- أحمد بيضي
في ظل تصاعد حوادث العنف ضد نساء ورجال التعليم بالمؤسسات التعليمية على امتداد التراب الوطني، عاش إقليم خنيفرة بدوره على وقع اعتداء جسدي، باستعمال قطعة حجر كبيرة، طال مدير الثانوية التأهيلية الحسن الأول بجماعة سبت أيت رحو، الأستاذ يوسف خباوي، مساء الخميس 3 أبريل 2025، على يد أحد التلاميذ، الأمر الذي خلف ردود فعل داخل الأوساط التعليمية بالإقليم بعدما تسبب للمعتدى عليه في إصابات على مستوى الرأس، استدعت نقله بشكل مستعجل إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، فيما أكدت مصادر متطابقة أن التلميذ المعتدي تم توقيفه في إطار تحقيق يُجرى تحت إشراف النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بخنيفرة.
الحادث أثار موجة تضامن واسعة من طرف الفاعلين في القطاع التعليمي، حيث بادرت عدد من الإطارات النقابية إلى التعبير عن مساندتها المطلقة للمدير المعتدى عليه، ودعت إلى تنظيم وقفة احتجاجية، يوم الجمعة 4 أبريل 2025، أمام المؤسسة التعليمية، للمطالبة بتوفير الأمن والحماية اللازمة للأطر الإدارية والتربوية، ووضع حد للاعتداءات المتكررة التي تشكل تهديدا خطيرا على سلامة العاملين في المؤسسات التعليمية، بينما أكدت المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بخنيفرة، في بلاغ رسمي، عزمها على “تتبع مجريات هذه القضية بكل حزم وصرامة، بما يضمن حماية الأطر التربوية وصون حرمة المؤسسات التعليمية”.
من جهتها، أعربت النقابة الوطنية للتعليم (الكونفدرالية الديمقراطية للشغل) عن إدانتها المطلقة لما وصفته ب “الاعتداء الشنيع” الذي تعرض له المدير أثناء مزاولته لمهامه المعتادة، فيما عقد المكتب الإقليمي لهذه النقابة اجتماعا طارئا للتداول في الواقعة، وخلص إلى “التعبير عن تضامنه اللامشروط مع المدير”، مثمنا “تجاوب الدرك الملكي بمولاي بوعزة مع الاتصالات الداعية إلى التعامل بحزم مع هذه الواقعة”، فضلا عن “دعوته المديرية الإقليمية للتربية الوطنية إلى الاضطلاع بدورها الكامل”، كما أهاب بالشغيلة التعليمية بمولاي بوعزة وضواحيها لحضور جمع عام تقرر عقده يوم الأربعاء 9 أبريل الجاري استعدادا لكل الاحتمالات.
وفي موقف مماثل، عبّر فرع مولاي بوعزة ل “الجامعة الوطنية للتعليم” (التوجه الديمقراطي)، عن استنكاره الشديد لهذا الحادث، واصفا الاعتداء بـ”الشنيع”، وكاشفا، في بلاغ له، أن التلميذ المعتدي، الذي يدرس بالسنة الثالثة إعدادي، أقدم على فعلته “بعد أن طالبه المدير بإحضار ولي أمره لتبرير تغيّبه المتكرر عن الحصص الدراسية”، فيما أبرز الفرع النقابي أن ما وقع يعد دليلا صارخا على تنامي ظاهرة العنف بالمؤسسات التعليمية، “محمّلا الوزارة الوصية جزءً كبيرا من المسؤولية بسبب ما اعتبره تقاعسا في اتخاذ الإجراءات الزجرية الكفيلة بحماية نساء ورجال التعليم من مثل هذه الممارسات الخطيرة.
وفي الاتجاه ذاته، أصدر المكتب الإقليمي ل “الجمعية الوطنية لمديرات ومديري الثانويات العمومية بالمغرب”، بيانا ندد فيه وبشدة “الاعتداء الذي طال زميلهم أثناء قيامه بمهامه الوظيفية”، مؤكدا تضامنه المطلق مع المدير المعتدى عليه، و”شجبه لكافة مظاهر العنف التي تستهدف الأطر الإدارية والتربوية والانتهاكات المتكررة التي تطال حرمة المؤسسات التعليمية“، مع دعوة صريحة للسلطة الوصية ل “تنصيب نفسها طرفا مدنيا في القضية دفاعا عن الضحية”، و”سن تشريعات صارمة لحماية الأطر العاملة بالمؤسسات التعليمية من السلوكات العنيفة التي تمس سلامتهم الجسدية والنفسية وتحد من هذا النزيف الذي أصبح يهدد الجسم التربوي”.
وفي الاتجاه ذاته، خرج المكتب الإقليمي ل “نقابة المتصرفين التربويين”، بخنيفرة، ببيان عبر فيه بدوره عن مدى استيائه العميق من هذا الاعتداء الذي وصفه بـ”الإجرامي”، معتبرا أنه “يشكل إهانة صريحة للكرامة والحرمة المهنية للأطر التربوية والإدارية”، ومعلنا “تضامنه الكامل مع المدير المتضرر”، كما دعا السلطات الأمنية والقضائية إلى “التدخل العاجل واتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية صارمة في حق التلميذ المعتدي، لضمان أمن الأطر الإدارية والتربوية من كل أشكال العنف بالمؤسسات التعليمية“، فيما دعا الوزارة والمديرية إلى تحسين ظروف العمل وتوفير مناخ آمن لهذه الأطر داخل فضاء المدرسة العمومية.
من جانبها، لم تتأخر المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بخنيفرة، في التفاعل مع الواقعة، إذ أفادت بأن المدير الإقليمي بالنيابة بادر إلى “تكثيف اتصالاته فور علمه بالحادث، لمتابعة الحالة الصحية للمدير المصاب والتنسيق مع مختلف الجهات المختصة”، وجددت ذات المديرية “رفضها القاطع لكل الممارسات التي تسيء إلى كرامة نساء ورجال التربية والتكوين وللمنظومة التربوية عموما“، مشددة على “التزامها الحازم بمواصلة متابعة هذا الملف، واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بإعادة الاعتبار للمؤسسة التعليمية وحماية أطرها الإدارية والتربوية من الاعتداءات“.
تعليقات
0