي تعزو الأزمة إلى جائحة “كوفيد” والحرب في أوكرانيا والجفاف، مؤكدًا أن دور الوسطاء (الشناقة) ساهم في تضييق الخناق على المواطن.

وعن النظام الصحي المغربي، أشار الراشدي إلى أن 85٪ من المغاربة لا يثقون في النظام الصحي العمومي، حيث يتعين الانتظار حتى 6 أشهر لتحديد موعد للفحص. وأكد أن المغرب يعاني من نقص حاد في عدد الأطباء، حيث يبلغ عددهم 7 أطباء لكل 10 آلاف نسمة، مقارنة بتوصيات منظمة الصحة العالمية التي تنصح بـ 15.3 طبيبًا لنفس العدد. وأضاف أن عدد الأطباء المغاربة الممارسين في فرنسا يقترب من 15 ألف طبيب، وهو ما يشكل نقصًا كبيرًا في القوى العاملة الطبية في المغرب.

وعن دور المعارضة، أكد الراشدي أن الحكومة تهمش المعارضة وتحد من دورها، مشيرًا إلى أن الوقت المسموح لأعضاء المعارضة للتحدث في البرلمان قد لا يتجاوز الدقيقة. وأشار إلى أن دور المعارضة يكمن في كبح جماح الحكومة ومراقبة أدائها، إلا أن الممارسات الحالية تقيد هذا الدور. وأكد أن المعارضة تعمل على تشكيل تنسيق متقدم مع أحزاب المعارضة الأخرى لبناء حائط صد قوي يمكنها من ممارسة دورها بفعالية.

وختم الراشدي حديثه بالتأكيد على أن المغاربة يعيشون في ظل تحديات اقتصادية واجتماعية وصحية كبيرة، داعيًا إلى ضرورة إصلاحات جذرية لتحسين الأوضاع وتلبية تطلعات المواطنين.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 10 يونيو 2025 - 23:05

نزع الملكية بين ظاهر القانون وباطن السلطوية يطرح لنا سؤال من يحكم الدار البيضاء فعلا؟

الثلاثاء 10 يونيو 2025 - 20:29

نارسا تفعل رصد مخالفات السير في الاتجاهين

الثلاثاء 10 يونيو 2025 - 20:12

طنجة المتوسط: انطلاق عملية “مرحبا 2025” لاستقبال المغاربة المقيمين بالخارج

الثلاثاء 10 يونيو 2025 - 20:08

انعقاد المؤتمر السابع لكبار ضباط الصف في الدول الأفريقية بالرباط

error: