التعيين الجديد “لوزير خارجية”مايسمى بالبوليساريو: تكريس للتفرد بالقرار و فضح للتخبط الداخلي

مشيج القرقري الثلاثاء 8 أبريل 2025 - 17:46 l عدد الزيارات : 48019

أصدر المدعو إبراهيم غالي، مرسوما يقضي بتعيين محمد يسلم بيسطوزيرًا لخارجيةالجبهة الانفصالية، خلفًا لمحمد سيداتي، المسؤول السابق وأحد أبرز الوجوه داخل التنظيم، والذي تم نقله إلى منصبسفيربدون سفارة،ممثلا للجبهة في المملكة المتحدة.

    ويُنظر إلى هذا التعيين من قبل المتابعين باعتباره إبعادًا سياسيًا مقنعًا لسيداتي، في وقت لم تعد فيه بريطانيا تقييما جديدا لمقاربتها لملف النزاع المفتعل، خاصة مع اقترابها من إعلان موقفها المؤيد للمقترح المغربي للحكم الذاتي.

محمد يسلم بيسط، الذي شغل سابقًا منصبسفيرالجبهة في جنوب إفريقيا، وهي إحدى آخر الحاضنات التقليدية لأطروحة الانفصال، كان قد أضيف إلى مهامه مؤخرًا تمثيل الجبهة لدى مملكة ليسوتو، ما يعكس محاولة غالي ترسيخ وجوه من الصقور الموالين له في مواقع القرار الخارجي، وسط حالة من التذمر والصراع الصامت داخل الجهازالدبلوماسي” لمايسمى بالبوليساريو  علما أن مسار الجبهة الانفصالية حافل بالتوترات والانقسامات، إذ سبق لموقع الجزائر تايمزأن كشف سنة 2009 عن فرض الإقامة الجبرية على خمسة من كبار قادة البوليساريو في ثكنات تابعة للجيش الجزائري بتندوف، بعد التحاق أحمد ولد سويلم، أحد المؤسسين للجبهة ومستشار الرئاسة حينها، بالمغرب.

و وفقًا لمصادر الموقع أنذاك، فإن من بين القادة الذين شملتهم تلك الإجراءات محمد يسلم بيسط نفسه، إلى جانبالبشير مصطفى السيد وآخرين، ممن اشتُبه في نيتهم مغادرة المخيمات نحو المغرب عبر موريتانيا، ما أثار موجةاستنفار داخل القيادة العسكرية الجزائرية.

    وقد قوبل التعيين الجديد بفتور شديد، و مواقف تعكس بوضوح حالة الانقسام والتجادب داخل صفوف ما يسمىالخارجية الصحراوية“.

    ففي حين فضل أبي بشرايا البشير، الذي لم يعد يعتبر نفسه ممثلا للجبهة الانفصالية لدى الاتحاد الأوروبي،بنشر تدوينة على منصةإكستشيد بمسؤول سابق هو أحمد البخاري و الذي وصفهبفارس الديبلوماسيةالصحراوية، في تبخيس واضح للتعيين الجديد و دون أي إشارة له، لزم محمد عبد الله العربي،ممثلالجبهةفي إسبانيا، الصمت بدوره.

أما بقيةممثلواالجبهة في الخارج، فقد آثروا تجاهل القرار بالكامل، ما يكشف عن عزلة متنامية لغالي داخلأجهزته الخارجية.

    والحقيقة أن هذا التعيين يعكس استفراد غالي ومحيطه الضيق بالقرار السياسي والدبلوماسي داخل الجبهةالانفصالية و بدعم من الجيش الجزائري، ومحاولة السيطرة على الأصوات المخالفة (خصوصًا بعد الانتكاساتالكبرى و الاختراقات المغربية الرسمية، البرلمانية و الحزبية لعدد من المحاور)، عبر توزيع المناصب وفق مبدأ الزبونيةوالمحاباة و ضمان الولاءات.

    ويأتي هذا في سياق أزمة هيكلية عميقة تعصف بالجبهة، وسط تصاعد الأصوات الرافضة لاستمرار منطقالريع والتهميش داخل المخيمات، وانغلاق أفق التسوية السياسية و تقلص عدد الصحراويون داخل المخيمات لفائدةاللاجئين من الصحراء الكبرى.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الجمعة 18 أبريل 2025 - 11:10

بورصة الدار البيضاء تفتتح تداولاتها الجمعة 18 أبريل 2025 على وقع الارتفاع

الجمعة 18 أبريل 2025 - 10:58

الحوامض المغربية تدخل السوق الياباني

الجمعة 18 أبريل 2025 - 10:35

بين فشل الحكومة وعجز السياسات: نمو هشّ يتعثر رغم الوعود.. وتضخم يهدّد القدرة الشرائية

الجمعة 18 أبريل 2025 - 10:14

تخريب وتكسير سيارات الغير يقود شابا إلى ردهات السجن

error: