“صرخة معاق” .. وقفة احتجاجية لآباء وأصدقاء الأطفال المعاقين ذهنياً بالدار البيضاء

نظمت جمعية آباء وأصدقاء الأطفال المعاقين ذهنيا بالدار البيضاء ، للمرة الخامسة، وقفة احتجاجية بمدينة الدار البيضاء، تنديداً بتملص الجهات المسؤولة من دعم الجمعية، الأمر الذي أدى إلى توقف أجور الأطر التربوية والمساعدة، وعمال المطبخ، وسائقي حافلات نقل الأطفال، لمدة ستة أشهر متواصلة.
يعيش العاملون بالجمعية وضعية صعبة بسبب تأخر صرف مستحقاتهم، وهم الذين يعيلون أسرهم من هذه المهنة الشاقة التي تتطلب مجهودا كبيرا في رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصا أنهم يعانون من إعاقات ذهنية تستدعي عناية خاصة وتأهيلا مستمرا.

وفي هذا السياق، عبّر علي رضوان، رئيس الجمعية، عن استنكاره لغياب الدعم الحكومي، محذرا من خطورة الوضع إذا لم يتم إيجاد حلول عاجلة. وأعلن أنه في حال استمرار التجاهل، ستنظم الجمعية وقفة احتجاجية أمام مقر الولاية، يليها تصعيد أكبر بتنظيم مسيرة نحو الرباط بمشاركة حوالي 1000 شخص للمطالبة بحقوق هذه الفئة الهشة.

و لقد شهدت الوقفة مشاركة قوية من الأمهات اللاتي عبرن عن قلقهن الشديد إزاء احتمال توقف خدمات الجمعية، مما يعني حرمان أبنائهن من الرعاية والتعليم، وتعريضهم لخطر التشرد والاستغلال والانتهاكات الجسدية والنفسية.

وقالت إحدى الأمهات، وهي نائبة رئيس الجمعية، إنها لا تفهم كيف يمكن للدولة أن تتخلى عن مسؤوليتها تجاه هؤلاء الأطفال الذين يعتمدون على الجمعية في كل جوانب حياتهم. وطالبت بتدخل عاجل لحماية حقوق أبنائها، مؤكدة أن هذه الفئة ليست عبئًا، بل مسؤولية يجب على الدولة تحملها.

أما أم أخرى محتجة، فقد رفعت نداء مؤثرا إلى جلالة الملك، تطلب فيه تدخله المباشر لإنقاذ هؤلاء الأطفال من المصير المجهول الذي ينتظرهم إذا استمر إهمال ملفهم. وأكدت أن الجمعية هي الملاذ الوحيد لأطفالهم، خصوصا في ظل رفع الوزارة يدها عن دعم تعليم الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية، وتفويض الأمر إلى الجمعيات التي تواجه صعوبات مالية خانقة.
و مع تصاعد الاحتقان، يتساءل المحتجون عن مصير هذه الفئة الهشة في غياب أي تدخل رسمي، ويؤكدون أن مواصلة النضال والاحتجاج ستبقى الخيار الوحيد أمامهم ما لم تتحرك الجهات المعنية لإنقاذ هؤلاء الأطفال.

وتظل صرخة الأمهات وأصوات الأطر التربوية والعاملين نداء ملحا لكل المسؤولين، بأن كرامة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وحقهم في التعليم والرعاية ليست قضية هامشية، بل مسؤولية مجتمعية ووطنية يجب أن تتصدر أولويات الدولة.