هذا الشعب هو الوحيد الذي يخرج بالآلاف لنصرة فلسطين

عبد السلام المساوي الأحد 6 أبريل 2025 - 21:29 l عدد الزيارات : 49578

من صميم العقل والوجدان ، ومن مواقفنا النضالية التضامنية مع فلسطين ، بالأمس واليوم وغدا ، ومن صميم الأحداث نذكر الجميع إننا بلد من البلدان التي قالت لا لبيع القضية الفلسطينية في لحظة حاسمة وحازمة . لم ننجر حول شيء ، ولم نمل لشيء . قلنا ان هاته القضية هي قضية عادلة يلزمنها استمرار التضامن .
هذا الشعب هو الوحيد الذي يخرج بالآلاف لنصرة فلسطين .
وهذا الشعب هو الذي يتغنى أنصار أنديته الكروية بفلسطين على مسامع الجميع ، ويرفع منتخبه الوطني العلم الفلسطيني في التظاهرات الكروية العالمية …
نعم ، فلسطين فينا شيء ثابت .
نعم ، فلسطين وعدالة قضيتها أمر لا يقبل النقاش ..
كتب عبد الحميد جماهري ” إن الشعب الوحيد بين كل شعوب العالم الذي لم يتعب من نبله ومن عاطفته الإنسانية والروحية والدينية ‭.‬‭ ‬منذ‭ ‬سابع‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‮.‬‭ ‬‮..‬‭ ‬وإلى‭ ‬اليوم،‭ ‬يظل‭ ‬الشعب‭ ‬شعبا‭ ‬حيا،‭ ‬لم‭ ‬يتعود‭ ‬على‭ ‬حفلة‭ ‬الشواء‭ ‬الآدمي‭ ‬الدولية‭ ‬المنقولة‭ ‬مباشرة،‭ ‬والتي‭ ‬تعيد‭ ‬إنتاجها‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال،‭ ‬بشكل‭ ‬فظيع‮..‬”
إن تصور المغرب لقضية فلسطين هو التصور الاستثنائي والأكثر إنسانية والأكثر قرنا للقول بالفعل.
المغرب لم يكن أبدا بلد شعارات ، ولم يكن مثل بلدان مجاورة لنا بلدا يزايد بالقول على مأساة الفلسطينيين ويريد لها الاستمرار فقط لكي يجد ما يغنيه من الشعارات .
المغرب يعرف جيدا قيمة تلك الأرض ، ويعرف ماهيتها الأولى باعتبارها أرض سلام اختارتها العناية الربانية للديانات السماوية الثلاث لكي تكون التقاء المؤمنين على الأرض .
المغرب وسط كل هذا الدمار ، وكل هذا اللعب بالشعارات والأناشيد موقفه واضح : شعبه متضامن مع الأهل في غزة ، دولته تقدم المساعدات الضرورية للأهل هناك ، قلبه وعقله وتصوره مع حل الدولتين ومع السلام العادل والشامل ومع كل المبادرات الرامية لوقف القتل والعنف وسيلان الدماء في تلك الأرض الطاهرة ، وهو يترك للبلدان التي لا تعرف إلا المزايدات أن تواصل المزايدة لأنها لا تملك عداها ، ويترك للتيارات المتطرفة ان تفرح بكل ميت جديد في تلك الأرض الحزينة لأنه بلد محب للحياة ، ويترك للكاذبين على فلسطين التي أضاعوها منذ النكبة بل وقبل النكبة بوقت طويل ، ان يضيعوا مزيدا من الوقت في المظاهرات الصاخبة التي لم تعد تقنع أحدا بجديتها ، والتي كانت سببا من أسباب هذا الهوان الذي تحياه هاته القضية منذ سنوات .
باختصار المغرب بفضل ملكه وشعبه أخرس ويخرس الذين يزايدون على حب فلسطين … .
لا أحد يمكن أن يزايد على الدولة المغربية بخصوص القضية الفلسطينية ، كما أنه لا أحد لديه الحق لإعطاء المغرب والمغاربة دروسا في الدفاع عن فلسطين .
تبرز من حين لآخر بثور بشرية للتطاول على المغرب ، غير أن مألها ملازم لها في تفاهتها .
لا يوجد من يزايد على الدور المغربي في نصرة قضايا فلسطين والقدس ، بدءا من شرف رئاسة بيت مال القدس والذي يعد المغرب من الأعضاء القلائل الذين ما زالوا مستمرين في دعم صندوقه على عكس دول أخرى نفضت يديها ، وما التقارير السنوية التي تنشر بالأرقام والمنجزات الميدانية لخير دليل على سخاء المغرب في هذا المجال ، اضافة إلى شهادات المستفيدين من هذا الصندوق سواء في الضفة الغربية أو غزة : بنيات تحتية تنطق دلالة وتخرس اعلام الكابرانات، التي لا تترك فرصة دون المس بكرامة المغرب بين دول العالم ، ولعل ذلك من غيظها وهي ترى بلدها الجزائر وقد انحسر دورها في العلاقات الدولية .
