بعد أسابيع من الاحتقان والمعاناة التي عاشها المرضى الخاضعون للعلاج من الإدمان بمراكز طنجة وتطوان بسبب انقطاع دواء “الميثادون”، بدأت الأزمة تشهد انفراجًا مع وصول الدفعة الأولى من الدواء، مما يؤكد فعالية التحركات التي قادتها الفيدرالية الديمقراطية للشغل. هذا التطور يأتي بعد احتجاجات واسعة نظمها المرضى في الشارع العام، بسبب الآلام الشديدة الناجمة عن حرمانهم من الجرعات الضرورية التي كانوا يتلقونها ضمن بروتوكول العلاج الطبي.
وكانت المراكز الصحية المختصة قد عاشت خلال الأسابيع الماضية وضعًا متأزمًا، حيث وجد مهنيو الصحة أنفسهم في مواجهة مباشرة مع مرضى في حالة اضطراب شديد نتيجة التوقف المفاجئ عن تناول الدواء، مما عرضهم لمخاطر العنف والاعتداءات المتكررة. وقد حذرت النقابة الوطنية للصحة العمومية، العضو المؤسس للفيدرالية الديمقراطية للشغل، من تفاقم الوضع، مشيرةً إلى أن الأطر الصحية في المراكز الخمس بالجهة تُركوا يواجهون وضعًا خطيرًا دون أي حماية فعلية، مما أثر على استمرارية العمل وسلامة المرافق الصحية.
ورغم الجهود التي بذلتها الأطر الطبية للتعامل مع الأزمة بوسائل علاج بديلة، إلا أن محدودية هذه الحلول جعلت الحاجة إلى تزويد المراكز بالدواء أكثر إلحاحًا. ومع تصاعد الضغط النقابي والاحتجاجات، تحركت الجهات المسؤولة أخيرًا لتزويد المراكز بالدفعة الأولى من الدواء، وهو ما يشكل خطوة أولى نحو إنهاء الأزمة، في انتظار توفير إمدادات كافية لضمان عدم تكرار هذا الانقطاع مستقبلاً.
وقد جددت الفيدرالية الديمقراطية للشغل دعوتها للوزارة الوصية إلى تحمل مسؤولياتها كاملة لضمان استمرارية التزويد بالدواء، وتأمين بيئة عمل آمنة للعاملين في المراكز الصحية، وتوفير الحماية اللازمة لهم، مؤكدةً تضامنها المطلق مع الأطر الطبية التي واجهت هذه الأزمة في ظروف صعبة.
تعليقات
0