- أحمد بيضي
بعد ثلاثة عشر يوما من البحث المضني والمستمر، تحولت أنظار سكان مدينة خنيفرة، مساء الاثنين 31 مارس 2025 (أول أيام عيد الفطر)، صوب منطقة “تويرس” على مستوى “مزديلفان” التابعة لجماعة لهري، حيث تم العثور على جثة الطفل محمد الراجي، الذي كان مفقودا في مياه نهر أم الربيع، منذ عشية الأربعاء 19 مارس 2025، وعلى الفور، تم إشعار الجهات المعنية بالعثور على الجثة، مما أدى إلى حضور كثيف لعناصر الوقاية المدنية والدرك والقوات المساعدة والسلطات المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى توافد عدد كبير من المواطنين الذين تابعوا بقلوب واجفة تفاصيل انتشال الجثمان.
وجاء العثور على الجثة بعد أن رصدها أحد المواطنين عن طريق الصدفة، وفق المعلومات الأولية، ليتم على الفور انتشالها ونقلها إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الإقليمي لخنيفرة، وفق الإجراءات القانونية والطبية المعمول بها تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وبينما خيم الحزن العميق على أسرة الطفل المكلومة وأهالي المنطقة، كان هناك نوع من الارتياح وسط الجميع لإمكانية تمكين والدته وأسرته من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه ودفنه وفق التقاليد المتبعة، وقد عاش المستشفى المذكورة وضعية استثنائية من التأثر العميق الذي تضاعف أمام الحالة التي كان عليها أفراد أسرة الطفل.
ويذكر أنه منذ لحظة وقوع الحادث بالقرب من “القنطرة القديمة” المحاذية لقصبة موحى وحمو الزياني، ظلت الجهود متواصلة من قبل فرق الوقاية المدنية، التي استعانت بفرق الغطاسين والضفادع البشرية، إلى جانب متطوعين بذلوا جهودا حثيثة في البحث عن الجثمان المفقود، ورغم الصعوبات الكبيرة التي واجهت عمليات البحث، بما في ذلك حمولة المياه والتلوث الناجم عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة، فضلا عن التيار الجارف الذي أبعد الطفل عن موقع سقوطه، لم تتوقف المحاولات حتى اليوم الذي تم فيه العثور على الجثة، وتنتهي فصول هذه الحادثة الأليمة التي لقيت صدمة كبيرة للرأي العام المحلي والوطني.
وفي خضم هذه الأحداث المؤلمة، كان عامل إقليم خنيفرة، محمد عادل إهوران، يوم الاثنين 24 مارس 2025، قد قام بزيارة مفاجئة إلى موقع الحادث، مرفوقًا برئيس الشؤون الداخلية وباشا المدينة، حيث عاين عمليات البحث وقدم تعازيه الحارة لعائلة الطفل الفقيد، ولم تتوقف متابعته عند هذا الحد، حيث اختار متابعة مستجدات الأمر، دون أن تفوته زيارة منزل العائلة، صباح يوم عيد الفطر، الاثنين 31 مارس 2025، أي قبل ساعات قليلة فقط من إعلان العثور على جثة الطفل وسط تعاطف واسع مع أسرته المفجوعة رغم الألم العميق الذي خلفه فقدانه الذي سيظل ذكرى مؤلمة في ذاكرة ساكنة المنطقة.
تعليقات
0