المغرب وقيادته لا يبيعون الوهم في سوق الترافع البئيس المشدود إلى لغة البيع والشراء في المواقف ،وسرعة تغيير الألوان والأشكال على الشاشات المخدومة….
المغرب صاحب قضية وفلسطين في قلبها للبحث عن حلول لإخراجها من النفق الضيق والمظلم، ذلك الذي جعل المزايدين يغتنون في فضاء المتاجرة بآلام شعب وبدموع الأبرياء وكرامة الشرفاء….
القدس قضية ،ورئاسة لجنتها حكيمة …
أهلنا الفلسطينيون يعرفون جيدا من يقف الى جانبهم ، ومن يتاجر بهم .
وأهلنا في فلسطين قوم لماحون ، أذكياء ، نوابغ من أرض الشام الخصيب ، يعرفون مصلحتهم جيدا ويعرفون من يريد مصلحتهم ، ويعرفون أيضا من يريد فقط بالمزايدة عليهم أن يلتف على مطالب شعبه أولا ، أن يواصل حربه جد جاره الغربي ثانيا ، وأن يواصل البقاء جاثما على العباد والبلاد هناك في أراضي جارتنا الشرقية ، تلك التي نواصل الدعاء لها ليل نهار لكي تتخلص من جحيم الكابرانات وتشرع ذات يوم في المسير .
فلسطين ليست موضوع مزايدة أيها القابعون على قلوب الجزائريين ، لكن منذ متى كنتم تفهمون البديهيات ؟؟؟؟
يقول عبد الحميد جماهري ” ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬التفرد‭ ‬المغربي،‭ ‬هذا‭ ‬النبوغ‭ ‬المغربي‭ ‬الروحي،‭ ‬يبدو‭ ‬لي‭ ‬أننا‭ ‬لسنا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لكي‭ ‬نقارن‭ ‬شعبنا‭ ‬ولا‭ ‬دولتنا‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬وشعوب‭ ‬أخرى،‭ ‬في‭ ‬الجوار‭ ‬القريب‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الجوار‭ ‬القومي‭ ‬والديني‭ ‬‮..‬
‭ ‬حيث‭ ‬الدولة‭ ‬تمنع‭ ‬الشعب‭ ‬من‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬حب‭ ‬شعب‭ ‬شقيق‭ ‬طالما‭ ‬اعتبرته‭ ‬هاته‭ ‬الدول‭ ‬‮«‬المفبركة‮»‬‭ ‬دفعة‭ ‬دائمة‭ ‬في‭ ‬حسابها‭ ‬السياسي….
لسنا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لنقارن‭ ‬بين‭ ‬نضج‭ ‬الشعب‭ ‬والدولة‭ ‬معا‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬قضية‭ ‬مبدئية،‭ ‬تسكن‭ ‬الوجدان‭ ‬والعمق‭ ‬الروحي‭ ‬وتسكن‭ ‬في‭ ‬المخيال‭ ‬الجماعي‭ ‬والفردي،‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬موضوعي‭ ‬شائك‭ ‬ومتشابك‭ ‬ومركب،‭ ‬بحسابات‭ ‬بالغة‭ ‬البراغماتية.حيث‭ ‬قوانين‭ ‬الصراع‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‮….‬‭ ‬بما‭ ‬يمليه‭ ‬القلب‭ ‬من‭ ‬نشيد‭ ‬أو‭ ‬نشيج‮!‬
وفي‮ ‬لحظة قد‮ ‬يبدو أن هناك تفاوتا في‮ ‬التقدير‮:‬
تكون هناك دول صامتة
وصامتة شعوبها‮.. ‬
ودول تمنع شعوبها من التعبيرأو تتكلم ضد شعوبها‮.‬ وهناك دول تتكلم على‮… ‬لسان شعوبهاومنها المغرب‮…‬فلا تكون الدولة هي‮ الجهاز وحده بل الكيان كله! ”
نتمنى أن يعود العقل للحمقى لكي يسود السلام أرض السلام ، والبلاد التي اختارتها العناية الإلاهية لكي تحتضن كل الديانات السماوية ، وذلك هو قدرها يوم تصبح الكلمة الأخيرة للعقلاء وليس للحمقى الموتورين والمتاجرين بفلسطين.
هذه هي الخلاصة بكل بساطة وبكل اختصار .
ما عداها نشيد مزايدات جد مزعج في اللحن ، ساعدنا على النوم كل هاته السنوات ، وأضاع بالمناسبة هاته الفلسطين التي ندعي جميعا أنها عزيزة على القلوب .

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الجمعة 18 أبريل 2025 - 11:10

بورصة الدار البيضاء تفتتح تداولاتها الجمعة 18 أبريل 2025 على وقع الارتفاع

الجمعة 18 أبريل 2025 - 10:58

الحوامض المغربية تدخل السوق الياباني

الجمعة 18 أبريل 2025 - 10:35

بين فشل الحكومة وعجز السياسات: نمو هشّ يتعثر رغم الوعود.. وتضخم يهدّد القدرة الشرائية

الجمعة 18 أبريل 2025 - 10:14

تخريب وتكسير سيارات الغير يقود شابا إلى ردهات السجن

error: